نص الشريط
عصمة الإمام
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
المكان: مؤسسة الإمام علي (ع) - لندن
التاريخ: 19/9/1429 هـ
مرات العرض: 2738
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (3090)
تشغيل:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا

هناك مجموعة من النصوص دلت على أن الإمام يجب أن يكون معصوماً، مثلاً قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ، ظاهر الآية أن الظالم لا ينال الإمامة، لا ينال منصب الإمامة.

وكما يقول علمائنا: مقتضى مناسبة الحكم للموضوع أن عظمة منصب الإمامة وخطورة منصب الإمامة يقتضى أن لا يناله الظالم حتى لو ظلم يوماً من الأيام، من ظلم ولو في يوماً من الأيام ولو في آن من الأنات فهو غير مؤهل لمنصب الإمامة وإن كان فعلاً إنساناً صالحاً تائباً لربه لكن لأنه ظلم ولو يوماً من الأيام فإنه لا يصلح أن يكون أهل للإمامة قال تعالى﴿لاَ يَنَالُ عَهْدِي «أي عهد الإمامة» الظَّالِمِينَ، من تلبس بظلم ولو في يوم من الأيام فهو ليس أهل لمنصب الإمامة.

من الواضح أن غير المعصوم ظالم كل إنسان ليس بمعصوم فهو في معرض الظلم لأن الذنب ظلم للنفس كما قال تعالى: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَغير المعصوم في معرض الذنب، فغير المعصوم في معرض الظلم كل من ليس بمعصوم يصدق عليه أنه «ظالم» أي ظالم لنفسه ولو يوماً من الأيام، ولو أن من الأنات لذلك فهو ليس مؤهل لنيل منصب الإمامة.

وكذلك حديث الثقلين: «إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ولقد أنبأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، ظاهر هذا الحديث النبوي أن أهل البيت كالقرآن، كما أن القرآن معصوم قال تعالى: ﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِلا يتطرق إليه الخطأ ولا الظلال فكذلك قرينة وهم أهل البيت «صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين» «فأنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، وهذا ما أكدته الآية المباركة التي افتتحنا بها قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا.

نحن نريد هذه الليلة أن نتحدث عن العصمة بحث فلسفي يحتاج إلى تركيز وتدقيق.

ما هو تعريف العصمة؟ وما هي مساحة العصمة، وما هي البراهين والأدلة العقلية على ثبوت العصمة؟ وهل أن العصمة تتنافى مع إقدام الأئمة على منياهم وبلاياهم أم لا؟ هذه أسئلة نريد أن نجيب عنها هذه الليلة.

السؤال الأول: ما هو تعريف العصمة؟

عندما نقول هذا الإنسان معصوم، العصمة: هي الاستقامة وعدم الخطأ الناشئ عن العلم، كيف يعني الناشئ عن العلم؟! الفلاسفة يقولون: العلم درجات بعض الدرجات لا يتفاعل معها الإنسان وبعض الدرجات يتفاعل معها الإنسان بحيث إذا كانت المعلومة سيئة ينفر منها بطبعة، وإذا كانت المعلومة حسنة يقبل عليها بطبعة ما معنى هذا الكلام؟!

العلم له درجات ثلاث:

1/ علم القين. 2/ عين اليقين. 3/ حق اليقين.

كله علم لكنه درجات متفاوتة المثال الأول: علم الإنسان بالنار إذا رأى الإنسان دخان يعلم بأن هناك نار هذه أول درجة من دراجات العلم تسمى «بعلم اليقين» ثم يمضي فيرى النار بعينيه إذا رأى النار بعينية ترقى علمه ترى من درجة علم اليقين إلى درجة «عين اليقين» رأى النار بعينية، وإذا وضعه يده على النار وأحس بحرارتها ولذعتها وصل إلى أعلى درجات العلم إلا وهي درجة «حق اليقين» العلم درجات: علم القين، وعين اليقين، وحق اليقين وهذا ما دلت عليه السورة المباركة: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر «1» حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ «2» كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ «3» ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ «4» كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ «5» لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ «6» ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ «7» ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ «8»فهناك علم اليقين، وهناك عين اليقين، وهناك حق اليقين، إذا وصل الإنسان إلى درجة حق اليقين، إذا وصل الإنسان إلى درجة حق القين لا يمكنه إلا أن يتفاعل مع المعلومة شرً ينفر منها، خيرً يقبلُ عليها، إذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة.

المثال الثاني: الإنسان تارة يعلم يقدم له كأس عصير برتقال لذيذ يقدم إليه، تارة يعلم بأن في هذا البرتقال حشرة ضارة لكن هذه درجة من درجات العلم نسميها «بعلم اليقين» قد لا يتفاعل معها قد يقول أن راغب بالبرتقال أن شاء الله لا يحدث شيء فيقبل عليه، أحياناً يرى الحشرة بعينية واقعة في هذا العصير اللذيذ أذا رآها بعينيه أصبح العلم «عين اليقين» لما أصبح العلم عين اليقين يتفاعل الإنسان مع هذا العلم يقول أنا رأيت الحشرة بنفسي كيف اشرب هذا العصير؟! لأنه رأى الحشرة بدرجة من العلم وهي درجة عين اليقين تفاعل مع المعلومة فأصبح ينفر من هذا العصير اللذيذ ينفر منه بطبعه من دون أن يجبره أحد هو بطبعه يعرض عن هذا العصير فلا يشربه لأنه رأى الضرر بدرجة «عين اليقين».

المثال الثالث: الآن نحن جميعاً لا يوجد إنسان عاقل يشرب مثلاً: بوله لماذا؟ هل هناك إنسان عاقل يشرب البول؟! لماذا؟ الإنسان يفر من شرب هذا القذر بطبعه لماذا؟ لأن يعلم علم اليقين أو عين اليقين بضرر هذا المشرب لما وصل علمه بضرره إلى حد عين اليقين صار ينفر منه بطبعه وينفر منه بفطرته، كل واحد منا معصوم عن شرب القذر لأنه يعلم بضررها، الإمام المعصوم مع المعاصي هكذا، كما أنا انفر من البول بطبعي كذلك الإمام المعصوم ينفر من المعاصي بطبعه يرى المعاصي قذرة كما نرى نحن هذه القذارة كما يرى الإنسان العاقل قذارة البول، قذرة الدم، قذرة الفضلات الأخرى يراها «عين اليقين» فينفر منها بطبعه المعصوم وصل إلى درجة من العلم بأضرار المعاصي إلى درجة «حق اليقين» فأصبح ينفر منها بطبعه من دون أن يجبره أحد من دون أن يخسره أحد.

إذن العصمة استقامة، وهذه الاستقامة أو عدم الخطأ لها منشأ منشأها ماذا؟ منشأها علم، لكن علم بدرجة «حق اليقين» وصل المعصوم إلى العلم بأضرار المعاصي، ووصل من العلم بفوائد الطاعة إلى درجة «حق القين» فأصبح يقبل على الطاعات بقلبه وبطبعه وينفر من المعاصي أيضاً من دون أن يجبره أحد من هنا نعرف أن العصمة لا تتنافى مع الإرادة يعني المعصوم يستطيع أن يعصي وليس أنه لا يستطيع، لو لم يكن قادر على المعصية لم يكن له فضلاً على غيره، المعصوم قادر على المعصية ولذلك القرآن الكريم يخاطب النبي محمد : ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ، وقال في أية أخرى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ «44» لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ «45» ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ.

إذن المعصوم بما هو إنسان كل إنسان يعيش صراع بين النفس والعقل، كل إنسان بما هو إنسان يعيش صراعاً كما يقول علماء العرفان: إنسان بما هو إنسان يعيش صراع بين لذتين:

1/ لذة شهويه. 2/ لذة عقليه.

كيف لذة شهويه ولذة عقليه؟! مثلاً: أنا الآن عندما أريد أن أكل الحم الحرام مثلاً لحم خنزير أو أشرب الشراب المحرم قد يكون الشراب المحرم شراباً لذيذاً فإن أيعيش صراع بين «لذة حسية» نتيجة أكل هذا الحم وبين «لذة عقليه» وهي لذة الطاعة ولذة الانضباط الإنسان إذا أنضبط مع القانون يشعر بلذة أيضاً، لذة الانضباط مع القانون، لذة تطبيق القانون لذة لكنها «لذة عقلية» هنا الإنسان يعيش صراع أي إنسان كان، ولذلك ذكر القرآن الكريم عن النبي يوسف «عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام» أنه قال: ﴿وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ، أي إنسان هو يعيش صراعاً بين لذة حسية وبين لذة عقليه.

مثلاً: سماع الأغنية المطربة لذيذ لكنه «لذة حسية» الإنسان هنا يقول: أن استمعت إلى الأغنية حصلت على «اللذة الحسية» وان تركتها حصلت على «اللذة العقلية» وهي لذة الإيمان، لذة الطاعة، لذة الانضباط مع القانون فإنه أعيش صراعاً بين لذتين وإرادتي هي التي تتحكم في ترجيح اللذة الحسية أو اللذة العقلية.

المعصوم بما هو إنسان يعيش صراعاً بين لذتين كسائر باقي البشر لكن المعصوم بما هو عالماً بأضرار المعاصي بحيث وصل علمه بأضرار المعاصي إلى درجة «حق اليقين» فإنه يمتنع عن المعاصي باختياره وبإرادته تماماً مثل ما نحن نمتع عن شرب القذارة، أنا لا أشرب البول لا يوجد أحد يجبرني أستطيع أن شرب وأستطيع أن لا أشرب باختياري أن أشرب باختياري أن لا أشرب بعد ذلك لا أشرب، أنا معصوم عن شرب القذارة لماذا؟ لأني علمت بضررها إلى درجة «عين اليقين» علمي بضررها هو الذي منعني من شربها وإلا أنا قادر على الشرب المعصوم كذلك علمه بأضرار المعصية هو الذي منعه عن تناول المعصية عن اقتراف المعصية وإلا بما هو إنسان قادر على أن يقترف المعصية ويرتكب الرذيلة.

إذن العصمة لا تستلزم الجبر ولا تتنافى مع الإرادة والاختيار هذا بالنسبة للسؤال الأول تعريف العصمة.

السؤال الثاني: ما هي مساحة العصمة؟

العصمة كما هو المعروف بين الإمامية هناك من خالف كالشيخ الصدوق خالف في بعض درجات العصمة، نحن نتكلم عن ما هو معروف بين الإمامية، الإمامية يقولون:

1/ عصمة علمية. 2/ عصمة العملية.

ما معنى عصمة علمية وعصمة عملية؟! المعصوم معصوم في سلوكه ومعصوم أيضاً في عقلة يعني لا يستقبل معلومة خطأ إذ يستقبل معلومة يستقبلها استقبال صحيح لا يستقبل معلومة خطأ ولا يحلل عقله معلومة خطأ كما يستقبل المعلومات بشكل صائب يحللها أيضاً بشكل صاحب، ولا يبلغ معلومة خطأ إذا بلغ معلومة يبلغها كما هي إذن عقله معصوم في استقبال المعلومات، في تحليل المعلومات، في تبليغ المعلومات عقله ذهنه معصوم، وكذلك هو معصوم في سلوكه لا ينحرف، لا يذل، لا يخطأ سلوكه مطابق مع الواقع الذي أردة الله تبارك وتعالى فهو «معصوم علماً وعملاً».

وكما يقول علمائنا: المعصوم معصوماً، الإمام أو النبي كلاهما معصوم في التبليغ، عندما يبلغ أحكام الله لا يخطأ ولا يذل، ومعصوم في السلوك عندما يطبق أحكام الله أيضاً لا يخطأ ولا يذل، ومعصوم في تحديد الموضوعات الخارجية لا يخطأ مثلاً: المعصوم يريد أن يحدد هل أن هذا الظرف ظرف سلم أو ظرف حرب لا يخطأ في تحديد الموضوع، يقدر هل أن هذا الإنسان صالح؟ أو غير صالح؟! لا يخطأ في تحديد الموضوعات الخارجية، معصوماً في التبليغ، معصوماً في التطبيق، معصوما في تحديد وتقويم الموضوعات الخارجية.

السؤال الثالث: مساحة العصمة؟

ما هو الدليل على ذلك؟ ما هو الدليل العقلي، ما هو البرهان العقلي على أن الإمام أو النبي معصوماً في التبليغ، معصوماً في السلوك، معصوماً في الموضوعات الخارجية نأتي نقيم دليل عقلي على كل نوع من أنواع العصمة، في كل مجال من مجلات العصمة:

المجال الأول:

المعصوم معصوماً في التبليغ لماذا؟ الإمامة مساوقة للحجية، الإمام هو الحجة المطلقة لماذا؟ لأنه الإمامة كما شرحنا في الليلة السابقة الإمامة امتداد للنبوة، النبوة لها وظائف ثلاث تنتقل الوظائف الثلاث إلى الإمامة:

الوظيفة الأولى: النبي وظيفته الأول تبليغ الأحكام الشرعية كما نزلت من السماء.

الوظيفة الثانية: القضاء بين الناس «إنما أقضي بينكم بالبيّنات والأيمان».

الوظيفة الثالثة: الحكومة بمعنى أنه متى صدر منه أمر حكومي نفذه حكمه ووجب على الكل تنفيذه قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ حكمه نافد.

النبي له وظائف ثلاث تبليغ، قضاء، حكومة هذه الوظائف الثلاث تنتقلُ إلى الإمام من بعده، الإمامة امتداد للنبوة ذلك جاء في حديث الغدير الذي هو حديث متواتر بين الفريقين «ألا فمن كنت مولاه فهذا علياً مولاه» يعني الوظائف الثلاث اللي معي تنتقل إلى علي من كنت مولاه وسيدة في هذه الوظائف الثلاث فهذا سيدة ومولاه في هذه الوظائف الثلاث «ألا فمن كنت مولاه فهذا علياً مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه ونصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه أينما ما دار» فالإمامة امتداد للنبوة في الوظائف الثلاث.

لذلك الإمامة يعني الحجية المطلقة، الإمام من كان حجة مطلقة قوله حجة، فعله حجة، تقريره وإمضاءه وسكوته حجة «حجة مطلقه» في تمام شؤونه وفي تمام قضاياه بما أن الإمامة حجة مطلقة فلابد أن يكون معصوم إذ لا يعقل أن يحتج الله على الناس بشخص هو في معرض الخطأ، هو في معرض للزلل، هو في معرض الانحراف الاحتجاج بالشخص الذي هو في معرض الخطأ قبيحاً لا يصدر من الحكيم تبارك وتعالى.

إذن كونه إماماً يعني كونه حجة، كونه حجة يعني كونه معصوماً إذا لا يعقل الإنسان الاحتجاج بغير المعصوم هذا الدليل الأول على أنه معصوم في مجال التبليغ.

الدليل الثاني:

على أنه معصوماً في سلوكه، ما هو الهدف من نصب الإمام؟ الهدف أن يكون قدوة للمجتمع البشري قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا، الهدف من نصب الإمام أن يكون قدوة، كما كان الهدف من نصب الرسول قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، الهدف من نصب الإمام أن يكون قدوة بما أن الهدف أن يكون قدوة مقتضى كونه قدوة أن يكون معصوم في سلوكه، وإلا لا يتحقق الاقتداء به هناك آية تشير إلى هذا المعنى قوله تبارك وتعالى: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَما معني هذه الآية المباركة معناها أن الهداية قسمان:

1 - هداية ذاتيه.

2 - هداية عرضية.

هناك إنسان مهتدي بنفسه لا يحتاج إلى أحد أن يهديه «هداية ذاتيه» خلق هادياً، خلق مهدياً، هناك إنسان خلق والهدايه معه هادياً مهدياً «هداية ذاتيه» هناك إنسان هدايته اكتسابية يكتسبها من الغير يأخذها من الغير هذه تسمى «هداية عرضية».

القرآن الكريم يطرح قضيه عقلية علينا: لو وجد عندك إنسانين شخص هدايته ذاتيه لا يحتاج إلى أن يهديه أحد، وشخص هدايته اكتسابية يأخذها من غيره أيهما أولى بالقدوة؟ أيهما أولى أن يكون إماماً وقدوة ومتبعاً طبعاً من كان له «هداية ذاتيه» قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى هو لا يستطيع أن يهدي حتى يهدى هو لا يستطيع أن يهتدي حتى يهدى أيهما أولى بالإمامة والأتباع؟! ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ.

إذن هذه الآية تشير بوضوح إلى أن القدوة المطلقة هو الشخص الذي «هدايته ذاتيه» لا يمكن أن يكون الشخص قدوة مطلقاً، لا يمكن أن يكون الشخص أولى بالأتباع، لا يمكن أن يكون الشخص أولى بالقيادة إلا إذا كان مهدياً «هداية ذاتيه» وهذا هو معنى العصمة﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى، هذا هو الدليل العقلي على كون الإمام معصوم في سلوكه.

الدليل العقلي على كون الإمام معصوم في الموضوعات الخارجية هذا هو الخلاف بين الشيخ الصدوق وبين علماء الإمامية الشيخ الصدوق قال: أول الغلو نفي السهو عن النبي، إذا تقول أن النبي لا يسهو فهذا غلو النبي يسهو مثلاً: صلى صلاة الظهر كما في قصة ذي اليدين التي رواها أهل السنة ورواها الشيخ الصدوق أن ذي اليدين صلى خلف الرسول الله صلاة الظهر الرسول بعدما صلى ركعتين سلم فقال الناس: يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت قال: لا قصرت ولا نسيت قالوا: لا أنت صليت ركعتين وأنت في المدينة غير مسافر فلما ألتفت إلى ذلك قام وأكملها ركعتين هذه استدل بها أهل السنة والشيخ الصدوق على أن النبي يسهو في الصلاة قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ «4» الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ، يعني القرآن يتوعد بالويل لهؤلاء ومنهم النبي نفسه يسهو، النبي يكون من جملة الذين توعدهم القرآن بالويل قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ «4» الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ.

نحن لا نريد أن نناقش في الرواية، نريد أن نرجع إلى المبدأ نفسه هل أن النبي؟ هل أن الإمام معصوماً في الموضوعات الخارجية؟ بمعنى أنه إذا صلى يمكن أن يخطأ في صلاته بمعنى إذا طاف حول الكعبة يمكن أن يخطأ في طوافه؟ بمعنى أنه يمكن أن يخطأ في علاقته مع زوجته؟ في علاقته مع أولاده؟ في علاقته مع جيرانه؟ هل يمكن أن يخطأ في الموضوعات الخارجية فيعرضه السهو أو النسيان أو الخطأ أم لا؟ المعرف بين الإمامية لا هو معصوم عن الخطأ والسهو والنسيان في الموضوعات الخارجية كما هو معصوم في مجال التبليغ وكما هو معصوم في سلوكه لماذا؟

يقول علماء الإمامية: نحن عندنا دليل عقلي مع قطع النظر عن الأدلة النقلية، نحن نقول: لو جازه أن يسهو الإمام في فعله لتطرقك الشك إلى تبليغه فلا يمكن الوثوق بتبليغه إلا إذا كان معصوم عصمة مطلقه وإلا لا يحصل الوثوق بتبليغه كيف لا يحصل الوثوق بتبليغه، نحن إذا رأينا الإمام مثلاً خطأ في طوافه يطوف ويخطأ في طوافه، يتوضأ فيخطأ في وضوئه، هل يمكن لنا أن يحصل الوثوق إلا قال لنا حكماً من الأحكام، أو قال لنا تشريعاً من التشريعات هل يمكن لنا أن يحصل الوثوق بأنه لم يخطأ في تشريعه لم يخطأ في حكمه لعله كم أخطا في طوافه، يخطأ في تبليغه، يخطأ في تشريعه، ما الذي يضمن لنا إلا يصدر منه تشريعاً خطأ، ما الذي يضمن لنا أن لا يصدر منه تشريعاً خطأ، أن لا يصدر منه حكماً خطأ وقد جازه عليه الخطأ في سلوكه وفي فعليه وتحديده للموضوعات الخارجية، إذن هذا ما يعبر عنه علمائنا المتكلمون بنقض الغرض، ونقض الغرض قبيح، الغرض من نصبيه إماماً: وثوق الناس في قوله ولا يحصل الوثوق بقوله إلا إذا كان معصوم عصمة مطلقه، ولو لم يكون عصمة مطلقة لم يحصل الوثوق في قوله وهذا خلفاً للغرض وتخلف الغرض قبيح على الله تبارك وتعالى.

إذن حتى نضمن أن تشريعه صح، قوله صح، تبليغه صح، تبلغيه للأحكام صح حتى نضمن ذلك لا بد أن يكون معصوم عصمة مطلقة، ربما شخص يقول هو يتكلم ألينا مثلاً: أحياناً يطوف ويقول يا جماعة ترى أنا الآن أشرع خذوا بطوافي، وأحياناً يقول لا أنا الآن ليس في مقام التشريع، أنا الآن أطوف لنفسي فنعمل بكلامه في الأول لأنه كان في مقام التشريع ولا نعمل به في الثاني أنه لم يكن في مقام التشريع، لو قال قائل هكذا: الإمام هو الذي يفرز لنا بين المقامات بين مقام التشريع وبين مقامه الخاص، نقول: إذا جوزنا عليه أخطأ لعله أخطأ في الفرز أيضاً صح أو لا ما دام يمكن أن يخطأ لعله إذا قال لنا: أيها الناس أن الآن في مقام التشريع فخذوا بكلامي لعله أخطأ لعله الآن ليس في مقام التشريع أو لعله في مقام التشريع وأخطأ قال أنا ليس في مقام التشريع لا يمكن الوثوق فيه وثوقاً مطلقاً حتى يكون معصوماً عصمة مطلقة.

وهذه الآيات والروايات التي ذكرنها مثلاً قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًالماذا هذا التأكيد؟ يكفي أن يقول: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

الرجس: الذنب، إذا أذهب الله عنه الرجس فقد أهذب عنهم الذنب أصبحوا معصومين لماذا؟ ﴿وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًالماذا هذه الإضافة؟! ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَكافيه تدل على أن أهل البيت منزهون من الذنب لأنه الذنب رجس، هذه الإضافة لماذا؟ ﴿وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًاهذه الإضافة إشارة إلى العصمة المطلقة أنهم ليس منزهون عن الذنوب فقط بل أنهم منزهون عن كل ما يعدوا عيباً عن كل ما يعدوا نقصاً، عن كل ما يعدوا كلتاً فلذلك هم منزهون عن الخطأ لان الخطأ نقص هم منزهون عن السهو والعصيان، لأنه السهو والعصيان نقص قوله: ﴿وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًاتأكيد على العصمة المطلقة والنزاهة المطلقة من كل نقصاً ومنه الخطأ والسهو والنسيان.

السؤال الثالث:

هناك سؤال يطرحه كثير من الباحثين وهو إذا كان الإمام معصوماً حتى في علمه إذا لا فضل له لماذا؟

مثلاً: الإمام علي بات على فراش رسول الله وهذه فضيلة عظيمة إذا كان معصوم يعلم بأنه لن يصيبه شيء، يلم بأنه إذا بات على فرش رسول الله لن يصيبه سؤ، لن يصيبه ضرر إذن لا فضل له لأنه بات وهو مرتاح مطمئن بأنه لن يصيبه شيء مطمئن بأنه لن يصيبه ضرر وسؤ أي فضل له؟ أي فضل له وهو يعلم بأنه لن يصيبه سؤ.

مثلاً: الإمام علي خاضه حرب بدر، خاضه حرب الخندق، خاضه حرب خيبر إذا كان يعلم في هذه الحروب أن لن يصيبه سؤ، ولن يصبيه ضرر لا فضل له لأنه أقدم على أمر وهو مطمئن إن لا يصيبه فيه ضرر أي فضل له.

مثلاً: كذلك مسألة أقدمه على المنايا والبلايا افترض مثلاً الإمام علي يخرج إلى المسجد كيف إذا كان يعلم أنه سيقتل كيف يخرج إلى المسجد؟ هذا أقدم على الانتحار، هذا أقدام على الهلكه وهذا منافي لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.

إذن كيف نجمع بين الأمرين بين كون الإمام معصوم في معلوماته وبين كون الإمام صاحب شجاعة يقدم على الموت بلا خوف وبين كون الإمام يقدم على منيته وبليته بلا تردد كيف نجمع بين الأمرين؟!

علمائنا «رضوان الله تعالى عليهم» أجابوا عن هذا السؤال بأحد وجهين:

الوجه الأول:

أن الروايات الشريفة الواردة عنهم تقول إذا شاء أن يعلم علم يعني علمه بمشيئته إذا شاء أن لا يعلم لا يعلم علمه بمشيئته، الإمام ليس كمبيوتر مخزون بالمعلومات لا علمه بمشيئته إذا شاء أن يعلم علم وإذا شاء أن لا يعلم لا يعلم علمه بيده، علمه بمشيئته، بما أن علمه بمشيئته الأئمة في المنايا والبلايا والحروب ما شاءوا أن يعلموا فوضوا أمرهم إلى الله تبارك وتعالى، يعني الإمام عندما يقبل على حرب يستطيع أن يعلم مصيره يستطيع الإمام أن يتصل اتصالاً روحياً بالله بعالم الملكوت فيعرف مصير أنه سوف يموت أو لا يموت في الحرب، كما يبيت على فراش رسول الله يستطيع أن يعرف مصيره سوف يصبحه سؤ أو لا يستطيع ولكنه لا يريد، الإمام أقدم على المبيت على فراش رسول الله، وأقدم على خوض الحروب، وأقدم على المنايا والبلايا، أقدم من دون أن يفحص عن مصيره لو فحص عن مصيره لعلم به لكنه أقدم في هذه الموارد من دون أن يفحص عن مصيره لماذا؟ من أجل تسجيل تمام العبودية والقرب من الله عز وجل.

علماء العرفان يقولون: الارتباط بالله درجات:

1 - مرتبة التوكل.

2 - مرتبة الرضا.

3 - مرتبة التسليم.

أعلى مراتب الارتباط بالله «مرتبة التسليم»، مرتبة التوكل كثير من المؤمنين يعيشون «مرتبة التوكل» مرتبة التوكل بأن أثق بأن الله لا يصنع بي إلا ما هو صلاح ليّ قال تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَاهو مولانا قال تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَهذه تسمى «بمرتبة التوكل»، «مرتبة الرضا» أن أرضى بالمصائب طبعاً نحن لا نرضى بالمصائب لأننا لم نصل إلى هذا المرتبة أما أولياء الله يرضون بالمصائب كلما حلت بهم مصائب ونوائب يرضون بها ولا يحزنون ولا يقلقون قال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يرضون بالمصائب والنوائب يعتبرونها نعم أخروية، ان لم تمكن نعم دنيويه هذه «مرتبة الرضا».

هناك مرتبة أعلى وهي «مرتبة التسليم» أن لا يرى الإنسان نفسه شيء لا يرى إلا الله أمامه، كما ورد عن أمير المؤمنين : «ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله قبله وبعده وفوقه وتحته وفيه» أنا لا أرى لنفسي أنية، ولا أرى لنفسي موضوعية لا أرى إلا ربي «مرتبةالتسليم» أن يسلم تمام شؤونه وتمام أموره إلى الله تبارك وتعالى، الأئمة لأنهم في «مرتبة التسليم» لذلك لا يفحصون عن مصائبهم يقدمون على الحروب تسليماً بالله، يقدمون على المنايا والبلايا تسليماً لله يقدمون على سائر الأمور تسليماً لله بإمكانهم أن يعلموا لكنهم ما شاءوا أن يعلموا بمصيرهم تحقيقاً «لمرتبة التسليم» التي ذكرنها.

الوجه الثاني:

أن علمهم بالمنايا والبلايا علم معلق وليس علم منجزُ يعني علماً فيه البداء وهذا يختلف باختلاف الأئمة كيف؟!

علم الحسين بمصيره كان «علم حتمي» لا يوجد فيه بداء الحسين كان يعلم بأنه سيقتل بالطريقة الفلانيه في المكان الفلاني علم لم يكن فيه بداء «كأني بأوصالي تقطعها عُسلان الفلوات بين النواميس وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً، لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين» الإمام الحسين كان يعلم بمصيره «علم حتمي» يعني علماً ليس فيه بداء لكنه مأمور بذلك مأمور بأن يقدم على هذا المصير، أمرني رسول الله بأمر وأنا ماضً فيه «شاء الله أن يراني قتيلا، وأن يرى النساء سبايا» أنا مأمور بأن أقدم على مقتلي وعلى مصرعي لأنه فيه حياة لدين وحياة للأمة فإنا مأمور بذلك علم الحسين كان «حتمي» أما علم باقي الأئمة بمناياهم «لم يكن علماً حتمياً» كان علماً معلق على البداء.

مثلاً: الإمام علي يعلم أن ليلة التاسع عشر ليلة مقتله لكن «علم معلق»، علم معلق على البداء كما يعلم بأن ليلة التاسع عشر مقتله يعلم بأن لله البداء فقد يبدوا لله أن لا يقع قتله في تلك الليلة قال تعالى: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ، لذلك أقدامه على مبيته على فراش رسول الله يعد فضيلة لأنه لم يكن يعلم بمصير «علم منجز» فاعلم معلق، أقدامه على خوض الحروب يعد فضيلة وشجاعة لأنه لم يكن يعلم بمصير فيها «علم منجز» علم معلق، كذلك أقدامه على خروجه ليلة التاسع عشر من شهر رمضان لا يعد أقدام على التهلكة لأنه علمه كان علماً معلقاً على البداء ولم يكن «علم منجز»، لذلك تلاحظوا تعبير الإمام يختلف، ماذا قال الإمام علي قال: لقد رأيت في منامي رؤيا أن أخي جبرائيل بيديه حجران ضرب بأحدهما على الأخر فلم يبقي بيت من بيوت المسلمين إلا وقد دخله من التراب أو من الغبار شيء فقال له الإمام الحسن ما تفسير الرؤيا قال: أن صدقت رؤياي «يعني أنا علمي ليس علم حتمي ليس علم منجز بل هو علم معلق» أن صدقت رؤيا أبيك فإنه مقتول».

وهذا ما ذكره الإمام الرضا ، الإمام الرضا عندما خرج للقاء المأمون ماذا قال إلى أبي الصلت، قال: يا أبا الصلت أن خرجت منه وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني، وأنا خرجت منه وأنا مكشوف الرأس فكلمني»، هذا التعبير عبارة عن أن العلم كان «علم معلق» على البداء ولم يكن علماً حتمياً فعلهم بمصائرهم ومناياهم وبلاياهم لم يكن علماً حتمي بل كان معلق على البداء.

والحمدلله رب العالمين

بحث في مسائل القدر جـ7
زيارة الإمام الحسين