كلمة مقتبسة من حديث سماحة السيد في قناة الفرات عام 1430هـ بمناسبة عيد الفطر السعيد

حاجة الإنسان إلى التجديد، عيد الفطر المبارك.. مثالاً

إن روح الإنسان طُبِعَت على نزعة التغيير والتجديد، فهي تسأم وتمل من الروتين الذي يكون على نسق واحد، وهذا كما ينعكس في عالم التكوين ينعكس في عالم التشريع، فنلاحظ أن الله تبارك وتعالى في عالم التكوين جعل فصولًا أربعة طول السنة، لأجل أن تتجدد روح الإنسان، فإن تغيّر الفصول على الإنسان يبعث في الإنسان القوة والنشاط، وتستعيد الروح حيويتها ونشاطها وإقبالها.

كذلك في عالم التشريع، أراد الله تبارك وتعالى أن يجعل العبادات بشكل متجدد متغير، كي لا يكون الإنسان في حالة سأم أو ملل من ممارسة النهج العبادي، فنلاحظ أن ليوم الجمعة مراسم خاصة تختلف عن أيام الأسبوع، ولشهر رمضان مراسم خاصة، ولليلة القدر مراسم خاصة، كل ذلك لأجل أن تتفاعل روح الإنسان مع العبادة تفاعلًا جديدًا، بألا يكون النهج الروتيني للعبادة نهجًا واحدًا، وعلى نسق واحد.

ولذلك ورد عن النبي محمد : ”للقلوب إقبالٌ وإدبارٌ، فإذا أقبلت فاحملوها على الفرائض والنوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض“، كل ذلك يرشدنا إلى أن الإسلام عالج حالة نزعة التجديد والتغيير في باطن الروح الإنسانية، فمن هنا جعل بعد الصيام يوم عيد، وجعل بعد الحج بأعماله المنهكة يوم عيد، كل ذلك لأجل أن يتفاعل الإنسان مع العبادة تفاعلًا متجددًا ومستمرًا.