يؤصل رؤية الوقف شرعيا وأطروحات تجديدية

شبكة المنير منتدى القطيف الثقافي

ضمن التأصيل الديني للعلامة الخباز الذي انطلق من بيان مفهوم أخذ الله الصَّدقات في قوله تعالى ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

وضمن الرؤية الذكية للمحاور الأديب الأستاذ عصام الشماسي تراوحت وتنوعت الأطروحات حول مفهوم الوقف وغاياته وتاريخيته ومكانته في الحياة الاجتماعية العامة بمختلف مناشطها تحت عنوان ”الوقف الإسلامي وأثره في تنمية المجتمع“.

ابتدأ العلامة السيد منير الخباز طرح الرؤية الشرعية للوقف وأنواعه مفصلا الحكم الملائم لكل نوع لينطلق بعد ذلك إلى تقديم آراء حول السعة لمفهوم الصدقة والبِّر مفصلا بين الأثر المادي للوقف والأثر الملكوتي عند الله لأخذ الصدقات من عباده مرجحا أن هذا الأخذ هو أخذ ملكوتي لا أخذ مادي.

وذكر أن الوقف يدخل في هذين العنوانين حيث أن مقصده تحقيق الخير والنفع وهو من مصادقه.

ومن هذا المنطلق طرح السعة الذاتية لمفهوم الوقف في الإسلام ليشمل كل أنواع البر والخير داعيا إلى الاستمرار في توسيع تطبيقه كما هو مأثور عن الآباء تجاه أوقاف إزالة العنصوص من الطريق «الحجر الصغير البارز الذي يؤذي المارة» وتجسير مسارب مياه النخيل بالجذوع لعبور المارة وتسريج الطرق ليلا، وأثنى على وعي الآباء تجاه تعاملهم مع قضاياهم وجعل الوقف مستوعبا لاحتياجات حياتهم بكل أشكالها.

ودعى إلى التنبه إلى ما قد يطرأ على الحياة من ظروف قد تؤثر في حياة الناس يمكن تجاوزها إذا تهيئنا لوجود أوقاف مستديمة تخدم جوانب الحياة كلها.

أشار المحاور الأستاذ عصام الشماسي إلى نقاط جوهرية تتعلق بالرؤية التي يحملها العلماء قديما مستشهدا بالمرجع الديني الكبير اليزدي الذي دعى إلى استثمار الخمس والوقف في خدمة الحياة الاجتماعية، كما دعى إلى بيان الرأي العملي والتفضيل الذي يقف أمامه حائرا الشاب المتدين حول الثواب الديني عندما يقع بين خياري أن يدعم مؤسسة اجتماعية أو تعليمية أو صحية أو بناء مسجد أو حسينية حيث وافقه العلامة الخباز مؤكدا أن جوانب البر والصدقة تتسع لكل هذه الجوانب بحسب مقاصد ونية الواقف والبار.

دارت بعدها الأسئلة التي تقدم بها جمهور غفير من الحضور الذي ضم لفيفا من المشايخ والمثقفين والأكاديمين والناشطين اجتماعياً وجرت بعد ذلك الحوارات الثنائية بين المهتمين.