لندن - الليلة 1 -

تحرير المحاضرات

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا

صدق الله العلي العظيم

انطلاقًا من الآية المباركة التي تتحدث عن الوعد الإلهي للمجتمع البشري - وهو الوعد بظهور المهدي المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف»، وإقامته لدولة العدالة التامة التي عبّر عنها القرآن الكريم بدولة الاستخلاف - نتحدث حول موضوع رؤية الإمام المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف»، وهنا محوران:

المحور الأول: في أن غيبة الإمام المنتظر غيبة عنوانية وليست غيبة شخصية.

ليس الإمام المنتظر منعزلًا عن المجتمع البشري، أو أنه رفعه الله كما رفع عيسى بن مريم، بحيث لا يلتقي بالبشر، أو أنه يعيش في جزيرة وحده من دون أن يكون بينه وبين المجتمع البشري اتصال، بل الإمام المنتظر يعيش بين الناس، يتعب ويرتاح، ويعرض عليه ما يعرض على المجتمع البشري، ويخالط المجتمع البشري كبقية البشر الذين يعيشون، وهذا ما يسمّيه علماؤنا بالغيبة العنوانية لا بالغيبة الشخصية، بمعنى أن شخصه ليس غائبًا، وإنما الغائب عنوانه واسمه، فهو يعيش بين الناس من دون أن يعرفه الناس، ومن دون أن يطلعوا على عنوانه واسمه الحقيقي، وإنما يخالطونه ويعاشرونه بأسماء متعددة، من دون الوصول إلى اسمه الحقيقي، فغيبته عنوانية وليست غيبة شخصية، وهذا له عدة دلائل:

الدليل الأول: ما ورد في الرواية المعتبرة لدى جمع من علمائنا، وهي معتبرة سدير الصيرفي، باب 9 من أبواب من رأى الإمام في الجزء السادس والعشرين من البحار، عن الصادق : ”فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله قد فعل بحجته ما قد فعله بيوسف، بأن يكون الإمام المظلوم المغصوب حقه يتردد بينهم، ويمشي في أسواقهم، ويطأ فرشهم وهم لا يعرفونه“، فهذه الرواية واضحة الدلالة على أن الإمام يتردد، يمشي في الأسواق، يطأ فرش الناس، يخالطهم وهم لا يعرفونه، فغيبته غيبة عنوانية وليست غيبة شخصية.

الدليل الثاني: الأدعية الواردة عن لسانه «عجل الله تعالى فرجه الشريف»، ومنها هذا الدعاء المشهور: اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة، وفي كل ساعة، وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليلًا وعينًا، حتى تسكنه أرضك طوعًا، وتمتعه فيها طويلًا"، فعندما نلاحظ فقرات هذا الدعاء نجد أنها تتحدث عن إنسان موجود بين الناس، وأنه يتعرض للظلم كما يتعرض له الناس، وأنه في معرض الخطر وفي معرض الوصول إليه.

هذا الدعاء قد ذكر أوصافًا تتحدث عن عناية الله تبارك وتعالى به في زمن غيبته لا في زمن ظهوره؛ لأنه يقول: حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا، فهو يتحدث عن زمان وغيبته، وأنه في زمان غيبته محتاج إلى حفظ الله، ومحتاج إلى دلالة الله، ومحتاج إلى نظر الله، ومحتاج إلى عناية الله، فهذا يعني بشكل واضح أنه في معرض الخطر، وفي معرض الوصول إليه، ولأجل ذلك كان دعاء المؤمنين ودعاؤه لنفسه - لأن هذا الدعاء وارد عنه - من أسباب حفظه، ومن أسباب كلاءة الله عز وجل له. إذن، نفس هذا الدعاء الوارد عنه دليلٌ على أن غيبته غيبة عنوانية لا أكثر، وإلا فشخصه وجسمه بين الناس، يعيش بعيشة أبناء المجتمع البشري، وبالطرق العادية المتعارفة.

أيضًا من الأدلة على أن غيبته شخصية وليست عنوانية: ما ورد عنه في كتابه إلى الشيخ المفيد «عليه الرحمة»: ”ولولا ذنوب شيعتنا لرأونا رأي العين“، لا يوجد حاجب أبدًا، لا يوجد مانع من الاتصال به سوى الحاجب النفسي، سوى الظلمة النفسية، ظلمة الذنوب، ظلمة المعاصي، عندما تتراكم على النفس، وعندما تخيّم على الروح، هي المانع من رؤيته، هي المانع من الاتصال به، وإلا فلا يوجد مانع، ما دامت عيشته بين الناس عيشة عادية متعارفة، فلا مانع من رؤيته والاتصال به سوى هذا الحاجب النفسي، حاجب الظلمة.

إذن، من خلال هذه الروايات التي ذكرناها نعرف أن غيبة الإمام غيبة عنوانية، ومن كانت غيبته غيبةً عنوانية فالاتصال أمرٌ ممكنٌ، ورؤيته أمرٌ ممكنٌ، وربما يعاشره الناس ويخالطونه ويتلقون عنه، ولكنهم لا يعرفونه.

المحور الثاني: وقوع الرؤية وإشكالية توقيع السمري.

بعد أن عرفنا أن غيبته عنوانية، وأن الاتصال به أمر ممكن، ولولا ذنوبنا وحجبنا الظلمانية لرأيناه والتقينا به واستفدنا من أنواره الشريفة، إذن هل أن رؤيته واقعة أم ليست واقعة؟ أمامنا هذا التوقيع الشريف الذي صدر عنه «عجل الله تعالى فرجه» لآخر سفير من سفرائه، ألا وهو علي بن محمد السمري، حيث قال في هذا التوقيع: ”يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك راحل ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك، ولا توص لأحد من بعدك“ لا توص بالسفارة، السفارة انتهت عندك، ”فقدت وقعت الغيبة التامة، ولا خروج إلا بإذن الله، وذلك بعد قسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورًا، وسيأتي شيعتنا من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل الصيحة - من العلامات الحتمية: صيحة بين السماء والأرض، الحق مع علي وشيعته - وقبل خروج السفياني فهو كاذبٌ مفترٍ، ولا حول ولا قوة إلا بالله“.

هنا، بحث علماؤنا في هذه الفقرة ”ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني وقبل الصيحة فهو كاذب مفتر“، هل هذه العبارة تدل على أن رؤيته غير واقعة؟ صحيح أن رؤيته أمر ممكن؛ لأن غيبته غيبة عنوانية وليست غيبة شخصية، لكن هل تدل هذه الفقرة على أن هذا الأمر الممكن لم يقع؛ لأن الإمام أمرنا بأن نكذّب من ادعى وقوع هذا الأمر، ألا وهو وقوع رؤيته، وقوع مشاهدته؟ هنا طرح العلماء «رضوان الله عليهم» أربعة معانٍ لهذه الفقرة:

المعنى الأول: أن المراد بها تكذيب الرؤية.

لا رؤية للإمام قبل خروج السفياني وقبل الصيحة، رؤيته أمر ممكن لكنه غير واقع؛ لأن الإمام أمرنا بتكذيب من يدّعي رؤيته، فالمراد بالمشاهدة في هذا التوقيع الشريف الرؤية.

المعنى الثاني: أن المراد بالمشاهدة الرؤية مع المعرفة لا مطلق الرؤية.

هناك فرق بين عنوان الرؤية وعنوان المشاهدة، تقول: رأيتُ فلانًا، وتقول: شاهدتُ فلانًا، فرق بينهما، قد أرى فلانًا وأنا لا أعرفه، فيصح لي أن أقول: رأيت فلانًا وبعد سنة عرفت أنه فلان، ما كنت أعرفه وقت الرؤية، فالرؤية تجتمع مع المعرفة وتجتمع مع الجهل، أما عنوان المشاهدة فهو الرؤية عن معرفة، أن تراه وأنت تعرف أنه فلان، رأيت فلانًا وأنا أعرف أنه فلان، هذا يسمى مشاهدة. الحديث لا يكذّب الرؤية، الحديث لا يقول أنه لا تقع رؤيته، بل الحديث يكذّب مشاهدته وليست رؤيته، أي: أن يراه الإنسان وهو يعرف اسمه، يعرف عنوانه، يعرف أنه الإمام المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف»، فالتوقيع الشريف لا ينفي الرؤية، وإلا لقال: فمن ادعى الرؤية، ولكن الحديث قال: فمن ادعى المشاهدة، والمشاهدة عنوانٌ يختلف عن عنوان الرؤية، المراد بالمشاهدة أن يراه وهو يعرف أنه المهدي المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف»، وكثيرون ممن ادعوا أنهم رأوه إنما عرفوه بعد فراقه، بعد أن تم اللقاء عرفوا أنه المهدي من خلال آثاره التي يتركها لهم.

المعنى الثالث: أن الغرض من التوقيع سد باب الفوضى.

هذا الحديث الشريف لا يمنع الرؤية، سواء كانت عن جهل أو كانت عن معرفة، وإنما الحديث الشريف يريد أن يسد باب الفوضى والهرج والمرج؛ لأن الإمام لو فتح هذا الباب، وقال لشيعته: من ادعى الرؤية والمشاهدة في عصر الغيبة فاقبلوا كلامه وخذوا بما يقول، لسادت الفوضى؛ لأن الدعاوى تكثر، وكلٌ بحجة أو بأخرى سوف يدعي أنه رآه، وقال له الإمام شيئًا، وأمره بأوامر، ونهاه عن نواهٍ، فالإمام من أجل سد باب الفوضى، لئلا تكثر الدعاوى، لئلا يكثر الهرج والمرج.

من أجل سد هذا الباب قال: من ادعى المشاهدة وقبل خروج السفياني فهو كاذب مفتر، هو لا يريد أن يقول: رؤيتي لا تقع سواء كانت عن علم أو كانت عن جهل، وإنما يريد أن يقول: أنتم وظيفتكم - أيها الشيعة - فيمن يدعي رؤيتي ألا تأخذوا بكلامه، لا ترتبوا أثرًا على كلامه؛ لأنكم لو رتبتم أثرًا على كلامه ستسود الفوضى، وستكثر الدعاوى، وبالتالي لا يمكن تمحيص الصادق من الكاذب، والمدّعي من المحق، فمن أجل سد باب الفوضى وسد الباب أمام الدعاوى التي تضل المؤمنين قال: من ادعى، ما قال: فمن رآني، ما قال: فمن شاهدني، وإنما قال: ”فمن ادعى“، ادعى بمعنى أنه أظهر أنه رأى الإمام ، هذا لا ينفي الرؤية، ربما يرى الإنسان الإمامَ عن معرفة أنه إمام، لكنه لا يدّعي.

إذن فالحديث ناظرٌ لتكذيب الادعاء، وليس ناظرًا لتكذيب الرؤية، فرق بين المطلبين، تارة الحديث يقول: من رآني، أو من شاهدني، فهو كاذبٌ مفترٍ، وهنا يدل الحديث على أن الرؤية لا تقع، بينما الحديث قال: فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني وقبل الصيحة فهو كاذب مفتر، فالحديث لا ينفي الرؤية، سواء كانت عن جهل أو عن علم، وإنما ينفي الحديث ادعاء الرؤية، بمعنى أنه يأمر المؤمنين بتكذيب الادعاء وعدم ترتيب أثر على الادعاء، من أجل سد باب الفوضى، ومن أجل سد باب الدعاوى التي تضل المؤمنين في عصر الغيبة، غيبته الكبرى «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين».

المعنى الرابع: أن الحديث ناظرٌ لدعوى النيابة.

علماؤنا الذين ذهبوا إلى هذا المعنى - ومنهم: الشيخ المجلسي صاحب البحار، والسيد عبد الله شبر في حق اليقين، وغيرهما ممن فسّر هذا الحديث بدعوى النيابة - يقولون: هذا الحديث لا ينفي الرؤية، بل الرؤية ممكنة وواقعة، ولا ينفي الرؤية عن معرفة، هي أيضًا ممكنة وواقعة، وإنما هذا الحديث يتحدث عن رؤية معينة، يتحدث عن دعوى معينة، وهي دعوى النيابة؛ لأن هذا الحديث ورد في سياق الحديث مع سفيرٍ، وهو آخر السفراء، علي بن محمد السمري.

علماؤنا يقولون: من القرائن العرفية التي يتكأ عليها في تحديد المراد قرينة السياق، السياق من القرائن العرفية التي يتكأ ويعتمد عليها في تحديد المراد من أي كلام، هذا التوقيع سياقه سياق المخاطبة مع آخر سفير من سفراء الإمام «عجل الله تعالى فرجه الشريف»، وقد قال الإمام في هذا التوقيع: ولا توص لأحد من بعدك، أي: بالسفارة، ثم قال: وسيأتي شيعتنا من يدعي المشاهدة، فبمقتضى قرينة السياق - وهي سياق الحديث مع آخر سفير - يكون المراد بالمشاهدة دعوى النيابة، أي: إذا أتى شيعتنا من يدعي أنه نائبٌ عن الإمام، أو سفيرٌ من قِبَل الإمام، أو حُمِّل رسالةً من قِبَل الإمام بأوامر وبنواهٍ وبتكاليف وبإخبارات وبأنباء معينة فكذّبوه، فالحديث لا ينفي الرؤية ولا إمكانها ولا وقوعها، وإنما ينفي حصة معينة من الرؤية، ألا وهي دعوى النيابة، دعوى السفارة، بقرينة سياق الحديث، والسياق من القرائن العرفية.

