نص الشريط
المصطفى (ص) رمز الإنسانية
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
التاريخ: 1/1/1434 هـ
مرات العرض: 2927
المدة: 01:02:46
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (9466) حجم الملف: 14.714 MB
تشغيل:


بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرحِيم

﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ

نبدأ موسمنّا الحُسينِي بِالحديثِ عن سيد الخلق المُصطفى مُحمد صلى الله عليه وَ آلِه

وحديثنَا انطلاقًا من الآية المُبَاركة فِي محاور ثلاثة

المحور الأول: هل الإِنسانِية تعنِي النقص أم تعني الكمال.؟

هُناك سؤال يُلح عندما نقول هذا الموجود إِنسَان، هل يعني أنهُ نَاقص ام يعني الكمَال، هل الإِنسَانِية تعني النقص ام تعنِي الكمَال؟، هُنَا أمامنّا اتجاهان: اتجاه يرى أن الإِنسانية تسَاوي النقص فعندمَا يُقَال إنسان فَهذا موجود ضعِيف موجود نَاقص، مَاهُو الدلِيل على هذا الاتجاه؟ الدليل على هذا الاتجاه إن الأصل هي المادة، وجود الإنسان من مادة يقول القرآن الكريم ﴿وَ قدْ خَلَقْنَا الإِنْسَاْنَ مِنْ سُلاْلَةٍ مِنْ طِيْنٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاْهُ نُطْفَةً فِيْ قَرَاْرٍ مَكِيْنٍ*ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَاْ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً ثُمَّ أَنْشَأْنَاْهُ خَلْقَاً آخَرَ فَتَبَاْرَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَاْلِقِيْنَ

المنطلق لوجود الإنسان نطفة، أي أن المنطلق لوجود الإنسان مَادة، وبما إِن المادة تسَاوِي النقص لأن المادة محدودة بالطول والعرض والعمق والزمن، لذلك بما أن المادة محدودة والإنسان قد تولد منها فلإنسان مخلوق محدود وناقص، فالإنسانية تعني النقصُ والضعف. وهُناك شَاهدان على هذا الاتجاه: شَاهد وجدانِي وشَاهد قُرانِي، شاهد وجداني فالإنسان يشهد إن الإنسان معرض للنسيان والغفلة والخطأ وأي إِنسان لا يسهى ولا يخطئ.؟! بما إن الإنسان معرض للغفلة والنسيان والسهو إِذا الإنسانية تساوي النقص وليس التساوي الكمال، والقرآن يؤكد على هذا المعنى عندمَا يُركز على صفة النسيان ﴿وَاذْكُر رّبّكَ إِذَا نَسِيتَ ويقول عن نبي من الأنبياء وهُو آدم ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا إذا الإنسانية مثار للنسيان والغفلة لذلك هي تسَاوي النقص.

الشَاهد الأخر: الشاهد القرآنِي، إذا قرانّا القرآن الكريم نجدهُ يعبر عن الإنسان بصفات ذميمة فيقول إنهُ ظلوم ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا أي أن الإنسان بطبعه يظلم، وهذا ما يقوله المتنبي:

الظلم من شيم النفوس فإن تجد   ذا     عفةٍ    فلعلةٍ    لا    iiيظلمُ

القرآن وصف الإنسان بالعجلة فقال ﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ، القرآن وصف اللإنسان بالهلع ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً* إِلَّا الْمُصَلِّينَ، بما أن الإنسان ظالم عجول هلع، هذا يعني أن الإنسانية قطعة من النقص، هذا يعني إن الإنسانية تساوي النقص، هذا هُو الأتجاه الأول في تحليل حقيقة الإنسانية.

الإتجاه الثانِي: يرى أن الإنسانية تعني الكمال وليست تعني النقص. الإنسان يصبح نَاقص لكن لعامل طارئ عليه لو خلي الإنسانُ مع نفسه لكان كاملًا، فالإنسانُ يسير نحو الكمال، والنقص أمر طارئ عليه وليس أمر طبيعي في الإنسان، لماذا.؟ نحنُ عندما نتحدث عن الكمال لا نتحدث عن الكمال الاصطفائِي. الكمال الاصطفائِي والكمال الانمائِي، الكمال الاصطفائي هو الذي خص اللهُ به بعض البشرية ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ هذا كمال اصطفائي لا يصل إليه الإنسان ما لم يُعطى بشكل مُبَاشر من الله عز وجل. نحنُ لا نتحدث عن هذا الكمال، نحنُ نتحدث عن نوع آخر من الكمال وهُو الكمال الانمائِي. كما أن البدرة التِي توضع في التربة لها القدرة على أن تصبح شجرة مُثمرة، يعني عليها ان تُنمي نفسها حتى تتحول إلى شجرة مُثمرة. هذا نسميه كمال إنمائِي، هل الإنسان مثل البدرة قادر على أن يُنمي نفسه حتى يُصبح كاملًا لا يُخطئ ولا يزل، ام أنهُ غير قادر على ذلك.؟!، هل للإنسان القدرة على تربية ذاته إلى أن يصبح في أعلى دراجاتِ الكمال ام الإنسان عاجز عن ذلك.؟

هذا هُو بحثنّا.. محل كلامنا الكمال الانمائي، ولا نعني بذلك الاستغناء عن المدد الإلهِي، هذا شيء مستحيل. حاجة الإنسان إلى الله كحاجة المعلول للعلة، وحاجة المعلول للعلة حاجة ذاتية مستمرة لا يمكن للمعلول ان يستغني عن علته كما لا يمكن لضوء المصباح ان يستغني عن الطاقة الكهربائية لحظة وآنًا ما، كذلك لا يمكن للإنسان أن يستغني عن المدد الإلهِي لحضه مَا... وهذا الكلام ليس محل البحث محل البحث في الاقتضاء، هل أن لدى الإنسان قدرة وطاقة على أن يُصبح كاملًا، لا يذنب لا يزل لا يخطئ ام أن الإنسان عاجز عن ذلك.؟، أصحاب الاتجاه الثاني يقلون نعم الإنسان يقدر يستطِيع يُمكنه ان يكون كاملًا كمالًا إنمائِيًا كما أن البدرة تختزل في ذاتها وطبيعتها الكيميائية أن تُصبح شجرة مُثمرة، الإنسان يستطيع أن يختزل في ذاته وفِي طبيعة البشرية ويصبح عملاقًا كاملًا لا يزل ولا يُخطئ. فالإنسانية تعني الكمال وليست تعني النقص. مَا هُو الدليل على ذلك؟ الدليل على ذلك عندنا عدت وجوه:

الوجه الأول: إذا أردنّا على أن نتعرف هل الإنسان قادر على أن يصبح كاملًا ام لا، علينّا أن نتعرف على حقيقة الإنسان، مَا هِي حقيقة الإنسان.؟ إذا عرفنا حقيقة الإنسان عرفنّا أن هذه الحقيقة تميل إلى الكمال لو تميل إلى النقص. وحتى نتعرف على حقيقة الإنسان، نحنُ نطرح عدت اسئلة.

هل الإنسان هُو هذه المادة، هذه الكتلة التي تتحرك على الأرض ام أن الإنسان شيء آخر.؟، لا الإنسان ليست هذه الكتلة، الإنسان روح تُفيض الحياة والدفء على هذه الكتلة المادية فتتحرك على سطح الأرض، الإنسان رُّوح ونفس. حقيقة الإنسان نفسهُ وليست حقيقة الإنسان كتلته المادية ابدًا، ما هُو دليلُ على ذلك؟ لاحظ الآيات القرآنية تدل على ذلك ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَك الْمَوْت الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ فمن المُتوفى.؟ هُو الإنسان، وفي آية أخرى يقول ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا إذا التي تتوفى النفس وليس البدن والكتلة المادية. نجمع بين الآيتين النتيجة الإنسان هو النفس، بما أن الآية الأولى قررت ان المُتوفى هُو الإنسان والأية الثانية قررت أن المتوفى هي النفس وليس الكتلة البدنية فالنتيجة إن الإنسان هُو النفس وليست هذه الكتلة البدنية التي تضمحلُ في التراب.

السؤال الثاني: إذا كان الإنسانُ هُو النفس، متى بدأ وجود الإنسان؟ هل بدأ منذُ يوم قُذفت نطفته في رحم أمه ام إنهُ يوم النطفة وساعة النطفة، الجواب.. لا هذه النطفة مرحلة ومحطة، الإنسان كان موجودًا قبل أن يمر بهذه المحطة محطة النطفة والعلقة والمضغة وَ الجنين والرحم، قبل أن يمر بهذه المراحل كان موجودًا من أين نستدل على هذا؟ من القرآن نفسه، يعبر بالرجوع عندما يتحدث عن الإنسان ﴿إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يٌعبر بالرجوع، وفي آية آخر يقول ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ، ما عنى ترجعون؟ هل الإنسان كان عند الله والآن يرجع، لماذا القرآن يُعبر بالرجوع؟ لماذا لم يُعبر بالانتقال؟، لماذا لم يعبر القرآن وإنكم إلينّا لاتنتقلون، وإنكم إلينا لترتحلون. عبر لا ترجعون، مسألة رجوع، هذه كلمة الرجوع تدلنّا على أن الإنسان قبل أن ينزل إلى عالم المادة كان في عالم آخر، ثم بعد ان يموت يرجع إلى ذلك العالم، اذا هذا الإنسان كان لهُ رجوع قبل عالم المادة لذلك يعبر القرآن بالرجوع لاحظ الآية ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً لم يقل يا أيتها النفس المطمئنة انتقلي، ارحلي..، إذا النفس رجعت أي أنها كانت تعيش في عالم آخر غير هذا العالم المادي ثم توفيت فرجعت إلى العالم الذي كانت تعيش فيه. فعالم المادة مجرد محطة من محطات السفر عالم المادة الذي نعيش فيه خمسين سبعين ثلاثين هو مجرد محطة نمر عليها ثم نرجع إلى العالم الذي كنّا فيه. ﴿وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ

السؤال الثالث: بما أن عالم المادة محطة نمرُ بها فإذا تأطر الإنسان بإطار المادة هل يصبح ناقصًا؟ بحيث يصبح عنده غريزة الهلع كما عبر عنه القرآن الكريم وغريزة العجلة وغريزة الظلم كما عبر عنه القرآن الكريم، أي هل الإنسان إذا هبط إلى عالم المادة أصبحت له غرائز مذمومة غريزة الظلم وغريزة الهلع غريزة العجلة ام لا؟ نحنُ نقول لا، هذه ليست غرائز هذه صور لحركة الذات، في علم النفس الإسلامِي نحنُ نختلف عن علم النفس الوضعِي في المصطلحات وحدود المصطلحات. في علم النفس الإسلامي يوجد غريزة وَ يوجد قوة الغريزة غير القوة.

مصطلحات علم النفس الوضعي تخلط بين الغريزة والقوة، نحن لا نقول لدينا غريزة وقوة وَ الغريزة غير القوة، الغريزة: هي مستودع الميول، الميول التي تجتمع تسمى غريزة، مثلًا الإنسان عنده غريزة حُب الذات، لماذا؟ لان الإنسان يميل لذاته يُحب ان يطور ذاته يحب ان يُحقق مصالح لذاته، مُيوله تحوم ذاته، إذا هذه الميول تسمى غريزة حب الذات، وعندهُ قوة وهذه غير الغريزة، يستخدمها من أجل مصالح ذاته. القوة الشهوية يأكل الطعام ليحمي ذاته، القوة الغضبية ينتقم لنفسه ليحمي ذاته.

هذه القوة القوة السبعية القوة الشهوية هذه قوة وليست غرائز، هذه قوة وأدوات تستخدمها النفس الإنسانية من أجل حماية الذات وتطوير الذات كما تستخدم الأدوات الخارجية السمع أداة البصر أداة والرجل أداة هذه أدوات خارجية والقرآن الكريم يقول ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ كما ان السمع والبصر والفؤاد ادوات خارجية فهناك أدوات داخلية تستخدمها النفس لكي تصل إلى مصالحها ومنها القوة الشهوية والسبعية والقوة الغضبية، إذا الإنسان لا يوجد عده غريزة اسمها الهلع ولا غريزة اسمها الظلم ولا غريزة اسمها العجله ابدًا، الظلم والعجلة والهلع ماهي إِلّا صور لحركة النفس. النفس عندما تستخدم أدواتها الداخلية او الخارجية تارة تستخدمها متأنية وتارة بطريقة عجله تارة بطريقة مطمئنة وتارة بهلع، وتارة بطريقة عدل وتارة بطريقة ظلم. النفس تستخدم أدواتها تارة في خط العدل وتارة في خط الظلم ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ويقول القرآن الكريم ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا كما أن القرآن وصف الإنسان أنه كفور كذلك وصفه بِ أوصاف ممتازة وقال ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ إذا الإنسان يصبح ظالمًا عندما تستخدم النفس الأدوات في خط الظلم ويصبح كنود وشهيد ومحب للخير عندما تستخدم النفس الأدوات في خط العدل، النفس متساوية إلى كلت الجهتين وإنما حيث كان الأغلب في استخدام النفس للأدوات في الظلم في العجله لذلك القرآن قال ﴿خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ وقال ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا هذه تعبيرات مجازية وإلا النفس متساوية لكل الخطيين.

الوجه الثاني: لنثبت أن الإنسانية تعني الكمال وليس النقص، في علم العرفان مبدأ يُسمى الانصراف، ما هُو الانصراف: علماء العرفان يقلون قوام الإنسان بالانصراف، كيف؟ اما الانصراف إلى النفس او الانصراف عن النفس، هو دائمًا منصرف اما منصرف عن نفسه او منصرف إلى نفسه، إذا نصرف الإنسان إلى نفسه أكتشف عيوبها وأكتشف أخطئها وأكتشف نقاط ضعفها، فبدأ بإصلاحها، متى ما نصرف الإنسان إلى نفسه فقد بدأ خط الكمال خط الكمال ينطلق من الانصراف إلى النفس لا الانصراف عن النفس، الانصراف إلى النفس هي اول خطوة من خطوات الكمال، إذا نصرف الإنسان إلى نفسه عرفها والنبي محمد «من عرف نفسه عرف ربه» والإمام علي يقول «أشد الناس جهل الناس من جهل نفسه» القرآن الكريم يُركز على ان طريقك إلى الكمال نفسك ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ الانصراف إلى النفس هُو طريق الكمال ومبدأ الكمال، اذا نصرف الإنسان إلى نفسه حتى النسيان لا ينسى، اذا عندك امتحان وطول الليل كنت تذاكر للامتحان، يوم الامتحان كيف لا تنسى.؟ اذا ركزت على المعلومات فلن تنسى أ - ب - ت - إلى أخر المعلومات حضر المعلومات نقطها حددها بلورها، حينئذ لن ينساها فالنسيان شيء طارئ على الإنسان وليس من طبيعة الإنسان، وكذلك الغفلة.

فكل إِنسان ينصرف إلى نفسهِ سيكون عقلهُ حاضِرًا، وإّذا كان عقله حاضرًا صَار مُسيطر على انفعالاته مسيطرًا على داخله وحركاته. مسيطرًا على معلوماته وسلوكه، الانصراف إلى النفس مبدأ السيطرة والتركيز، والسيطرة والتركيز تمحو الغفلة وتمحو النسيان والخطأ. فالإنسان بِإمكانهِ أن لا ينسى ولا يغفل ولا يخطأ إذا انصرف إلى نفسه ولم ينصرف عن نفسه. اما اذا انصرف عن نفسه مجرد ينصرف لحظه يخطئ، أنت الآن جالس أمامِي مجرد ينصرف عني لحضه ضاعت المعلومة، الإنسان بمجرد ان ينصرف لو لحضه يخطأ يبتعد، فالانصراف عن النفس مبدأ النقص والانصراف إلى النفسي مبدأ الكمال.

لذلك القرآن الكريم يعتبر السبب في النسيان الاعراض ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا لا يضل أي لا ينسى، ومن أعرض عن ذكري الاثار السيئة لهُ معيشة ضنكًا ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ إنما نسيت لأنك أعرضت وانصرفت عن نفسك.

اما قول الله عز وجل في حق آدم ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً يقول علمائنّا النسيان يستخدم بمعاني في القرآن، ومن معاني النسيان الترك، والنسيان هُنا الترك لا المراد إنهُ عرض عليه النسيان والغفلة، إذا قيام الانسان بالانصراف والانصراف مبدأ الكمال.

من اجل ذلك نقول إن الإنسان فيه استعداد للكمال وليس استعداد لنقص، لأجل ذلك خُلق الإنسان للكمال القرآن الكريم يقول ﴿خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ لو لم يكن الإنسان مُؤهل ليكون الاحسن لما جعل الله الاحسنيه هدف لوجود الإنسان، لكانت الأحسنية لغوًا وعبثًا لأنه الإنسان عاجز عن ذلك واللغو والعبث قبيح والقبيح لا يصدر من الحكيم تبارك وتعالى. فالإنسانية تعني الكمال ولا تعني النقص.

المحور الثاني: السمات الإنسانية التِي ذكرها القرآن لِشخصية النبي .

عندما نرجع للقرآن الكريم نرى القرآن يُركز أن النبي بشر ﴿إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ويقول ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً ويقول ﴿مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ويقول ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ويقول ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ

القرآن يركز على أن النبي بشر، لماذا؟، التركيز على العنصر البشري.؟، القرآن يشير إلى أمرين الأمر الأول هُو ما ذكرناه في المحور الاول يريد القرآن الكريم أن يقول لنّا البشر يمكن أن يصل إلى الكمال. فهذا النبي بشر صار منبع للكمال، القرآن يريد أن يؤكد لنّا على هذه الحقيقة أن البشرية لا تعنِي انقص بل تعني الكمال، هذا محمد بشر لكنهُ وصل إلى أعلى درجاتِ الكمال. البشرية معدن مؤهل وقادر على أن يصل إلى الكمال، لذلك يقول القرآن الكريم في مدح أمير المؤمنين علي ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ هُو من الناس ولكنه يشر نفسه أبتغى مرضات الله. هذا الأمر الأول الذي يريد أن يُشير له القرآن.

الأمر الثانِي: أن بشرية النبي سّر من أسرار كماله، أن بشرية النبي مظهر من مظاهر كماله. الفلاسفة يقلون قوام الانسان بإرادتهِ، ما الذي يُميز الإنسان عن غيره؟، ما الذي يُميزنا عن الحيوانات، عن الملائكة؟ أن لدينا إرادة، قوام الإنسان إرادته، الإنسان هُو المخلوق الذي يمتلك إرادة، إرادة تقهر الظروف وإرادة تصنع المُعجزات، وإرادته تقيم الحضارات، وإِرادة تعملق هذا الكون كُله. الإنسان لأنه يمتلك إرادة يستطيع أن يبني الدنيا كُلها، فالإرادة هِي المائِز الحقيقي بين الإنسان وغيره، إذا الإرادة كُل ما كانت أقوى كان الإنسان أكمل، الإرادة هي ميزان الإنسانية وهِي ميزان الكمال، فالإنسانية تتجسد في الإرادة تكون مظهر من مظاهر الكمال. من هُنا كان النبي أكمل وجود من وجوداتِ الإرادة، لذلك النبي جسد أروع صور الكمال. والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر من، ما تركته حتى يظهره الله أو أموت دونه.

وهو بإرادته خلق من المجتمع الجاهلي مجتمعًا مُتعلمًا وهو بإرادته صاغ شريعة خالدة إلى يومًا هذا وإلى يوم القيامة، وبإرادته صنع جيل من الأمم، وبإرادتهِ صنع دنيا الفضيلة بقيمها ومناقبها، الإرادة هِي التي جعلت من النبي محمد أكمل البشرية.

وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني

خلقتَ  مبرءاً  منْ  كلّ iiعيبٍ

 
وَأجْمَلُ  مِنْكَ  لَمْ  تَلِدِ النّسَاءُ

كأنكَ  قدْ  خلقتَ  كما  iiتشاءُ

إذا تركيز القرآن على بشرية النبي لأجل أن يبين لنّا أن هذه البشرية اصبحت مظهرًا عظيمًا من مظاهر الكمال.

المحور الثالث: التاريخ الإنساني للرسول الأعظم .

أول آية أفتتح بها القرآن الكريم وتكررت في سورة القرآن هِي آية البسملة ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ أول صفة وصفها الله نفسهُ أمام خلقهِ هي صفة الرحمة، والرحمة تنقسم إلى رحمة رحمانِية وهِي الرحمة العامة وَ رحمة رحيمية وهِي الخاصة. وَ أول مظهر خلقهُ الله لرحمتهِ وجمع فيه الرحمة الرحمانية والرحيمية هُو نورٌّ محمد، فمحمد هو الرحمة فرحمة الله تجسدت في محمد برحمانيتها وَ رحميتيها. لذلك قال عز وجل ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ. نحنُ عندما نريد أن نستجلي رحمة النبي ، وكيف أن النبي منبع للرحمة، نستجليه من روافد ثلاثة: الرافد الأول: القرآن، أي باحث سوا كان مسلم أو غير مسلم وأراد أن يحلل شخصية النبي لابد أن يعتمد على مصدر موثوق بين المسلمين وأقوى مصدر موثوق بين المسلمين هُو القرآن الكريم، المصدر المضمون الموثوق لتحليل شخصية النبي هُو القرآن الكريم، نرجع إلى القران نقرأ يكف تحدث عن هذا البشر ماذا قال عنه: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ويقول القرآن الكريم عن هذه الشخصية ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ويقول القرآن ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ويقول القرآن الكريم ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِم، إذا لا يستطيع باحث حتى لو لم يكن مسلمًا أن يتجاوز هذه الأوصاف لان القرآن هُو المصدر المتواتر بين المُسلمين بلا زيادة ولا نقص، هُو الذي تحدث عن هذه الشخصية.

الرافد الثانِي: الحديث، أنتمُ تعلمون أن الفلم المُسيء لنبي صلى الله عليه وآلِه أعتمد على الحديث، هؤلاء الذين صاغوا الفلم المُسيء لم يصيغهُ من الهواء بل اعتمدوا على روايات من كتب المسلمين وعلى أثر هذه الرو آيات صاغوا هذا الفلم المسيء لشخصية النبي الأعظم . من هنّا عندما يتحدث شخص عن اليهود يقال هذا شخص مُسيء وَ مُعادِي للسامية، او عندما يطعن فلم شخصية النبي صلى الله عليه وآلِه، يقال هذه حرية فكر. وهذه حرية تعبير ولا نتدخل فيها، نحنُ نقول اذا كانت المسألة مسألة حرية تعبير لابد أن تكون منوطة بالمنطقية، أنت حر في تفكيرك ولكن عليك أن تبني تفكيرك على مبدأ موضوعِيًا. أنت حر في تعبيراتك ولكن عليك أن تبني موضوعاتك على مبدأ الموضوعية، لو كانوا موضوعيين لما اعتمدوا على روايات لم يعترف بها كل المسلمين، لماذا انتقوا روايات لا يعترف بها كُل المُسلمين وصاغوا منها شخصية النبي . الفلم أعتمد على روايات لا يقر بها كُل المُسلمين، مُقتضى الموضوعية مقتضى الحيادية ومقتضى الأمانة أن يعتمد من يضع فلمًا على روايات يسلم وَ يقر بها كل المسلمين عندما نراجع الصحيحين البخاري ومسلم، عن عائشة أن رسول الله كان يمص لسانها وهو صائم، وأن رسول الله كان يئتزر ويباشرها وهي حائض. وعندما نراجع الصحيحين أن النبي المصطفى أنه زار عُباده بن الصامت فلم يجده في البيت فدخل وجلس مع زوجته وأكل معها ثم وضع رأسه في حجرها لتفليه، وأعظم وأدهها من ذلك. ان رسول الله لم هاجم قوم أخطب صفية بنت حيي بن الأخطب، امرأة جميلة. قتل زوجها وأباها وتزوجها ودخل بها بعد يومين، قبل ان تتم العدة وقبل ان يصل إلى المدينة. تصور! الباحث حينما يرى هذه الروايات ماذا يقول؟ ويش هالانسان هذا لا رحمة ولا ذوق، ويش هالإنسان امرأة يقتل أباها وزوجها ويدخل بها!، تسع دقائق من الفلم المُسيء يركز على هذه الرواية. كيف ان الرسول غزى قوم اخطب وكيف قتل زوجها وأباها وكيف تزوجها، لماذا لا نكون صريحين مع أنفسنا، لماذا لا نقوم هذا التراث؟ لماذا لا نضع الميزان العلمي على هذا التراث لنقوم بتنقيحه؟ لإظهار أعظم شخصية نقدسها إلا وهِي شخصية الرسول الأعظم كما طرحها القرآن وأبرزها القرآن، لماذا نعتمد على أقلام مهجورة في صياغة أعظم إِنسان نقدسهُ ونُجله ِإلّا وهو النبي محمد .

من هُنا نلتفت ونقول لو كان كاتب الفلم او مخرج الفلم إنسان موضوعي لبنى صياغة الفلم على روايات مُتفق عليها بين المسلمين لا روايات تخص فئة وتيار معين من بين المسلمين. ويؤسس على أثرها صياغةٌ لأعظم شخصية قيادية في التاريخ وهِي شخصية النبي المصطفى ، ولكن اذا جئنا إلى الروايات المتفقة بين المسلمين جميع المحدثين والمؤرخين المسلمين يرون عن علي بن ابي طالب سلام الله عليه، كيف يتحدث عن النبي «كان طيب العشرة، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بالفض ولا بالغليظ، وليس بصخاب ولا فحاش، ولا عياب ولا مداح، وقد ترك من نفسه ثلاثًا المراء والجدال وما لا يعنيه، وترك الناس في ثلاث لا يذم احدًا ولا يُعيره ولا يتتبع عيوب احد ولا عوراته ولا يُكلم احدًا إلا فيما يُرجى فيه الثواب»

ويقول عليُّ «كان يخصف نعله ويُرقع ثوبه ويحلب شاته ويُهيئ زاده ويأكل مع عبده على الأرض ولا يحتقر أي طعام يُدعى إليه حتى ولو كان على حشف التمر، يركب الحمار ويردف معهُ من شاء وكان لا يأبى ان يحمل حاجته من السوق إلى أهله، وكان إذا صافح احدًا لا ينزع يده منه حتى ينزع الأخر يدهُ منه وكَان اذا جلس مع أصحابه جلس كأحدهم لا يتميز عنهم فإذا جاء الغريب لم يعرف من هُو النبي محمد » هذا هو النبي الذي قال عنه القرآن الكريم ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِم.

الرافد الثالث: التاريخ، أنت غير مسلم الذي وضع الفلم المُسيء غير مسلم، لكن لابد ان ترجع لتاريخ كمصدر، اترك القرآن أترك الاحاديث، التاريخ الاسلامي الذي اتفق عليه المؤرخون كلهم بدون استثناء سواء كانوا مستشرقين او مسلمين اتفقوا على شخصيات رائعة في شخصية النبي الأعظم ، لو صيغ عليها الفلم لعلم ان النبي كان رمزًا للإنسانية.

النبي حاربتهُ قريش وأخرجتهُ من مكة وكسرت رباعيته يوم أحد وأثخنتهُ بالجراح، لكن النبي لما فتح مكة وأصبحت قريش تحت يده كُل المؤرخين يقلون حتى المستشرقين غير المسلمين يقرون بهذه النقطه، لما أصبحت قريش تحت يده قال ما ترون إني فاعل بكُم قالوا أخ كريم وابن أخِّ كريم، قال: أذهبوا فأنتم الطلقاء.

كل المؤرخين يجمعون إن النبي لما دخل الطائف خرج إليه سفهائها وصبيانها يلقفونه بالشكوك والحجارة حتى دميت رجلاه، فأقلب واستند إلى حائط ورفع يده إلى السماء وقال: اللهم أهدي قومي فإنهم لا يعلمون، المصطفى رمز الإنسانية بشهادة التاريخ. المصطفى رمز العفو ورمز التسامح ورمز الرحمة، بشهادة التاريخ.

عندما نريد ان نكون موضوعيين علينّا ان نركز على ما تفق عليه المؤرخون من هذه الصورة اللمعة للنبي الأعظم ، ربما يقول احد الباحثين القرآن الكريم هُو الذي صور النبي إنسان دموي عندما قال ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ وعندما يقول ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ولكن هذا غير صحيح القرآن أتى بآيات آخرى شرحت مضمون هذه الآيات القرآن يقول ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وقال القرآن الكريم ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ القرآن يقول ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ويقول ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ويقول القرآن الكريم ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّين وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تُوَلُّوهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ إذا الجهاد فِي القرآن مشروع دفاع وليس مشروع هجوم، الجهاد فِي الإسلام لحماية المُجتمع البشري من الفتنه وليس مشروع هجوي لذلك تعامل النبي مع اعداء الدين باللطف الرأفة والرحمة وهذا الخلق أمتد إلى أبناء النبي .

أبناء النبي جسدوا رحمة النبي الحُسين بن علي يوم عاشُوراء جسد رحمة جده المُصطفى  الإمام الحُسين ضل يعطفُ على القوم الذين يٌقاتلونه، ساقاهم الماء الذي هُو عنده وكانوا محتاجين إليه. بكاء عليهم وَ قال: أبكي على هؤلاء القوم يدخلون النّار بسبب قتلي، وعضهم وزجرهم إلى أخر لحضه لطفًا بهم ورحمة ولكنهم أرتكبوا مجزرة ومذبحة أعظم مذبحة ومجزرة في التاريخ الإسلامِي!!

ميثاق الامامة في آية الولاية