نص الشريط
تجليات أنوار الإمامة يوم عاشوراء
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
التاريخ: 10/1/1429 هـ
مرات العرض: 2877
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (1620)
تشغيل:

ورد عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: «حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا وابغض الله من ابغض حسينا» صدق الرسول الكريم.

عظمة الحسين تتجلى لنا من خلال ثلاث صفحات من صفحات حياته المشرقة وراثته للأنبياء وتجليات الإمامة في شخصيته وعشقه للشهادة

أما الصفحة الأولى فهي وراثته للأنبياء:

ماذا ورث الحسين من الأنبياء ولم يكن نبيا؟؟؟ نحن نقرا في الزيارة الواردة عن حفيده الصادق السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، ونوح نبي الله، وإبراهيم خليل الله، وموسى كليم الله، وعيسى روح الله، ومحمد حبيب الله، اللهم صل على محمد وآله محمد،

ورث الحسين من الأنبياء قدسية الحركة لقد كانت حركة الحسين حركة مقدسة كما كانت حركات الأنبياء إذا كان التراب يتصف بالقداسة اخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى وإذا كان الحجر يتصف بالقداسة قال تعالى: ﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فمن باب أولى أن يتصف الجهاد والنضال بالقداسة.

القداسة تعتمد على عوامل أربعه إذا اجتمعت في حركة كانت تلك الحركة مقدسة: إذا اجتمعت في حركة كانت تلك الحركة مقدسة:

العامل الأول: ندرة الوجود إذا كانت الحركة معروفة ومتكررة فليست حركة مقدسة أما إذا كانت الحركة شعاع في ظلام حركه ناذرة الوجود عزيزة الوجود فهي حركه مقدسة ليست المعجزة أن تحمل لواء الحرية ولواء العدالة في زمان فيه عدالة وفيه حرية إنما المعجزة أن تحمل لواء الحرية والعدالة في زمان غابت فيها العدالة وغابت فيه الحرية، الأنبياء كانت حركاتهم لواء للحرية والعدالة في أزمنة مظلمة لا نبض فيها للحرية ولا شعاع فيها للعدالة لذلك كانت حركاتهم عزيزة الوجود، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ.

وكما كانت حركه النبي نادرة الوجود شعاع في ظلام هذا ما ورثه الحسين من الأنبياء فكانت حركته شعلة في ظلام دامس خيم على الأمة من جهة سيطرة الحكم الأموي آن ذاك حتى قال لقد سمعنا ممن سمع عن رسول الله صل الله عليه واله من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله فلم يغير عليه بقول ولا بفعل كان حق على الله ان يدخله مدخله لا ترونه، فيعني نحن نعيش في ظلام، إلا ترون إلى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه إلا واني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما.

العامل الثاني: من عوامل القداسة عظمة العطاء العالم يعطي يقدم علمه الثري يعطي يقدم أمواله العامل يعطي يقدم طاقته كل هؤلاء يعطون لكن الشهيد أعظم منهم عطاء العالم يعطي شيئا من كيانه وهو علمه والثري يعطي شيئا من كيانه وهي ثروته والعامل يعطي شيء من كيانه وهي طاقته لكن الشهيد يعطي كيانه كله الشهيد يقدم عطاء يصغر عنده كل عطاء لأنه يقدم كيانه كله في سبيل الله فلانه الشهيد أعظم عطاء من غيره كانت عظمة العطاء عاملا من عوامل القداسة ورثه الحسين فقال: أن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني وأقبلت أخته زينب ورفعت جسمه بعد مصرعه وقالت: اللهم تقبل منا هذا القربان الذي هو أعظم عطاء وأعظم مجهود.

العامل الثالث: من عوامل القداسة رشد القيادة اذا كانت القيادة رشيدة كانت الحركة مقدسة، القيادة الرشيدة هي التي تعتمد على ركيزتين الوعي بسنن التاريخ التي تتحكم في مسيرة المجتمعات والإخلاص للعمل والإخلاص للخدمة القيادة الرشيد هي التي تعتمد على هاتين الركيزتين وهذا ما روثه الحسين من الأنبياء كان إبراهيم قيادة رشيدة القرءان الكريم يقول: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ والحسين ورث القيادة الرشيد، الإمام الصادق يقول السلام على الحسين الشهيد الرشيد قتيل العبرات وأسير الكربات كان الحسين قيادة رشيدة.

العامل الرابع: قدسية الهدف الروح والبدن موجودان متحدان يسيران في مسار واحد وفي إطار واحد لكن أهدافهما متعارضة متناقضة هدف الجسد هدف شهوي هدف مادي إما هدف الروح هدف روحاني هدف تجميدي مجرد عن المادة هدف الروح يتعارض مع هدف الجسد فإذا غلب احدهما على الأخر تضائل دور الآخر إذا غلب الجسد على الروح أصبحت الروح أسيرة الهوى وأسيرة الشهوة﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ.

وإذا انتصرت الروح على الجسد أصبح الجسد شقيا متعبا لا يستطيع أن يتحمل أهداف الروح وأبعادها وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام قدسية الروح لقدسية الهدف وقدسية الهدف بألوان أربعة، هناك ألوان أربعه للهدف المقدس::

اللون الأول: أن يكون الهدف تحرراً من الذات هناك أناس يعطون، يخدمون يعطون المجتمع يخدمون المجتمع يقومون بمشاريع ضخمه في المجتمع لكنه هدفهم الذات، خدمة الذات، السمعة، الشهرة، خدمة المصلحة الشخصية هؤلاء هدفهم أنانياً يدوروا ويحوموا حول ذاتهم، وهذا الهدف زائل، منقرض، منتهي، كما قال القرآن الكريم: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ.

وهناك أناس تحرروا من الذات، تحرروا من الأنا، فكانت أهدافهم أهدافاً تحرريه، أهدافهم أهدافاً غيريه لا يفكرون إلا في الغير ولا يفكرون في النفس وهذا ما ورثه الحسين من رسول الله ، النبي يذهب إلى الطائف فيأمر أهل الطائف صبيانهم وسفهائهم بأن يقذفوه بالحجارة والأشواك فيستند النبي إلى جداراً ويقول «اللهم أهدي قومي فإنهم لا يعلمون» لا يوجد عندي هدف ذاتي عندي هدف غيري «اللهم أهدي قومي فإنهم لا يعلمون» والحسين يكرر نفس المقالة يوم عاشوراء يبكي، فقالوا ما يبكيك يا أبا عبد الله وأنت سيد شباب أهل الجنة: فيقول والله ما بكيت لنفسي أبكي على هؤلاء القوم يدخلون النار بسبب قتلي.

اللون الثاني: أن يكون الهدف مجرداً لا مادياً، هناك أناس خدموا البشرية لكن أهدافهم مادية، أديسون هدفه أن يكتشف طاقة الكهرباء وهذا هدف مادي، نيوتن هدفه أن يكتشف الجاذبية وهذا هدف مادي، وهناك من له هدف فوق المادة، هدفهم اكتشاف طاقة الأمة، اكتشاف أرادة الأمة، اكتشاف ضمير الأمة، كان هدف الأنبياء أن يكتشفوا الطاقة الروحية للأمة لا طاقة كهرباء، ولا طاقة جاذبيه، اكتشاف الطاقة الروحية للأمة لبعثها وليقاضها وليشحذها بالعزيمة حتى تنتصر على الجهالة، وحتى تنتصر على الضلالة وهذا ما سلكه الأنبياء وورثه الحسين من الأنبياء، فأنت تقرءا في زيارة الحسين «وبدل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من حيرت الضلالة ومن الجهالة».

اللون الثالث من ألوان الهدف المقدس:

الجري على وثق منظومة الوجود هذا الوجود كله منظومة واحده، أسره واحدة كل هذا الوجود من سمائه وأرضه من أصغر ذره إلى أعظم مجرة أسرةً واحدة، كل هذا الوجود يسير نحو الكمال.

أمثله: البذرة تسير نحو الكمال فتصبح شجرة مثمرة، الشمس تسير نحو الكمال ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا، ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَوهكذا ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ كلهم يسيروا نحو الكمال، هناك رجال في البشرية يريدون أن يكون المجتمع البشري كالشمس كالقمر كالبذرة يسيروا نحو الكمال، يريدون أن يكون المجتمع البشري جزءً من هذه المنظومة وجزءً من هذه الأسرة لا يتخلف عنها يسيروا معها نحو الكمال وهذاً هدف مقدس ورثه الحسين من الأنبياء عندما قال: «أنك لتعلم أن ما كان منا لم يكن منافسة في سلطان ولا طلباً لجاهً ولا مال وإنما كان لصلاح عبيدك ما خرجتُ أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي».

اللون الرابع:

هو أقدس الأهداف أن يكون الهدف هو الله وحده، هذا أقدس الألوان وأقدس الأهداف عندما يعتقد الإنسان أن الوجود كله ملك لله، ووجودي ملك لله ونفسي وفكري وخواطري وسلوكي وجميع تصرفاتي ملك لله، فإذا كان الوجود كله ملك لله فالهدف الاسمي هو أن يتصل الملك بمالكه، الهدف الأسمى أن يؤله هذا الملك إلى مالكه يما أن عملي ملك لله فليكن مرتبط بمالكه.

بما أن فكري ملك لله فليكن فكري مرتبط بمالكه، بما بما أن الوجود ملك لله فالهدف الأسمى أن يكون الوجود كله نحو مالكه وهو الله تبارك وتعالى هذا أسمى الأهداف هذا ما ركزه عليه الأنبياء إبراهيم قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وهذا موسى كليم الله قال تعالى: ﴿نِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِوهذا النبي محمد «والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهروا الله أو أهلك دونه» وهذا علي أبن أبي طالب يقول «والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن اعصي الله في نملة أسلبها جلب شعير ما فعلته» «والله لو كان المال لي لساويت بينهم فيكف وإنما هي أموالهم» هذا الهدف وهو الله ورثه الحسين قال: «إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني»

إذا جميع عوامل قدست قداسة الحركة تشخصه وتوفرت في حركة الحسين فكانت حركة مقدسة وهذا ما ورثه الحسين من الأنبياء.

الصفحة الثانية من صفحات حياته وشخصيته المشرقة تجليات الإمامة في شخصيته والإمامة:

لها خصائص لها سمات: اكتشاف عالم الملكوت، التأثير في عالم الأمر، الارتباط بروح القدس والفناء في ذات الله تجسيد العدالة.

هناك سمات خمس للإمامة تجلت في شخصية الحسين :

السمة الأولى اكتشاف عالم الملكوت:

هناك عالم ملك وهو عالم المادة قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وهناك عالم ملكوت وهو عالم ما وراء المادة عالم الملائكة، النبي والإمام انكشف له عالم الملكوت القرآن الكريم يذكر عن إبراهيم بأنه كان إماماً قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ.

ربما يتساءل الإنسان كيف ينكشف عالم الملكوت للحسين وهو لم يكن نبياً؟

انكشاف عالم الملكوت لا يختص بالأنبياء، مريم أبنت عمران وهي ليست نبياً ولا إماماً أن كشف لها عالم الملكوت ورأت الملائكة بعينها قالت تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، سارة زوجة إبراهيم ما كنت لا نبياً ولا إماماً بل لم تكن أمرآة معصومة ومع ذلك تحدثت معها الملائكة وأنكشف لها عالم الملكوت قال تعالى: ﴿قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ، ﴿قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِفإذا أنكشف غطاء عالم الملكوت عن سارة ولمريم فيكف لا ينكشف الغطاء للإمام معصوم كالحسين .

الحسين انكشف له عالم الملكوت يوم عاشوراء رأى الحسين الملائكة ترفرف بأجنحتها وتلتقط دماء أهل البيت لتصنع منها أوسمة حمراء تزين بها صدور الشهداء يوم القيامة لما رائهم الحسين أخد دم طفله عبد الله الرضيع ورمى به إلى السماء لتلتقطه الملائكة فما رجعت منه قطرة.

السمة الثانية التأثير في عالم الأمر:

هناك عالم خلق وهناك عالم أمر القرآن الكريم يقول: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ عالم الخلق «عالم الأجساد» عالم الأمر «عالم الأرواح» ولذلك الهداية على قسمين:

هداية خلقيه: وهي هداية بالخطاب والكلام مع الشخص.

وهناك هداية أمرية: وهي التأثير في روح الإنسان المقابل من دون أن تتحدث معه القرآن الكريم يذكر أن الأئمة يتصفون بالهداية الأمريه قال تبارك وتعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا يعني هداية أمرية ﴿لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ التأثير في عالم الأرواح التأثير في عالم الأمرمن سمات الإمامة، وقد يعجب الإنسان كيف لبشراً أن يؤثر في روحاً آخر ونفساً آخر وهو لم يتكلم ولم يتحدث كيف؟؟!

هذا إبليس لعنه الله يستطيع أن يؤثر في النفوس من دون أن يتحدث معها القرآن الكريم يقول: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ «1» مَلِكِ النَّاسِ «2» إِلَهِ النَّاسِ «3» مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ «4» الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ «5» مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ «6» فإذا كان لإبليس تأثيراً في عالم الأرواح وهو شيطان مريد لم لا يكون للإمام المعصوم تأثيراً في عالم الأرواح أن للإمام تأثيراً معاكساً لتأثير إبليس وهو تأثير الهداية الأمريه وهذا ما تجلى في الحسين يوم كربلاء.

وهب بن حباب: كان مسيحي أسلم حديثاً لم يكن يعرف الإسلام لم يكن يعرف القتال لم يكن يعرف الشهادة الحسين مره عليه وأخذته جاذبية الحسين وستوله عليه شخصية الحسين ونفدت إلى أعماقه، روح الحسين فأصبح من الشهداء بين يدي الحسين وهو مسيحي حديث عهد بالإسلام.

زهير بن القيم كان عثماني الهوى كان غير راغب في أن يلتقي بالحسين لكن الجاذبية العلوية الحسينية الحسنيه الفاطمية قد أخذت زهير وستوله على أعماق قلبه فتحول من عثماني الهوى إلى شخصاً يذوب فداءً وتضحية دون الحسين .

الحر بن يزيد الرياحي: جاء لقتال الحسين ولما يأتي لنصرة الحسين ولكن عندما تجلى أمامه الحسين يوم عاشوراء ورأى عظمة الحسين بنفسه أصابته الرعشة فقال له المهاجر أبن أوس: لو قيل من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك ما بالك يا حر قال: إني أخير نفسي الجنة والنار والله لا أختار على الجنة شيئاً أبداً وأقبل بفرسه نحو الحسين وأنكب عليه وتاب على يديه وسنشهد بين يديه ووقف الحسين على جسده وقال: صدقة أمك حين سمتك حر أنت حراً في الدنيا وسعيداً في الآخرة، هذه هي الهداية الامرية هذه هو التأثير في عالم الأمر.

السمة الثالثة الارتباط بروح القدس:

القرآن الكريم يقول: ﴿وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ما هو روح القدس؟! روحاً أعظم شأناً من الملائكة ودوره أعظم من دور الملائكة لذلك الآية في سورة القدر عطفت على الملائكة قال تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، روح القدس وظيفته تسديد الأنبياء، تسديد الأئمة، تسديد الأولياء القرآن الكريم يقول: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا «26» إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا، الرصد هو روح القدس ﴿لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا روح القدس يؤيد الأنبياء يؤيد الأئمة بل يؤيد حتى الأولياء، بل يؤيد حتى المؤمنين العاديين القرآن الكريم يقول: ﴿أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ.

إذاً روح القدس وظيفة التأيد وقد تجلى روح القدس للحسين يوم عاشوراء، الحسين كان يتحدث عن نفسه في الخطبة ليبين للناس أن روح القدس معه «ألم يبلغكم قول رسول الله فيّ وفي أخي الحسن هذان سيدا شباب أهل الجنة فإن صدقتموني فا والله ما تعمدتُ الكذب» يعني روح القدس معي منذ علمت أن الله يمقتُ عليه أهله ويضرُ به من أختلقه.

السمة الرابعة التسليم:

علماء العرفان يقولون السلوك إلى الله يمر بمراتب ثلاث: توكل، رضا، تسليم.

المرتبة الأولى التوكل: أن يثق الإنسان بربه أن لا يعمل فيه إلا ما هو صالحاً له قال تعالى: ﴿قُلْ لَن يُصيبَنَا الّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَولَانَا وَ عَلَى اللََّهِفلْيَتَوَكَّلِ المُؤمنونْ.

المرتبة الثانية الرضا: أن يرضى الإنسان بالمصائب، هل وجدت إنسان يرضى بالمصاب؟ أولياء الله يرضون بالمصائب يعتبرونها نعمة وليس نقمة وصلوا إلى مرتبة الرضا القرآن الكريم يقول: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ «27» ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً وصلت إلى مرتبة الرضا مرضية.

المرتبة الثالثة التسليم: أعلى المراتب مرتبة التسليم، مرتبة التسليم يعني أن الإنسان لا يرى إثنينيه لا يرى شيئين نحن نرى شيئين الله وأنا، خالق مخلوق، مالك مملوك من وصل إلى مرتبة التسليم لا يرى شيئين بل يرى شيئاً واحداً لا يرى إلا الله ولا يدرك إلا الله ورد عن الإمام علي الذي وصل إلى مرتبة التسليم «ما رأيتُ شيئاً إلا ورأيتُ الله قبله وبعده وفوقه وتحته وفيه» وهذا الحسين ورثه مرتبة التسليم حتى قال «أيكون لغيرك من الوجود ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ومتى كانت الآثار هي التي توصل إليك عميت عينا لا تراك عليها رقيبا خسرت صفقة عبداً لم تجعل له من ودك نصيبا» وحينما وقع من فرسه قال: اللهم رضاً بقضائك «هذه مرتبة الرضا» وتسليماً لأمرك «هذه مرتبة التسليم» يا غياث المستغيثين»

السمة الخامسة تطبيق العدالة:

الإمامة تجسيداً للإمامة الهدف من بعثة الأنبياء تجسيد العدالة القرآن الكريم يقول: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ الهدف هو العدالة، وهذه العدالة ورثها الحسين من الأنبياء عندما ركزه على هدف العدالة وقال: «ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً» هناك بعض الأبواق تقول: الحسين شق عصى المسلين يزيد أمير المؤمنين والحسين شق عصى المسلمين هل سمعت مغالطة للعقول أكثر من هذه المغالطة يزيد أمير المؤمنين والحسين شق عصى المسلمين وأحدث فتنه بين المسلمين.

الحسين يقول: «هذه الصيحات الأموية التي تكرر في كل زمن يكذبها الحسين بنفسه يقول: «أنا ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن أمر بالمعرف وأنهى عن المنكر» هل حركة الإصلاح فتنة بين المسلين، وهل الأمر بالمعرف شق عصى المسلمين. وهل تطبيق العدالة فتنة بين المسلين فأين نداءات القرآن الكريم: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ. إذاً سمات الأئمة تجلت في شخصية الحسين

الصفحة الثالثة من صفحاته المشرقة عشق الشهادة:

هناك أناس كثيراً استشهدوا في سبيل الله كثيراً قدموا أنفسهم في سبيل الله ولكن الأهداف تختلف، هناك من قدم نفسه في بهدف الهروب هذا الوقع المظلم المأساوي هذه هدف، وهناك من قدمه نفسه أمثال أمر الله لأنه الله أمره أن يجاهد فجاهد لو أن الله لم يأمره ولو لم يلزمه الله لبقي دون أن يجاهد هذا هدف أخر وهناك من قدمه نفسه للمعركة من أجل تحصيل الجنان والنعيم ومن أجل الوصل إلى الجنة لأنه سمع قول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ

إما الحسين فقد قال شيئاً أعظم من هذا كله لم يستشهد من أجل أن يحصل على النعيم ولم يستشهد لأنه مأمور لذلك فقط وإنما لأنه يعشق الشهادة، الشهادة لذة للحسين. الشهادة معشوق الحسين لماذا؟ لأنه ورثه من جده رسول الله أن يعشق لقاء الله، الرسول كان يقول لبلال يا بلالا أرحنا أذن يا بلال حتى نصلى لأنه الصلاة لقاء الله وأن أحب لقاء الله، النبي كان يحب لقاء الله، وعلي كان يعشق لقاء الله يقول ركعة لي في دنياكم أحب إليّ من الجنة وما فيها أنتم تطلبون جنه وتطلبون نعيماً وتطلبون حوراً وقصوراً أنا لا اطلب ذلك أن أطلب لقاء الله، ركعة لي في دنياكم أحب إليّ من الجنة وما فيها ما عبتك خوفاً من نارك ولا طمعاً بك ولكن وجدتك أهله للعباده فعبتك» النبي يعشق لقاء الله وعلي يعشق لقاء الله والحسين يعشق لقاء الله:

الهي تركت الخلق طراً في هواك

فلو   قطعتني   في   الحب   iiإرباً

 
وأيتمت     العيال    لكي    iiأراك

لما    مال   الفؤاد   إلى   iiسواك

الشهادة لقاء الله ولذة لقاء الله أعظم من أي لذة أخره

حركية الحياة والعمل الصالح
فاعلية الإرادة الإجتماعية