الخطاب المنبري بين الواقع والطموح(*)

الخطاب المنبري بين الواقع والطموح «*»

بسم الله والصلاة والسلام على المصطفى الأحمد والمعصومين من عترته

قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى - المائدة، آية 2 -

إن من أوضح مصاديق التعاون المعطاء أن يتحول الجهد المنبري الفردي لعمل مؤسساتي مدروس، يحمل على عاتقه النهوض بالواقع الاجتماعي والفكري للمستوى الأكمل، ومعالجة الخلل البنيوي في القيم والعلاقات، وتغطية الفراغات الثقافية بالفكر الأصيل بأساليب جذابة، ومناهج متنوعة تتلاءم مع المسيرة الإنسانية في حضارتها.

ومما يثلج الصدر أن نرى كوكبة من الخطباء - وللعام الثالث - يقيمون المؤتمر الحسيني، من أجل توحيد الجهود، وتكاتف الطاقات في أكثر الحقول أهمية، وهو حقل تقويم خطاب المنبر الحسيني، وتطويره: مضمونا، ومنهجا، من خلال قراءة الواقع المعاصر قراءة واعية، ورصد الغزو الفكري لأبناء المجتمع المسلم، واختيار أفضل الطرق تأثيرا في تحقيق رسالة القرآن، والعترة الهادية ، فإن ذلك مثال واضح للأمة الداعية، قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر - آل عمران، آية 104 -.

وإن ما نأمله من هذا المؤتمر المبارك؛ التنسيق بين أرباب المنبر في طرح القضايا الأساسية: الفكرية، والسلوكية، واختيار محور واحد للموسم الحسيني في كل عام، لتدور حركة المنبر حوله، وتشبع جميع جهاته بالبحث الدقيق، لتشكل كتابا كل عام يحمل بين دفتيه عطاء المنبر الإسلامي الوافر، نظير اختيار الرسول الأعظم - - محوراً لرسالة المنبر الحسيني هذا العام، وكأنه هو موسم الرسول الأعظم - -.

نسأل الله تعالى أن يجمعنا على روح التعاون، وتوحيد الجهود، وأن يقبلنا في خدمة الحسين ، اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين في الدني اوالآخرة، إنه ولي التوفيق، والحمدلله رب العالمين.

(*) كلمة بمناسبة المؤتمر الثالث لخطباء المنبر الحسيني، والتي ألقيت بالنيابة عن سماحة السيد في حسينية السنان بالقطيف ليلة الخميس السابع عشر من ذي القعدة 1433.