ويعضد هذا المعنى أننا إذا لاحظنا دعاوى الرؤية، الإخبارات عن الرؤية، في البحار، في إلزام الناصب، في غيره من الكتب، حتى في غيبة الشيخ الطوسي، وهو شيخ الطائفة، حتى في غيبة النعماني، وهو من علماء الطائفة، ذكروا قصصًا كثيرة، الشيخ الطوسي مع أنه شيخ الطائفة، روى قصصًا كثيرة في لقاء الإمام، رؤية الإمام، الحديث مع الإمام، بينه وبين شيعته في عصر الغيبة الكبرى، مع هذا الكم الهائل من الإخبارات عن رؤيته يحصل التواتر، والتواتر دليل قطعي لا يعتمد على وثاقة الخبر وعدم وثقاته، دليل التواتر يعتمد على دليل حساب الاحتمالات، كما ذكره السيد الشهيد السيد الصدر «قدس سره» في كتابه الأسس المنطقية للاستقراء.

نحن عندما يخبرنا مئات من الأشخاص، أو عشرات من الأشخاص، يقولون: نحن التقينا بالعلامة الحلي، مئات، عشرات من الأشخاص، وإن كنا نحن لو هذه الإخبارات لا ندري هل وُجِد شخصٌ في التاريخ اسمه العلامة الحلي أم لا، لنفترض أن العلامة الحلي شخص ليست له كتب، ليست له آثار، ولكن المئات من الأشخاص قالوا: التقينا به ورأيناه، ونحن لا ندري هل هو شخصية وهمية أم هو شخصية حقيقية، إذا وجدنا عشرات من الأخبار، مئات من الأخبار تتحدث عن لقائه ورؤيته، نتيجة دليل حساب الاحتمالات - وهي ضرب هذه الاحتمالات بعضها ببعض - يحصل لدينا اليقين والوثوق والاطمئنان التام بأن هناك شخصية عاشت في التاريخ اسمها العلامة الحلي.

هنا لا نبحث عن كل خبر، لا نضع أيدينا على كل خبر، هذا الخبر المخبر به ثقة أو غير ثقة؟ لا، التواتر لا يحتاج إلى أن نعرف وثاقة المخبر وعدمه، ما دام حصل لنا عشرات الإخبارات، مئات الإخبارات، هذا الكم الهائل من الإخبارات يورث اليقين ويورث الاطمئنان بحصول الرؤية وبحصول اللقاء، وإن كنا لو وقفنا على كل خبر من هذه الأخبار قد لا يكون المخبر ثقة، نحن لا نعرف، ولكن تظافر الإخبارات يشكّل دليل حساب الاحتمالات، ولذلك عرّف علماء المنطق التواتر بنقل جماعة يمتنع تواطئهم على الكذب.

مثلًا: حديث الغدير روي متواترًا، أي أنه قد رواه جماعة مختلفون في مذاهبهم، مختلفون في أفكارهم، بمصادر مختلفة، بطرق متعددة، نتيجة هذا الاختلاف بينهم يمتنع تواطؤهم على الكذب، فالتواتر لا يرتبط بوثاقة المخبرين، هل المخبرون ثقات أم لا؟ هذا لا دخل له في التواتر، المهم أنهم جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب نتيجة تعددهم.

هنا أيضًا، الإخبارات الواردة علينا بلقاء الإمام «عجل الله فرجه الشريف» بالعشرات أو بالمئات، بنحوٍ يصدق عليه تعريف التواتر بأنه إخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب، فالتواتر قام على رؤيته وعلى لقائه، هذه قرينة أخرى تؤيد أن المراد بالتوقيع الشريف ”فمن ادعى المشاهدة“ من ادعى النيابة والسفارة عنه في عصر الغيبة الكبرى «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين».