ذكرى شهادة الإمام العسكري (ع) 1444هـ

سر الجاذبية في الروح الأخلاقية

تحرير المحاضرات

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134]

صدق الله العلي العظيم

انطلاقاً من الآية المباركة نتناول ثلاثة محاور:

  • سر الجاذبية الأخلاقية.
  • في أهمية التوافق النفسي.
  • الجاذبية في شخصية الإمام العسكري .
 المحور الأول: سر الجاذبية الأخلاقية.

الناس بطبعهم ينجذبون للقيم الأخلاقية، يحبون الشجاعة والعدالة والمروءة والتواضع، يتوقون لمن يتحلى بهذه الصفات والقيم، فما هو السر في انجذاب الناس للقيم الأخلاقية؟

حتى نبحث ذلك نحتاج إلى تعريف الأخلاق، الأخلاق هي الأفعال التي يحكم العقل بضرورتها لأنها كمال للنفس، الأفعال على عدة أقسام: أفعال طبعية، أفعال عادية، أفعال غريزية، وأفعال أخلاقية.

  • الأفعال الطبعية: هي التي تصدر من الإنسان بطبعه، التنفس فعل طبعي وليس باختيار الإنسان، نبض القلب فعل طبعي وليس باختيار الإنسان.
     
  • الأفعال العادية: وهي التي تصدر من الإنسان باختياره خدمة لذاته، الإنسان يأكل، يشرب، ينام، يذهب للعمل، يدرس، كل هذه الأفعال تدخل في خدمة الذات، لأنه يريد خدمة ذاته وجسمه وبقائه وصحته يقوم بهذه الأفعال.
     
  • الأفعال الغريزية: وهي التي تصدر عن غريزة العاطفة، شفقة الأم على طفلها، شفقة الأب على ولده، رأفة الإنسان بالحيوان، هذا قسم من الأفعال يسمى أفعال غريزية لأنه يصدر استجابة لغريزة العاطفة.
     
  • الأفعال الأخلاقية: هي أفعال يفرضها العقل ويحكم بضرورتها لأنها كمال للنفس، العلماء يقسمون العقل إلى عقل نظري وعقل عملي، العقل النظري هو الذي يدرك المعلومات النظرية التحليلية كإدراك المعلومات الرياضية أو المعلومات الفيزيائية، والعقل العملي هو الذي يتعلق بالأخلاق، عندما يحكم العقل بضرورة العدالة، بضرورة الصدق، بضرورة الأمانة، بضرورة التواضع، حكم العقل بضرورة هذه الأعمال وأنها يجب أن تصدر من الإنسان فهذا يسمى بالعقل العملي، والعقل يحكم بضرورتها لأنها كمال للنفس؛ أي أن الأخلاق تختلف تماماً مع الرذائل، الرذائل استجابة للغريزة بينما الأخلاق هي ضبط للغريزة وردع لها، الإنسان عندما يظلم يستجيب لغريزته، عندما يكذب، عندما يتكبر، فهو يستجيب لغريزته، إذن الرذائل استجابة للغريزة بينما القيم الأخلاقية هي ملكة ضبط الغريزة وتطويقها وترويضها، لأجل ذلك كانت القيم الأخلاقية كمالاً للنفس، ولأنها كمال للنفس يفرض العقل بضرورتها ولزوم صدورها.

ما هو السر في انجذاب الإنسان إلى الأخلاق؟

السر في انجذاب الإنسان إلى الأخلاق فيه نظريتان: النظرية النظامية، والنظرية الوجدانية.

النظرية الأولى: النظرية النظامية.

وهي النظرية التي يقررها الفلاسفة من المتقدمين كأفلاطون وأرسطو، ومن المتأخرين كملا صدرة الشيرازي، والسيد الطباطبائي صاحب الميزان وغيرهم، وتعني أن المجتمع البشري منذ أول يوم لنشأته أدرك العقلاء ضرورة ركنين لحياة المجتمع وهما النظام والمبادئ الأخلاقية، وذلك لأن العقلاء أدركوا منذ أول يوم أن المصالح تتضارب بين الناس، والحاجات تتزاحم، ونتيجة لتعارض المصالح وتزاحم الحاجات احتيج إلى ركنين:

1» الركن الأول: النظام؛ لولا وجود نظام يتكفل التوفيق بين المصالح ويتكفل الملاءمة بين الحاجات لعمت الفوضى وأكل القوي الضعيف، ونهب القادر العاجز، إذن هناك حاجة ضرورية للنظام الذي يوفق بين المصالح لئلا تتعارض.

2» الركن الثاني: المبادئ الأخلاقية؛ قرر العقلاء واتفقوا منذ أول يوم لنشأة المجتمع على أن العدل لابد منه والظلم لابد من تركه، والصدق لابد منه، والأمانة لابد منها؛ لأن في هذه المبادئ توفيقاً بين المصالح، ولأن في هذه المبادئ حفظاً للمصالح النوعية الاجتماعية، إذن المسألة ترجع لقرار عقلائي.

فالسر في انجذاب الناس للقيم الأخلاقية لأن قرار العقلاء مشى على هذه المبادئ من أجل حفظ المصالح النوعية.

النظرية الثانية: النظرية الوجدانية.

مجموعة من علماء النفس  خصوصاً المدرسة السلوكية  قالوا أن سر الانجذاب إلى الأخلاق هي مسألة وجدانية وليست قرار اجتماعي أو قرار عقلائي، الوجدان هو عبارة عن ميول فطرية تجمع في الإنسان أربعة ميول: الميل نحو طلب الحقيقة، الميل نحو تعظيم القوة الخارقة، الميل نحو إشباع غريزة الذات، الميل نحو الجمال.

  1. الميل الأول: الميل لطلب الحقيقة، وهذا الميل هو الذي يدفع الإنسان إلى التعلم والسؤال والفضول، لأن لديه ميلاً في داخله وهو الميل لمعرفة الحقيقة.
     
  2. الميل الثاني: الميل لتعظيم القوة الخارقة، فميل الإنسان لتعظيم القوة الخارقة للعادة هو ميل وجداني فطري في الإنسان وهذا الميل هو الذي يقود الإنسان إلى الله لأن الإنسان يدرك أن الله قوة فوق القوى وقدرة فوق القدرات فيميل إليه لأنه القوة العظمى ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم: 30]
     
  3. الميل الثالث: ميل الإنسان لإشباع الغريزة، ميل الإنسان للجنس، ميل الإنسان للطعام، ميل الإنسان للتنافس مع الناس على المواقع والمناصب، كله ميل ينبع من غريزة إشباع الذات والنفس.
     
  4. الميل الرابع: ميل الإنسان نحو الجمال، كل إنسان يميل بطبعه نحو الجمال، كل إنسان يتوق إلى الجمال، والجمال على نوعين: جمال مادي كجمال الطبيعة وجمال اللوحة الفنية وجمال الوجه، وجمال معنوي كجمال الأفعال، الإنسان يحب الأفعال الجميلة لأن وجدانه يدفعه إلى هذا الميل، العدل والصدق والأمانة جمال، ولأنها اكتسبت صفة الجمال يميل الإنسان إليها.

فسر انجذاب الناس إلى القيم الأخلاقية لأنها جمال والإنسان ينجذب إلى الجمال بغض النظر عن القرار العقلائي، فحتى لو لم يوجد مجتمع ولم يوجد عقلاء فإن الإنسان سيميل إلى القيم الأخلاقية لأن في القيم الأخلاقية جمال وهو يميل إلى الجمال، لأن في القيم الأخلاقية ضبط للغريزة وهو يميل إلى ذلك، فإذن سر الانجذاب لا يرجع إلى قرار عقلائي وإنما يرجع إلى ميل وجداني في داخل الإنسان ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا «7» فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا «8» قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا «9» وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا «10» [الشمس: 7 - 10]

 المحور الثاني: في أهمية التوافق النفسي.

من أعظم الأخلاق التوافق الاجتماعي؛ أن تكون قادراً على التكيف مع الناس، الناس صنفان: صنف منعزل ليس لديه قدرة على التكيف مع المجتمع، وصنف من الناس يألف ويؤلف، لديه قدرة على التكيف مع الآخرين والتفاعل معهم ببساطة وعفوية وحالة من التواضع، هذا الإنسان يعيش خُلُق عظيم ألا وهو خلق التوافق الاجتماعي.

وهنا نطرح ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: ما هي أهمية التوافق الاجتماعي؟

أهمية التوافق الاجتماعي تعود لناحيتين:

الناحية الأولى: ترسيخ الوشائج الإنسانية، عندما نقرأ قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا [الأعراف: 189] أي أنتم ترجعون إلى طبيعة واحدة وكيان واحد، غرائزكم مشتركة، أصولكم النفسية مشتركة، ميولكم مشتركة، خلقكم من نفس واحدة، إذن هناك وشائج إنسانية تجمع البشرية كلها، فعندما يقوم الإنسان بالتوافق الاجتماعي مع الآخرين ينبسط وينفتح عليهم ويتكيف معهم فهو يرسّخ هذه الوشائج الإنسانية المشتركة، ويجسد هذه الأصول النفسية المشتركة بينه وبين غيره، من هنا تكمن أهمية التوافق الاجتماعي مع الناس، لذلك ورد عن الرسول : ”المؤمن يألف ويؤلف“ وورد عنه : ”أفاضلكم أحاسنكم أخلاقاً الموطؤون أكنفافاً“ أي المتواضعون الذين يألفون ويؤلفون، إذن الألفة المشتركة هي توفيق للوشائج الإنسانية المشتركة.

الناحية الثانية: أن التوافق الاجتماعي تجسيد لنفخة الله، الإنسان نفخة الله عندما تقرأ قوله تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي [ص: 72] أنت روح وهذه الروح هي نفخة لله تبارك وتعالى، وبما أن الإنسان نفخة الله إذن الإنسان مرآة لله، أخلاقك تعكس أخلاق الله تبارك وتعالى، الإنسان عندما يتحلى بالأخلاق فإن أخلاقه تعكس الله تبارك وتعالى، الإنسان وجه لله، الإنسان مرآة لله؛ لأن الإنسان هو نفخة الله، كمال الإنسان يعكس كمال الله، وأخلاق الإنسان تعكس أخلاق الله، ورحمة الإنسان تعكس رحمة الله، وكلما تسامى الإنسان في القيم كان أصدق وجه لله، وأصدق وجه وأعظم مرآة لله هو محمد ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4]، ورد عن الرسول : ”تخلقوا بأخلاق الله“، وورد عنه : ”من عرف نفسه فقد عرف ربه“ اعرف أن نفسك وجه لله ومرآة لله، فاعكس في أفعالك وسلوكك رحمة الله والقيم الأخلاقية التي نادى وأثنى عليها الله تبارك وتعالى.

السؤال الثاني: ما هي درجات التوافق الاجتماعي؟

يوجد ثلاث درجات تعبرها حتى تحقق التوافق النفسي مع الآخرين:

الدرجة الأولى: الحب، أن تزيل من هذه النفس حالات التوتر والحقد والضغينة على الآخرين ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا [الحشر: 10]، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد: 11]

الدرجة الثانية: العفو، من الطبيعي أن الإنسان يُساء إليه فلابد أن يعبر هذه الدرجة، ويقبل هذه الإساءات لأن العفو هو إزالة الغبار والكدورات عن النفس حتى تصبح مشرقة وضيئة محبة للآخرين.

الدرجة الثالثة: الإحسان والعطاء المجاني للآخرين، وهذه أعلى درجات التوافق الاجتماعي، لذلك تنص الآية على درجات التوافق الاجتماعي ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134]

السؤال الثالث: ما هي مظاهر التوافق الاجتماعي؟

هنا مظهران: مظهر لفظي، ومظهر عملي.

المظهر اللفظي: وهي الكلمة الطيبة، يقول القرآن الكريم: ﴿مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ «24» تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا «25» [إبراهيم: 24 - 25]، ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة: 83] وأعظم صور الكلمة الطيبة هو التعبير عن الحب، عبر عن حبك للناس، عبر عن مودتك للناس، ورد عن الرسول : ”إذا أحب أحدكم أخاه فليظهره على حبه، فإنه أوثق للمودة“.

المظهر العملي: حسن البشر والمصافحة، مرن عضلات وجهك على أن تكون منفتحاً ومبتسماً، ورد عن الرسول : ”حسن البشر يذهب بالسخيمة“ وورد عنه : ”الانقباض من الناس مكسبة للعداوة“

ويقول الرسول : ”صافح عدوك وإن كرهت“ لأن المصافحة باب للتوافق الاجتماعي، وكان رسول الله إذا وضع يده في يد شخص لم ينزع يده حتى ينزع الآخر يده منه.

 المحور الثالث: الجاذبية في شخصية الإمام العسكري .

من أبرز صفات صاحب هذه الليلة أنه كان شخصية جذابة يمدحه من يراه ويعاشره، ونذكر هنا قصتين ترتبطان بجاذبيته:

  • القصة الأولى: صالح بن وصيف أحد عمال بني العباس أُمِر بسجن الإمام، فسجن الإمام العسكري في بيته، دخل عليه العباسيون قالوا: يا ابن وصيف ضيق على الحسن بن علي ولا توسع عليه. قال: ما تريدون أن أصنع به، لقد وكلت به رجلين من شر من قدرت عليه فصارا من الصلاة والعبادة على أمر عظيم. فقالوا: وكيف ذلك؟ فأحضر الرجلين فقالوا: ويحكما ما شأنكما وهذا الرجل؟ قالا: ما تريدون أن نصنع به! رجل يصوم النهار ويقيم الليل ولا يتشاغل بغير الذكر والعبادة، وإذا نظرنا إليه ترتعد فرائصنا ويدخلنا منه أمر عظيم.

هؤلاء جنود مسؤولون عن السجن تأثروا بالإمام العسكري وصاروا يقتدون به في الصلاة والعبادة والأذكار وصاروا على أمر عظيم من العبادة والأذكار اقتداء بالإمام العسكري وهو سجين أسير بين أيديهم.

  • القصة الثانية: أحمد بن عبيد الله بن خاقان كان والي بني العباس على قم، وكان من أشد الناس نصباً وعداوة لأهل البيت ، دخل عليه مجموعة من العباسيين سنة 287 هـ  أي بعد وفاة الإمام العسكري بثمانية عشر سنة، فتذاكروا العلويين فقال أحمد بن خاقان: ما عرفت ولا رأيت ولا سمعت أفضل من الحسن بن علي بن الجواد بن الرضا لهديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه وتقواه، فتعجبوا من كلامه وقالوا: كيف ذلك؟ قال: كنت قائماً على رأس أبي فجاء الحجّاب وقالوا فلان على الباب، قال ادخلوه. فدخل رجل أسمر اللون، أعين، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، له هيبة وجلالة، فقام إليه أبي واعتنقه وقبل وجهه ومنكبيه، وأجلسه في مصلاه وجلس بين يديه يحدثه ويكنيه ويفديه، فتعجبت من هذه المعاملة ولم أره يعامل بها أحداً من الناس أو القواد أو الوزراء، فلما خلوت به قلت له رأيتك فعلت مع هذا الرجل ما فعلت فمن هذا؟ قال: هذا ابن الرضا إمام الرافضة، لو زالت الخلافة عن بني العباس لم يستحقها أحد غيره. قلت لماذا؟ قال لتقواه وعبادته وزهده وعفافه ونبله وكرمه. فرسخت هذه الكلمات في ذهني فصرت أسأل عنه، فما سألت عنه صديقاً ولا عدواً إلا وأثنى عليه.

إذن الإمام كانت له جاذبية أخلاقية رائعة، والإمام العسكري يربينا ويعلمنا على هذا النهج الأخلاقي الذي به يتحول الإنسان إلى شخصية جذابة، قال في وصيته لشيعته: أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم، والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم ماومن بر أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد ، صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعوذوا مرضاهم وأدوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا شيعي فيسرني ذلك، اتقوا الله وكونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً، جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح.

الإمام العسكري في هذه الوصية يؤكد على ثلاثة أمور:

  1. وحدة الأمة الإسلامي ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [المؤمنون: 52]
  2. أن أدب الشيعي مرآة لأدب أهل البيت، فإذا كان الشيعي متخلق بالأخلاق الفاضلة عكس تربية أهل البيت واحترامهم وأدبهم.
  3. المعاملة مع الناس بالأخلاق تزرع المودة وتغرس الألفة، وتقرب الروابط وتدفع الحواجز والعداوة.