1441-01-01 | البعد الإجتماعي في الشخصية المحمدية

شبكة المنير

رؤوس أقلام محاضرة سماحة السيد منير الخباز «حفظه الله» في الليلة الأولى من محرم الحرام لعام 1441 هـ  والتي كانت بمضمون ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 107].

﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 107]

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد.

عاد سماحة السيد منير الخباز إلى الساحة متألقا وإن بدا على محياه التعب وذلك من أجل إظهار قضية الحسين بحلة يستحقها الإمام وفكر يرقى بحضوره الكرام الذين أتوا من كل حدب وصوب يواسون رسول الله وفلذة كبده فاطمة .

المسلمون متفقون على أبّوة محمد لهذه الأمة بكل إخلاص وتفانٍ حتى فاضت رحمته للعالمين. الرسول يجسد أقصى معاني الحب والرحمة، والله أعلم حيث يجعل رسالته. شخصيته بحاجة إلى دراسات وتحاليل وتعلم وتطبيق. محمد ليس رمزا نشيد به في نظرياتنا وننأ عنه في تصرفاتنا. حبه يعني تجسيد أخلاقه على الأرض؛ غير ذلك، حب لا يليق به .

لقد أثرى سماحة السيد منير «حفظه الله» محاضرته بأربعة محاور رئيسية استعان فيها بمصادر علمية حديثة الإصدار:

1» الحس الاجتماعي

2» الثقافة الاجتماعية

3» علاقة الفرد بالمجتمع

4» تجسيد الرحمة

قسم سماحته المحور الأول إلى قسمين: الحس الاجتماعي والجناح الاجتماعي. الأول، جِبِّلة الإنسان وفطرته نحو الألفة الاجتماعية وضرب مثلا بالطفل الذي ينسجم مع أترابه بعيدا عن كل الفوارق التي يتعلمها لاحقا. الثاني، ميل الإنسان إلى فريقه. وطلب سماحته الموازنة بين الأمرين بصورة موضوعية ترضي الله ورسوله.

يكتسب الإنسان الثقافة الاجتماعية ومهاراتها من خلال الطبيعة «الجينات» والتربية، وفي الغالب من تكن مهاراته عالية اجتماعيا يورث هذه الصفات إلى نسله، وهذا دليل على تدخل الجينات في الموضوع.

علاقة الفرد بالمجتمع ضرورية جدا، فإما الحياة الأنانية ثم الفناء، أو الحياة الاجتماعية لتضمن البقاء. المجتمعات الأنانية تفنى وتنقرض بينما تبقى المجتمعات المتعاونة، وكأنه يشير إلى أن الرسول بنى مجتمعا متحابا غيّر به خريطة العالم بعد أن كانت تلك المجتمعات تركّز على فروقاتها بدلا من مشتركاتها. الناس حينها لم يتغيروا؛ فقط الفكر هو الذي تغير، وانعكس هذا التغيير الإيجابي على حال الأمة لقرون من الزمن.

جسد الرحمة بكل معاييرها وضوابطها إذ كان خير مرآة لله على هذه البسيطة. أسس روح التعاون وساوى بين نفسه الكريمة وبين الجميع دون أن يميزها على غيرها، بل كان الرسول وآله مؤثرين ولو بهم خصاصة. أهل بيته فرعه الزاهر حيث مرر جيناته الخيرة إليهم وعلمهم أحسن تعليم، كما أشار علي .

نعم المعلم رسول الله . الشخص الذي يكون أستاذا لعلي ويكون علي تلميذا له لهو أرقى الأساتذة في هذا الوجود. الله أهدى إلينا هذا الأستاذ العظيم، فلنصر له أفضل تلاميذ ونكون زينا له في كل محفل.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد