المجتبى كل المرتضى عليهم السلام

المجتبى كل المرتضى

ورد في الحديث عن أمير المؤمنين يخاطب ولده الحسن الزكي : ”وجدتك بعضي بل وجدتك كلي“ فما معنى الحديث؟

لاشك أن للأئمة صفات مشتركة، وصفات خاصة ببعضهم دون بعض، ففي الوقت الذي يشتركون فيه في منصب الإمامة والعصمة والولاية التكوينية والتشريعية والتبليغية، إلا ان حكمة الله تعالى شاءت أن تظهر لبعضهم فضائل خاصة به، فأمير المؤمنين وليد الكعبة دون غيره، وفاطمة صاحبة السر المستودع الجامع لنور النبوة والامامة دون غيرها، والإمام الحسن الزكي أشبه الخلق بجده المصطفى صلوات الله وسلامه عليه خَلقا وخُلقا، وكان عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك، والإمام الحسين سيد الشهداء من الاولين والآخرين دون غيره.

ومن هذه الفضائل الخاصة أن النبي هو الوحيد الذي وجب ذكر اسمه في الصلاة، وأن الإمام أمير المؤمنين هو الذي وردت الرواية بالندب لذكره بالولاية في الأذان، وفاطمة هي التي ورد استحباب تسبيحها بعد الصلاة، والحسين هو الذي ورد استحباب السجود على تربته في الصلاة، مع أن الصلاة مشروطة صحة وقبولا بالصلاة على جميعهم خصوصاً اصحاب الكساء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فهم دعامتها وجوهرها، بل الايمان مشروط بامامتهم جميعاً.

ولذلك فالمقصود بقول أمير المؤمنين لولده الحسن ”وجدتك بعضي بل وجدتك كلي“ ان ولاية الحسن في حياة أبيه علي نافذة على الكل ماسوى أبيه المرتضى، بينما ولايته بعد شهادة أبيه نافذة على الكل من دون استثناء، فالمجتبى يمثل المرتضى في كل صفاته ومناقبه الكمالية ومناصبه التي جعلها له، ماسوى السمات الخاصة التي سبق ذكرها فهو بعض منه لأنه خلاصة تربيته وعنايته، وهو كله لأنه مثاله في معالمه الجلالية وَالجمالية.

نسال الله أن يحشرنا معهم وأن يرزقنا شفاعتهم