السيرة النبوية وَ وحدة الأمة

تحرير المحاضرات

د. سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا صدق الله العلي العظيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، احييكم اطيب تحية وابارك لكم اولاً هذه الذكرى العطرة الذكرى العظيمة على نفوس المسلمين وهي حلول اسبوع الوحدة الذي يتزامن مع ولادة نبي الرحمة سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله ثم احييكم اطيب تحية والتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مرفأ الحوار، عنوان هذه الحلقة: السيرة النبوية ووحدة الامة. مشاهدينا الكرام الذي يتأمل في هذا المنهج الاسلامي العظيم الذي جاء به النبي الاكرم سواء من خلال ما اوحي اليه من الذكر الحكيم او ما قاله هو وعمل به وهيئ وعبأ امته واصحابه للسير عليه نلاحظ ان هذا المنهج يقوم على الوحدة وعلى توحيد الصف وعلى جمع الكلمة وعلى جعل المسلمين المؤمنين يداً واحدة وكلمة واحدة فالقرآن الكريم يقول ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا الرسول منذ بداية الدعوة عمل على المؤاخاة عمل على نبذ المشاكل والتناحر بين المسلمين بل عمل على جعل رسالة الاسلام رسالة سلام تعم البشرية جميعاً بل تعم الخلق جميعاً لان الله تعالى ارسله رحمة للعالمين، اذن من هنا والرسول يصف المؤمنين في توادهم وتراحمهم بانهم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ألا ينبغي للمسلمين ان يتخذوا من هذه المقولة العظيمة وهذه الوصية المخلصة من نبيهم الاكرم ليكونوا صفاً واحداً وان اختلفت مذاهبهم وان اختلفت آراءهم فان اعضاء الجسد الواحد قد تختلف اليد تختلف عن العين في شيء ما في الشكل في نوع الوظيفة ولكن الجميع مجتمعون على خدمة هذا الجسد الواحد ليبقى سليماً معافى فما بال الامة ممزقة ما بال الامة متفرقة بل ما بال الامة يضرب بعضها بعضا اذا وقع عضو منها في محنة وقع عليه اعتداء نجد ان الامة تتخاذل بل تعين احيانا الظالم والمعتدي على هذا العضو وعلى هذا الجزء منها من هنا حري بنا ان نرجع الى اصولنا الى قواعدنا الى ما جاء به الاسلام الحنيف الى ما عمل جاهداً عليه النبي الاكرم اذن هنا مشاهدينا الكرام محاور عديدة تتعلق بهذا الصدد سأبحثها مع ضيفينا الكريمين معنا من مدينة قم المقدسة سماحة السيد منير الخباز الباحث الاسلامي والاستاذ في الحوزة العلمية، وسينضم الينا من بيروت ان شاء الله تعالى فضيلة الدكتور الشيخ عبد الناصر الجبري عميد كلية الدعوة في لبنان. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجدداً واحيي باسمكم ضيفينا الكريمين وابدأ مع ضيفنا الكريم من مدينة قم المقدسة سماحة السيد منير الخباز، السلام عليكم سماحة السيد.

سماحة السيد منير الخباز: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اهلاً وسهلاً.

د. سالم جاري: حياكم الله سماحة السيد، السؤال المطروح الآن سماحة السيد هو ان الاسلام منهاج وحدة واخاء والله تعالى يأمرنا بالوحدة ورسوله فما الذي يجب على الامة اذن.

سماحة السيد منير الخباز: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين. مبدأ الوحدة بين المسلمين مبدأ قرآني قبل ان يكون مبدأ بعنوان آخر، القرآن الكريم طرح مبدأ الوحدة وركز عليه ووضع له عدة مظاهر وعدة معالم، المعلم الاول هو معلم الحوار والتعارف في قوله تبارك وتعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا والتعارف والتحاور وتبادل المعلومات والتجارب هذا مظهر من مظاهر الوحدة بين بني الانسان فكيف بين بني الدين الواحد والمنهج والشرع الواحد، المظهر الثاني والملمح الثاني لملامح الوحدة في نظر القرآن الكريم ألا وهو مبدأ الاخوة في قوله تبارك وتعالى ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ، القرآن الكريم لا يرى الوحدة مبدأ اضطراريا، كثير من السياسيين يطرج مبدأ الوحدة كمبدأ اضطراري من اجل التعايش السلمي فيقول بأن كل مجتمع يضم فئتين من المسلمين عليهم ان يتوحدوا من اجل التعايش السلمي بينهم ومن اجل كبح روح الاعتداء والظلم من بينهم، القرآن يرى الوحدة اعمق من ذلك ليس مبدأ الوحدة مبدأ اضطراريا لاجل التعايش السلمي بل مبدأ الوحدة نابع من الاخوة، مبدأ الوحدة يعني الاخوة الانسانية والاسلامية لا من باب ان المسلمين مضطرون الى ذلك، لا، بل على المسلمين طواعية ومن خلال رغبية نفسية مطواعة ان يتجهوا لمبدأ الوحدة لانه مظهر للاخوة لا من اجل الاضطرار سواء كان هناك اضطرار او لم يكن، لابد من ترسيخ مبدأ الوحدة لانه مظهر للاخوة ولذلك ركز القرآن الكريم على آثار الاخوة بين المسلمين في قوله تبارك وتعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ. المعلم الثالث ان القرآن الكريم طرح مبدأ الوحدة من منطلق وحدة الشعائر والممارسات العبادية في قوله تبارك وتعالى ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ تفسير الوحدة هنا بالجملة الثانية، الجملة الثانية عطف تفسير على الاولى ما معنى امة واحدة يعني ان لها رب واحد يعبد بطريقة واحدة والمسلمون متفقون على وحدة الاله وعلى طريقة العبادة وان اختلفوا في بعض التفصيلات الجزئية لكن صلاتهم واحدة، صيامهم واحد حجهم واحد كل هذه المظاهر العبادية التي يمارسها المسلمون يوميا ملمح ومظهر عظيم للوحدة التي طرحها القرآن الكريم ولذلك تجد كثيرا من فقهاء الإمامية كالإمام الخميني والسيد الخوئي «قدس سرهما» يفتون باستحباب الصلاة خلف ائمة الحرمين وان اختلفا في بعض التفاصيل مظهرا للوحدة بين المسلمين الذي ركز عليه القرآن الكريم كما ذكرنا، ايضا الملمح والمعلم الرابع معالم الوحدة في نظر القرآن الكريم هو اعداد القوة عندما يقول القرآن الكريم ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ويقول القرآن الكريم ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، ويقول القرآن الكريم ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ كل هذه الآيات تؤكد على معلم من معالم الوحدة وهو معلم اعداء القوة يحتاج المجتمع الاسلامي في هذه الظروف العصيبة التي يعيش فيها مواجهة عدو شرس يحتاج الى اعداء قوة، قوة مادية، قوة اقتصادية، قوة اعلامية، قوة فكرية، توحيد جهود علماء المسلمين سنّة وشيعة لاعداء قوة للكيان الاسلامي امام هذا العدو الشرس هذا الذي هو يركز عليه القرآن الكريم كمبدأ وكمعلم عظيم من معالم الوحدة بين المسلمين، ايضا من معالم الوحدة التي طرحها القرآن الكريم مبدأ التعاون ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ مبدأ التعاون بين علماء المسلمين اولاً بين مثقفي المسلمين اولاً ثم بين عامة الناس من المسلمين ثانيا مبدأ التعاون مظهر واضح من مظاهر الوحدة بين المسلمين اذن القرآن الكريم هو الذي طرح مبدأ الوحدة وطرح له معالم عديدة فعلى المسلمين استقاء مبدأ الوحدة ومعالمه وملامحه من خلال الآيات القرآنية المختلفة.

د. سالم جاري: احسنتم كثيراً شكراً لكم سماحة السيد، سأعود اليكم دعني انتقل الى بيروت حيث سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر الجبري، السلام عليكم سماحة الشيخ.

فضيلة الدكتور الشيخ عبد الناصر الجبري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

د. سالم جاري: حياكم الله. سماحة الشيخ ان شاء الله استمعتم الى ما تفضل به سماحة السيد منير الخباز وايضا السؤال الموجه اليكم نلاحظ ان الاسلام كما تفضل سماحة السيد من حيث القرآن من حيث الرسول من حيث عموم الدعوة هو دين وحدة هو دين محبة وسلام وتعاون ليس فقط بين المسلمين بل بين العالم والناس جميعاً بل بين العوالم باجمعها وعلى اختلافها فاذن كيف نستثمر هذه المعالم التي اشار اليها سماحة السيد وكيف نستثمر هذا المنهاج الاخائي الوحدوي الذي جاء به الاسلام لتوحيد صف المسلمين وجمع كلمتهم.

فضيلة الدكتور الشيخ عبد الناصر الجبري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، وافضل الصلاة واتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الامين ذي الوجه الانور والجبين الازهر وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين المجاهدين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. قبل البداية لابد ان اوجه لسماحة السيد منير ولجميع المستمعين ولكم في هذا التلفزيون كل التحية والتقدير والاحترام والتبريك بهذه الايام المباركة ايام مولد الحبيب المصطفى ونحن في هذه الحلقة التي تتكلمون فيها عن الوحدة لقد اصل سماحة السيد من خلال القرآن الكريم امور الوحدة والزامية ذلك على المسلمين ليس فقط من خلال امر ضروري او اضطراري انما هو امر فرضي فرضه الله «تبارك وتعالى» على هذه الامة سواء كان بذلك فيه المنفعة لها بدنياها وآخرتها او لم يكن بذلك منفعة اصلاً فاما بالاصل فيه المنفعة في الدنيا والآخرة وكذلك النبي حوّل هذه التعاليم وهذه البرامج الى امر طبيعي في حياته من خلال تواصل المسلمين الذين بناهم في صدر الاسلام الاول فنحن نعلم ان النبي لم يكتف بالقول في المحبة والاخوة انما الزم المسلمين هذه المحبة من خلال الدعوة الى الزامية العيش المشترك في الطعام في المأكل والمشرب وفي الفترة الاولى كان المسلمون يتوارثون فيما بينهم الى ان نزل القرآن الكريم بقوله تعالى الاقربون اولى بالمعروف فاظهرت هذه الآية الكريمة ان الميراث المالي تحوّل من الاخوة الايمانية الى الاخوة النسبية وما يتبع ذلك فكان لا يترك مجالا للمسلمين في مكة المكرمة من خلال المطعم والمشرب الا ان يأكلوا فيما بينهم وان يشربوا مع بعضهم البعض الى ان نزلت الآيات الكريمة التي سمحت لهم فيما بعد ذلك ان يأكل كل واحد في المكان الذي يريده، وكذلك عليه الصلاة والسلام عندما ذهب الى المدينة المنورة الزم المسلمين بهذه الوحدة فآخى بين الانصار والمهاجرين وجعل منهم اخوة واحدة ليس فقط اخوة عامة بل آخى بين الانصاري وبين المهاجر، كل مهاجر له اخ من الانصار اذن الى جانب هذا التعميم في الاخوة خصص كل واحد من المسلمين باخوته مع اخيه المسلم، هذا الفكر وهذا العمل هو الذي جعل منهم كتلة واحدة استطاعت هذه الكتلة ان تدفع عن نفسها الاذى اذى قريش وفيما بعد اذى القبائل العربية بل لم يمض عليها فترة من الزمن خلال نصف قرن إلا اصبح الاسلام يقرع ابواب الشرق وابواب الغرب وهذا لم يكن إلا باخوة المسلمين لان الاخوة والمحبة هي التي تجعل منهم ثقة يثق كل واحد منهم بالآخر ويؤمن كل واحد منهم بالآخر ويتنازل عن الدنيا ومشاكلها ومباهجها للآخر لذلك نحن عندما نجد الدنيا عندما اقبلت عليهم كل واحد منهم حاول ان يفر منها ويربأ عنها من اجل ان يعيش اقرب للدار الآخرة، هذا اعطاهم دفعاً لتستمر هذه الرسالة رسالة الاسلام السمحاء وتنتشر في مشارق الارض ومغاربها حتى وصلت الى اندونيسيا الى جزر اندونيسيا في اقصى الشرق ووصلت الى ابواب فرنسا في الغرب الاوروبي حيث لم تكن أمريكا في ذلك الوقت معروفة، فالاخوة والمحبة والتماسك هو الذي اعطى هذه الامة هذا الدفع الكبير فمن باب اولى اذا كانت الامة متحدة ان تدافع وان تدفع عن نفسها الاذى ونحن اليوم نعيش في اجواء بكل اسف من التفرق والتشرذم والتمزق مما يجعل عدو هذه الامة يطمع فيها اكثر فاكثر ونحن في هذه الظروف الصعبة لا نستطيع ان نذرء الاذى عن انفسنا إلا من خلال التزامنا لشرع ربنا تبارك وتعالى وتمسكنا بهدي نبينا نحن نجد اليوم حربا شرسة يحاول العدو ان يحيكها على الامة من خلال التمذهب الاسلامي من خلال السنّة والشيعة يحاول ان يقرع طبول الحرب فيما بين هؤلاء المسلمين فيما بين هاتين الطائفتين الكبيرتين من المسلمين ويحاول هذا العدو ان يحول انظار المسلمين بالعداوة والبغضاء من اسرائيل ليجعل من الجمهورية الاسلامية الايرانية وكأنها هي العدو بدل اسرائيل هذا برنامج خطير، هذا البرنامج الخطير يندرج من خلال مسلسلات كبيرة ومخططات عظيمة من اجل ان يستعمر هذا الوطن الاسلامي الكبير فنحن لابد لنا ان نعرف ان الوحدة وليس فقط الوحدة بل كذلك التعاون لان الوحدة امر مفروض منك بل ان نرتقي الى التعاون كما قال ربنا تبارك وتعالى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى من اجل ان ندفع الاذى وندفع هذه الهجمة الشرسة على هذه الامة.

د. سالم جاري: احسنتم، شكراً جزيلاً لكم سماحة الشيخ. مشاهدينا الكرام اذكركم بأنه بامكانكم الاتصال والمساهمة وطرح الاسئلة والمداخلات فاهلاً وسهلاً بكم وباتصالاتكم اعود مرة اخرى الى سماحة السيد منير الخباز وقبل ان اطرح السؤال عليه آخذ هذا الاتصال معنا الاخ دانيال من النرويج.

المتصل الاخ دانيال من النرويج:...

د. سالم جاري: الظاهر انه يوجد اشكال، اذن اعود الى سماحة السيد منير الخباز، سماحة السيد اذن كما تفضلتما انتم وسماحة الشيخ الدكتور الجبري وظهر واضحا من ان القرآن الكريم اعطى مسألة الوحدة اهتماما كبيراً كأي شأن من شؤون القضايا التي شرعها وامر بها الله تبارك وتعالى من خلال الوحي ولكن اذا اردنا ان ننتبع سيرة النبي الاكرم وهو عنوان حلقتنا كما سمعتم السيرة النبوية ووحدة الامة يعني كيف نستطيع ان نتلمس آثار الدعوة الى هذه الوحدة من خلال سيرة المصطفى كما وجدناها جلية واضحة في آيي الذكر الحكيم.

سماحة السيد منير الخباز: النبي المصطفى قام بعدة ممارسات لتحويل مبدأ الوحدة من مبدأ نظري الى خلق تربوي تمارسه الامة الاسلامية منذ عصره، فنلاحظ المظهر الاول ان النبي آخى كما كما ذكر سماحة الشيخ العزيز من لبنان آخى بين المهاجرين والانصار حين وصوله للمدينة وبقي علي كما في الرواية لم يؤاخه مع احد فقال له رسول الله انت اخي في الدنيا والآخرة، مظهر التآخي بين المهاجرين والانصار في المدينة المنورة كان تدريبا عمليا على مبدأ الوحدة، البرنامج الآخر عندما قدّم النبي الفقراء قدّم من كانوا عبيدا قدّم بلال الحبشي وجعله مؤذنا، قدّم عمار بن ياسر تقديم هؤلاء الفقراء والطبقة المعينة من المجتمع كطبقة العبيد تقديمهم كان تدريب عملي للامة على ممارسة مبدأ الوحدة من اجل تحويله وترسيخه الى خلق تربوي يعيشه كل مسلم من دون كلفة ومن دون مؤونة، ايضا من الممارسات والتدريبات العملية التي مارسها النبي من اجل تأكيد مبدأ الوحدة بين المسلمين عندما قام بعقد احلاف ومواثيق بين القبائل العربية المختلفة على ان تنصر كل قبيلة اخرى وعلى ان تعبد كل قبيلة اخرى عند مواجهة عدو مشترك يهدد كيان المسلمين، هذه الممارسات العملية كانت تدريبا عمليا ايضا لمبدأ الوحدة مارسه النبي المصطفى ومن المعالم الفكرية التي ركز عليها النبي لمبدأ الوحدة هو طرح مبدأين مبدأ حب اهل البيت الذي طرحه القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وورد عنه من مات على حب آل محمد مات شهيدا مات مغفورا له، مات مؤمنا مستكمل الايمان، والمبدأ الثاني موقعية اهل البيت في الامة التي بينها النبي من خلال حديث الثقلين الذي رواه مسلم في صحيحه وغيره من ائمة الحديث: اني تارك فيكم ثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي اهل بيتي لذلك تجد الامة الاسلامية لم تختلف في حب آل البيت ولم تختلف في موقعية آل البيت وان اختلفت في انهم ائمة منصوص عليهم ام لا وان اختلفت في بعض الامور الكلامية او الفرعية الفقهية لكنها لم تختلف في حب آل البيت وفي موقعية آل البيت مما يرشد الى ان حب آل البيت وموقعية آل البيت ايضا ممارسة عملية لتأكيد الوحدة بين ابناء المسلمين، من اهم مظاهر الوحدة بين المسلمين هو اجتماعهم على حب آل البيت وموقعية آل البيت وان اختلفوا في بعض التفاصيل الاخرى وان اختلفوا في بعض الاشخاص الآخرين لكنهم اتفقوا على هذين المبدأين اللذين ركز عليهما رسول الله كمظهر من مظاهر الوحدة بين المسلمين.

د. سالم جاري: احسنتم كثيراً سماحة السيد، سأعود اليكم، دعني انتقل مرة اخرى الى سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر الجبري، اذن فضيلة الدكتور الجبري كما تفضلتما او كما تفضل اخير سماحة السيد منير الخباز من ان خطوات الرسول العملية التي اتبعها كلها كانت تؤدي وتؤكد موضوع الوحدة بل جسدها عمليا حتى انه لم يبق احدا لا من اهل بيته ولا من اصحابه الا آخى حتى آخى بينه وبين علي حينما قال له: ما ادخرتك الا لنفسي. وهذا يعني ان رسول الله يقول حتى انا يجب ان اؤاخي من يكون مكافئا لي ومن يكون كنفسي لا يخالفني لا يفترق عني الا في النبوة، اذن هنا السؤال الذي يدور حول هذه المسألة كما ان الرسول طبّق مبدأ الوحدة عمليا والقرآن الكريم طرحها بكل تأكيد الامة ما الذي ادى بها الى ان تبتعد عن هذه الوحدة وما اهم المظاهر السيئة والسلبية التي انعكست على عدم تمسك الامة بعوامل هذه الوحدة الاسلامية.

فضيلة الدكتور الشيخ عبد الناصر الجبري: نحن عندما اجتمعنا واصبحت الدنيا هي الهدف لنا ضيعنا احاديث نبينا «عليه الصلاة والسلام» وكتاب ربنا تبارك وتعالى، النبي يقول: المسلم اخو المسلم لا يظلمه لا يخذله لا ينكره لا يحكره، نحن اليوم نلاحظ ظلمنا اخواننا في كثير من المواقع على هذه الارض تركناهم هذلناهم لا ننصرهم حتى بعض الاحيان نبخل عليهم بالدعاء والنبي يقول لا يظلمه، لماذا نحن شغلنا عن اخواننا بحب الدنيا وحب الدنيا لان حب الدنيا رأس كل خطيئة كما جاء عن النبي نحن نعلم علم اليقين بأن ائمة آل البيت هذه السلالة الطاهرة في بعض مراحل حياتهم مع تتبع السلطات لهم سواء كانت السلطات الاموية او العباسية ولكن ائمة اهل البيت كانوا ينظرون الى المسلمين نظرة شفقة ورحمة وتعاطف كان يطبقون هذا الامر الرباني كما كان يفعل هذا كثير من علماء الامة ويتخلقون باخلاق ائمة بيت نبينا نحن اليوم نلاحظ مثلاً السودان يتعرض لحرب همجية شرسة واخوانه من العرب والمسلمين لا اعني الشعوب الاسلامية انما اعني كثيراً من الانظمة العربية تركوا السودان تركوا رئيسها، اليوم عندما نلاحظ ان المملكة المغربية وهي التي تتمظهر بمظهرية امير المؤمنين تقطع صلة الاخوة والصلة الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية في وقت صلتها كبيرة وكأنها شرايين تمدها بالحياة مع بعض اعداء الامة من الصهاينة في فلسطين او في غير فلسطين، نحن نتأثر هذا دلالة على خلل في التزامنا بأوامر ربنا تبارك وتعالى وبهديي نبينا ، نحن اليوم بحاجة مع الشعوب وكذلك مع الحكام لان الحاكم له من السلطة ومن القوة لا تستطيع الشعوب ان تكون لها هذه السلطة لذلك كثير من العلماء والصلحاء يقولون لو ان لي دعوة مجابة لحبستها للحاكم لان هذا الحاكم ان صلح مع العلماء تصلح الامة، فنحن نرى ما يصيبنا الى جانب ما اصاب اهلنا واخواننا في غزة كذلك ما يصيب اخواننا في افغانستان وما يصيب اخواننا في العراق وفي لبنان وما تعرض له لبنان ولكن هذه الشعوب تريد بمحبتها واخوتها وتماسكها ان تنتصر لنفسها ولامتها، نحن بحاجة الى اظهار معالم الوحدة بكل اشكالها بظاهرها وباطنها باقرار والتكلم عنها بعض الناس يتكلمون دوما تتكلمون عن الوحدة وما فائدة هذا الكلام، هذ الكلام ضروري كما نردد الآيات القرآنية او كما نردد الاحاديث النبوية التي يأمرنا فيها النبي بالوحدة يجب علينا ان نردد شرح هذه الآيات الكريمة وهذه الاحاديث النبوية الشريفة.

