العلامة المنير: النظام العلماني السياسي يعيش تناقضاً مع نفسه

أكد أن «الحرية لا تتيح للإنسان عبادة أي شيء فما يهدر الكرامة البشرية ليس قيمة من القيم»

شبكة المنير الرأي - علي الفضلي

أكد السيد منير الخباز أن «النظام العلماني السياسي يعيش تناقضاً مع نفسه لأنه يقول إن المقياس هو صندوق الاقتراع في حين لو تم انتخاب الإسلام فإنه يرفض ذلك بدعوى أنه نظام شمولي دكتاتوري وبالتالي نجد أن العلمانية تناقض مبادئها».

ولفت الخباز في حديثه خلال الندوة التي نظمتها القائمة الإسلامية تحت عنوان «العلمانية تحت المجهر» إلى أنه «من بين أهم الملاحظات التي تؤخذ على العلمانية رفعها العديد من القيم مثل الحرية والمساواة والإخاء بصورة مطلقة، فماذا لو فرضنا أن جزءاً من المجتمع تبنى الفكر الداعشي وروج له، فهل يقبل المجتمع العلماني بذلك؟».

وبين أن «الجدل لا يزال قائماً حتى الآن في تعريف العلمانية، فهناك من يقرأها بفتح العين فيقول العَلمانية، وهناك من يقرأها بكسر العين إلا أننا نجد في معجم اكسفورد أن للعلمانية تفسيرات متعددة، فبعضهم فسرها بمعنى اللاديني، وبعضهم فسرها بأنها ما يتكئ على الجمهور، وبعضهم قال بأنها تستند على العلم ولا شيء غيره».

وأشار الخباز إلى ان النظرة التاريخية تبين أن «العلمانية بدأت كردة فعل تجاه هيمنة الكنيسة على الحياة ثم تطورت إلى العلمانية الشاملة التي ترى ضرورة فصل الدين عن الحياة العامة، وجاء مفهوم العلمانية الجزئية والذي يرى ضرورة فصل الدين عن النظام السياسي، كما نجد أن معنى العلمانية لدى بعض العلمانيين هو أن تكون خارجاً عن الدين لا أن تكون خارجاً منه، إذ ليس الدين مقياساً للتعامل مع السياسة والطبيعة والمجتمع، فالدين لك وحدك».

كما تطرق الخباز إلى عدد من النقاط التي يحتدم الجدل فيها بين الدين والعلمانية كالقيم الخلقية والنظام السياسي والاقتصادي، وأوضح الخباز أن «العلمانية ترى بأن القيم الخلقية نسبية لأنها تخضع للإقرار الاجتماعي تبعاً للمصلحة الحياتية العامة».