د. سالم جاري: احسنتم شكراً لكم سماحة الشيخ دعني آخذ هذا الاتصال من الاخ دانيال الذي عاود الاتصال مرة اخرى من النرويج تفضلوا.

المتصل الاخ دانيال من النرويج: مساء الخير دكتور سالم، وتحية لضيفيك الكريمين.

د. سالم جاري: حياكم الله، مساء الخير تفضلوا.

المتصل الاخ دانيال من النرويج: اولا قبل ان ندخل في السؤال سيدي اولاً اسجل اعتزازي وتقديري بالثقافة الاسلامية كثقافة ثانية بالنسبة لي كعربي شرقي اعتز بالثقافة الاسلامية خاصة مدرسة اتباع آل البيت التي تتسم بالمحبة وبالتسامح وهذا دليل في اعلامكم وكذلك في كتبكم. سيدي الحقيقة انا اتفهم انتبه جيدا لهذا الكلام وليستمع لي ضيفيك الكريمين، انا اتفهم الجهات التي مع الاسف في الغرب التي نحن نعيشها في الغرب سواء في النرويج او في السويد او في اي دولة اوروبية وحتى في امريكا من بعض المتصهينين من الذين يدعون انهم مسيحيين، هؤلاء الذين يسيؤون للنبي الكريم ولكن ما لا افهمه يا سيدي ان اساءات من الوهابيين على بعض المسلمين تكفيرا وتبشيعاً لقد تفاجأت في الاعلام وتفاجأت في مواقع اليوتوب حينما يساء للمسلمة في مرقد النبي الكريم محمد الذي نحن نعتز به هذه الاساءة للمرأة لم تمنعهم نخوة العرب اذا لم نقل الاسلام هذه الامور التي انا لا افهمها، هذه زاوية، الزاوية الثانية سيدي عنوان الحلقة يقول السيرة النبوية والوحدة الاسلامية كقارئ للاسلام منذ فجر بزوغه لا تستقيم هذه الدعوة للوحدة لان هنالك طرفا قد ملك سلطة مال ومكينة اعلام وقد اغتصب الحق من اهله وهو يعرف ان الحق لو رجع لاهله من اتباع مدرسة اهل البيت واحفادهم الكرام فان ملكه وجوره سيزال، مع تحيتي للمتحدث الاخير الشيخ الذي غيّر واعطاني انطباعا مغايرا لما اخذته من علماء المسلمين خاصة الوهابيين عملاء السلطة شكراً، واسف على الاطالة.

د. سالم جاري: حياكم الله، شكراً للاخ دانيال على الاتصال وشكراً على هذه التساؤلات والمداخلة وسأنقل تساؤلك الى ضيفينا الكريمين وقبل ذلك آخذ هذا الاتصال من السيد من ابراهيم الناجي من مدينة قم المقدسة تفضلوا سيد ابراهيم.

المتصل الاخ السيد ابراهيم الناجي من ايران: السلام عليكم كيف حالك دكتور سالم كيف حالكم نشكركم ونشكر الضيفين السيد منير والدكتور عبد الناصر.

د. سالم جاري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله بارك الله فيكم.

المتصل الاخ السيد ابراهيم الناجي من ايران: الحقيقة بالنسبة للوحدة متفق عليها انها حالة صحية وعكسها الفرقة وهي حالة مريضة فانا اريد ان اسأل هل انه الوحدة يعني او هذه الفرقة هل انها مرض ام عرض لمرض ارجو من الاساتذة ان يجيبوا عليه، واضافة الى ذلك نحن نحاول ان نجد الحلول ونجد العلاج لهذا المرض مرض الفرقة حتى تتحد الامة واسأل الله تعالى ان يوفقكم وشكراً.

د. سالم جاري: حياكم الله. شكراً للسيد ابراهيم الناجي على هذه المداخلة وهذا الاتصال اذن اعود مشاهدينا الكرام مرة اخرى الى ضيفينا الكريمين وانقل التساؤلات الاولى الى سماحة السيد منير الخباز اذن سماحة السيد استمعتم الى ما تفضل به الاخ دانيال والى تحيته فلكم التعليق، تفضلوا سماحة السيد.

سماحة السيد منير الخباز: بالنسبة الى ظاهرة الفرقة وهذا التشنج الطائفي الذي نراه في بعض الدول الاسلامية كباكستان كالعراق في بعض الاحيان والذي قد يتحول الى تشنج دموي ويتحول الى اعتداء واضح من كل طرف على الآخر هذا التشنج وهذا الافتراق هو عرض لمرض آخر وهو مرض عدم التأقلم وعدم التكيف مع الروح النبوية التي كانت ورحا للخلق الانساني الطاهر الا وهو خلق الوحدة وخلق الحب والمودة للآخرين ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ، وقال تبارك وتعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وقال تبارك وتعالى ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ خلق النبي الذي تميز به هو خلق الرحمة ولو ان المسلم تأقلم مع هذا الخلق ولو ان المسلم تشبع بهذا الخلق الا وهو خلق الرحمة لعاش مبدأ الوحدة مع بقية اخوانه المسلمين من المذاهب الاخرى، اذن مبدأ الوحدة يرجع الى خلق الرحمة والفرقة هي عرض لمرض وهو مرض مغيب معين الرحمة ومغيب خُلق الرحمة من الروح الانسانية مع الاسف لذلك لابد ان نركز على ان هناك عوامل تثير غبارا أمام مبدأ الوحدة تثير غبارا أمام خلق الرحمة الذي تجسد في النبي المصطفى ونريد من الامة ان تتمثل هذا الخُلق وان تجسده في تعاملها مع ابناء المذاهب الاسلامية الاخرى، هناك عوامل تقف أمام مبدأ الوحدة العامل الاول لغة التكفير، انا لا اقول جميع الوهابية، لا، الوهابية فرقة كلامية لها معتقدات معينة كسائر الفرق الاسلامية ولكن هناك فئات من الوهابية او من غيرهم هناك فئات لغتها لغة التكفير، لغة التكفير هي عامل هادم لمبدأ الوحدة هي عامل يثير الغبار أمام تحوّل مبدأ الوحدة من مبدأ قرآني الى خلق تربوي يمارسه كل مسلم لغة التكفير التي حاربها النبي المصطفى في ما ورد عنه من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله حرم ماله ودمه وورد عنه الاسلام شهادة ان لا إله الا الله وان محمداً رسول الله، به جرت المناكح والمواريث وحقنت الدماء والاعراض اذن عندما نستخدم لغة التكفير ونصطدم ونواجه هذه اللغة لغة الرحمة لغة الحنان التي بثها النبي المصطفى بثها في اصحابه المقربين لديه، لاحظوا القرآن كيف يتحدث عن صحابة النبي المنتجبين عندما يقول ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ وعندما يقول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ اذلة على المؤمنين يعني كانوا يتمثلون مبدأ الرحمة وخلق الرحمة الذي مثله النبي المصطفى ولم يكونوا يتعاملون بلغة التكفير فالعامل الاول لغة التكفير العامل الثاني مجاراة سياسة السلطان بعض علماء المذاهب الاسلامية مع الاسف لانه موظف في دولة معينة موظف في حكومة معينة مجاراة لسياسة السلطة التي هو موظف فيها مجاراة لذلك يحاول ان يظهر الفرقة يحاول ان يقسم المسلمين يحاول ان يحتكر الحقيقة لبعض المذاهب دون بعض المذاهب الاخرى ولو تجرد من مجاراة سياسة السلطان وعاش الخُلق النبوي وعاش المبادئ النبوية على صفائها ونقائها لكان مطبقاً لمبدأ الوحدة عملياً اذن عندما نتماشى مع الاجواء السياسية التي تقتضي احيانا التصالح بين الدول وتقتضي احيانا التفارق والنزاع بين الدول عندما نجري على طبق الاهواء والمصالح السياسية سوف يكون مبدأ الوحدة معرضا بالزوال والضياع في كل وقت ولكن عندما نلتزم الروح النبوية روح الرحمة وروح الحنان فحينئذ سوف نكون عمليين يعني وحدويين عمليا ونظريا.

د. سالم جاري: شكراً لكم سماحة السيد، دعني اختم فيما بقي من الدقائق مع فضيلة الدكتور الشيخ عبد الناصر الجبري، تفضلوا سماحة الشيخ الكلمة الاخيرة لكم.

فضيلة الدكتور الشيخ عبد الناصر الجبري: يعني نحن عندما نقف على بعض احاديث النبي لنجد كلاماً عميقاً في بنية المجتمع الاسلامي وخطيراً عندما يخرج الانسان عن الاخوة والمحبة، مثلاً يقول : لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه، مثلاً هذا الكلام الذي فيه دلالة على المحبة والاخوة لا يؤمن، نحن نؤمن انها لا يؤمن هنا صحيح لا نافية للجنس ولكن هنا الايمان الكامل، كذلك عندما يقول النبي والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل من يا رسول الله؟ قال من بات شبعان وجاره الى جنبه جائع. هذه الاحاديث وامثالها كثيرة في سيرة نبينا «عليه الصلاة والسلام» ونحن نعرف ان ماذكره الله تبارك وتعالى ومدح الفعل في سورة الانسان عندما ذكر ربنا ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ما فعله آل بيت نبينا هذا الخلق اخذوه من فيوض الانوار المحمدية نسأل الله تبارك وتعالى ان يفيض علينا في هذه الايام المباركة، نحن لا نستطيع ان نسمي انفسنا امة إلا وان نكون متماسكين ان نكون متحاببين لا فرق بين المذهب الحنفي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي والمذهب الجعفري هذه مذاهب اعطت هذا الفقه ثراء واعطت هذا الفقه عطاء واليوم بفضل من الله «عز وجل» نجد ان التواصل مدعوم بين السنّة والشيعة لماذا يخرجوا بعض الناس ليتكلموا عن المسلمين وعن مذاهبهم ويتكلموا عن الشيعة او يتكلموا عن السنّة، نحن ببركات هذا الاسلام وبركات الثورة الاسلامية نعيش المد من جديد، هذه الثورة التي بعثت في هذه الامة من جديد التواصل بين ابنائها التواصل بين شرقها وبين غربها، التواصل بين المسلمين السنّة والشيعة هذا يجب ان نحافظ عليه ويجب ان ننميه ويجب ان ندعمه وننبذ كل من يفرق بين ابناء هذه الامة وان سألت عن سبب ذلك وتتبعت هذا النبذ لتجد ان احدى السفارات المعادية للامة وراء هذا النبذ او الشيطان الرجيم وراء هذا النبذ او الهوى والنفس وراء هذا النبذ لذلك في ذكرى مولد نبينا يجب على الامة ان تحيي فيما بينها الاخوة والمحبة والتماسك والعودة لهذا النبي العظيم .

د. سالم جاري: حياكم الله. شكراً جزيلاً لكم سماحة الشيخ. مشاهدينا الكرام اشكركم شكراً جزيلاً واشكر باسمكم ضيفينا الكريمين كان معنا من مدينة قم المقدسة سماحة السيد منير الخباز الباحث الاسلامي والاستاذ في الحوزة العلمية شكراً جزيلاً له، وكان معنا من بيروت فضيلة الدكتور الشيخ عبد الناصر الجبري عميد كلية الدعوة شكراً جزيلاً له، ايضا اشكر الاخوين دانيال والسيد ابراهيم الناجي على اتصالهما واشكركم مرة اخرى مشاهدينا الكرام والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...