نص الشريط
الانتظار وارهاصات الظهور
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
التاريخ: 2/1/1434 هـ
مرات العرض: 3947
المدة: 01:03:23
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (6792) حجم الملف: 14.7 MB
تشغيل:


بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ

أمنا بالله صدق الله العلي العظيم

بعد تتابع الأحداث في العالم العربي تحدثت كثير من الأقلام على أن الربيع العربي الذي أسقط حكومات وأبرز صوت الشعوب هو من علامات وإرهاصات ظهور الإمام المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف» ولذلك أردنا أن نتناول في هذا الموضوع مسألة الانتظار وإرهاصات الظهور فهناك فرق بين إرهاصات الظهور وعلامات الظهور:

فإرهاصات الظهور: هي الأحداث التي تصب في صالح ظهور الإمام بمعنى أنها تمهد ولو عن بعد لقرب ظهور الإمام .

إما علامات الظهور: فهي الأحداث المقاربة زمناً لظهور الإمام المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف».

لاشك أن الأحداث العالمية تصب في إطار التمهيد لظهور المقدس فهي من إرهاصاته ولكن هل هي من علاماته أم لا؟! هل أن هذه الأحداث التي تقع في سوريا مثلا ً هي من العلامات المهيئة لظهور السفياني مثلاً والذي تحدثت الروايات الشريفة عن أن السفياني علامة واضحة من العلامات القريبة زمناً من ظهور المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف» أم لا؟!

وتناول هذا البحث يقتضي منا أن نتحدث في محاور ثلاثة:

المحور الأول: ما هو المنهج العلمي في التعامل مع الروايات التي تتكلم عن عصر الظهور وعلامات الظهور؟!

المنهج العلمي يرتكز على عدة عناصر:

العنصر الأول: عنصر السند:

لاحظوا يا أخوان في هذه الأيام ترى على الوات ساب أوالفيس بوك أو التويتر كثر من وسائل الاتصال ترى روايات تنسب إلى الأئمة الأطهار «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين» وبعض الروايات يبنى عليها مفاهيم وتأسس عليها قواعد مع أن من ينقل هذه الروايات لم يعتمد على ميزان علمي في تنقيح هذه الروايات لابد من الرجوع إلى أهل التخصص في فرز هذه الروايات وتنقيحها، لو وجدنا مثلاَ على صفحات الفيس بوك مثلاً معلومات طبية هل يمكن أن نعتمد عليها في تحديد الدواء أو تشخيص العلاج أو تحديد المرض؟!

لا يمكن ذلك إذا لابد أن نثبت أن هذه المعلومات صادرة عن شخص متخصص في مجال الطب كذلك الروايات التي تنقل ويبنى عليها مفاهيم وأدلة وأحياناً يعترض بعض من يكتب هذه الروايات على كلمات الفقهاء لأنها لا تنسجم مع الرواية التي هو قرأها والحال بأن هذه الأمور تحتاج إلى تخصص فلذلك العنصر الأول من عناصر قبول الرواية وتقويمها عنصر السند هل أن سند الرواية صحيح أم لا؟! هذه لا يعني أن الرواية التي لم يثبت صحة سندها لم تصدر من الإمام ربما صدرت من الإمام لكننا لا نستطيع العمل بها لأننا لا يمكننا أن عمل إلا بما هو علم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا فنحن مسئولون عن العمل بالعلم فما لم تكن الرواية علم لا يمكن العمل بها فما لم يثبت صحة سندها لا يمكن العمل بها وأن كانت صادرت في الواقع عن الإمام المعصوم.

إذن لابد من إحراز صحة السند هذا العنصر الأول أضرب لك مثال على ذلك: مثلاً عندما نأتي إلى هذه الرواية ما يرويه الشيخ الصدوق عن عمر أبن حنظله عن أبي عبدالله الإمام الصادق : قال ”قبل قيام القائم خمس علامات محتومات «يعني لابد أن تقع وليس فيها بداء» اليماني «يعني خروج اليماني» والسفياني «اليماني يخرج من اليمين والسفياني من الشام» والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء“.

هناك صحيحة أخرى تدعم هذه الرواية وهي صحيحة أبي حمزة الثمالي قلت لأبي عبدالله الصادق أن أبا جعفر «يعني الإمام الباقر» كان يقول خروج السفياني من الأمر المحتوم قال: نعم واختلاف ولد العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم من المحتوم فقلت: فكيف يكون النداء؟! «ما معنى الصيحة التي هي من علامات خروج القائم فكيف يكون النداء؟!» قال ينادي المنادي من السماء في أول النهار إلا أن الحق في علي وشيعته ثم ينادي إبليس لعنه الله في أخر النهار إلا أن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عن ذلك المبطلون"فهاتان الروايتان كل منهما لا تدل على الحصر بل كل منهما تتعرض لبعض العلامات المحتومات التي تقع في أخر الزمان.

نأتي إلى الراوية الأولى: وهي رواية عمر بن حنظله نقول هذه الرواية كيف نثبت أنها رواية صحيحة السند؟! حتى نعتمد عليها في أن هناك خمس علامات محتومات لا يقع فيها البداء اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء كيف نثبت صحة هذه الرواية؟!

أثبات صحة هذه الرواية يبتني على أن عمر أبن حنظله الذي روى هذه الرواية هل هو شخص ثقة أم ليس بثقة؟! السيد الخوئي «قدس سره» يقول لا هذه شخص مجهول لم تثبت وثاقته وعليه فهذه الرواية لا يمكن البناء عليها في المقابل السيد محمد باقر الصدر «قدس سره» يقول لا أنا عندي روايات أخرى مثلاً يزيد أبن خليفة سأل الإمام الصادق قال له: جاءنا عمر أبن حنظله عنك بوقت سأل الإمام الصادق عن عمر أبن حنظله هذه نحن لا نعلم أنه ثقة أم لا قال له: جاءنا عمر أبن حنظله عنك بوقت قال: إذن لا يكذب علينا فالسيد الصدر يقول ظاهرها أن الإمام جاء يوثق عمر أبن حنظله يقول هذا شخص لا يكذب علينا هذا يزيد أبن خليفة الذي روى هذه الرواية عن الصادق هل هو ثقة؟! يقول السيد الصدر: نعم هو ثقة لأنه صفوان أبن يحي روى عنه ومن روى عنه صفوان أبن يحي فهو ثقة لكن السيد الخوئي أصل هذه القاعدة من يروي عنه صفوان أبن يحي فهو ثقة أصل هذه القاعدة أيضاً لا يقبلها ويتأمل فيها هذا مثال إلى أن التخصص ضروري عنصر من عناصر قبول الرواية يحتاج إلى تخصص يحتاج إلى شخص مطلع على قواعد علم الرجال قادر على تقويمها نقداً أو قبولاً وقادر على تطبيقها على مواردها هذا العنصر الأول عنصر السند.

العنصر الثاني: عنصر المتن:

ماذا نقصد بالمتن؟! لاحظوا يا أخوان هذه الروايات الشريفة ظهرت في زمن ليس فيه مطابع حتى تطبع الروايات وتصل ألينا مضمونة إنما تداول الروايات في زمن الأئمة وما بعدهم كان عبر الاستنساخ كلاً ينسخ الكتاب من شخص أخر ومن الواضح أن الاستنساخ معرض لزيادة لنقيصة لتصحيف ربما يكون في الرواية زيادة ربما يكون فيها نقيصة ربما يكون فيها تصحيف بعمد من الناسخ أو بسهو منه فما العمل؟!

من هنا يبدل الفقيه المتخصص الجهد المضني في إحراز مادة الرواية ومتن الرواية حتى تعرف كيف الفقهاء يتعبون أنفسهم هذا الفقيه قد يضل ليالي فقط في رواية واحدة يجهد نفسه ليالي عديدة لضبط رواية واحدة ما هي مادتها؟! وما هو متنها؟! وكيف يكون خالص من الزيادة والنقص والتصحيف من هنا تكون مهمة الفقيه المتخصص مهمة عسيرة جداً من أجل إحراز متن هذه الرواية.

أضرب لك أنا مثال على ذلك في روايات علامات الظهور يذكر في كتاب الكافي الشيخ الكليني في الجز الأول عن الأصبغ أبن نباته قال أتيت أمير المؤمنين علي فوجدته متفكر ينكت في الأرض وهو يفكر فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكر تنكت في الأرض أرغبت منك فيها؟! فقال: لا والله لا رغبت فيها ولا في الدنيا يوماّ قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري «يعني من صلبي» يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هذه المولود الذي يكون من صلبي يكون الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماَ تكون له غيبة وحيرة يظل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون.

نأتي إلى هذه الكلمة «من ظهري الحادي عشر من ولدي» إذا قراناها بالياء إذن فعلاً الرواية فيها ياء يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي فالرواية متطابقة مع عقيدتنا لماذا؟! لأنه الحادي عشر من أولاد الإمام علي والذي هو من ظهره هو من؟! محمد أبن الحسين الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً تصبح الرواية متطابقة مع عقيدتنا، أما إذا قلنا الياء غير موجودة هذه زيادة غير موجودة في الرواية إذن ما هي الرواية؟! الرواية هكذا يكون من ظهر الحادي عشر وليس من ظهري أنا من ظهر الحادي عشر من ولدي يملأ الأرض يعني من يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ليس هو الحادي عشر وإنما مولود يكون من ظهره هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماُ وجوراً.

إذن أصبحت عندنا عقدية أخرى أن من يقوم بدور أقامت الدولة الإسلامية ليس هو المهدي وإنما مولود يخرج من ظهره هو الذي يقوم بهذا الدور وهذا يتنافى مع عقيدتنا حرف واحد فقط غير المعنى كلمة «ياء» حرف واحد موجود أو غير موجود في الرواية من ظهري الحادي عشر من ولدي أو من ظهر الحادي عشر من ولدي الياء تغير معني الرواية من هنا الفقيه المتخصص يبدل جهد كيف أنا أنقح الرواية؟! كيف أثبت أنا الرواية مشتملة على الياء أم غير مشتملة على الياء؟! يأتي الفقيه يقارن بين النسخ نسخ الرواية بعض نسخ الكافي فيها الياء كتاب الوافي أثبت الياء النعماني في «الغيبة» أثبت الياء الشيخ الصدوق في «كمال الدين» أثبت الياء أبو الصلاح الحلبي في «تقريب المعارف» أثبت الياء إذن عندنا عدة كتب معتمدة أثبت الياء في المقابل الشيخ الطوسي في كتاب «الغيبة» حذف الياء من ظهر الحادي عشر الشيخ المفيد في «الاختصاص» حذف الياء بعض نسخ الكافي بدون الياء هنا يقوم الفقيه بالمقارنة بين الطرفين النسخ التي أثبت الياء والنسخ التي حذفت الياء فيرجح النسخ الأولى يقول النسخ التي أثبت الياء أكثر والكتب التي تناولت أكثر اعتماد لذا العلماء بخلاف الكتب الذي حذفت الياء مثل كتاب «الاختصاص» للشيخ المفيد السيد الخوئي «قدس سره» في كتاب «معجم رجال الحديث» هذا كتاب جداً مهم لعالم التشيع كله علم الرجال الذي هو أهم العلوم في عملية تصحيح أسانيد الروايات ضمه هذا الكتاب «كتاب معجم رجال الحديث» في ثلاثة أو أربعة وعشرين مجلداً السيد الخوئي في كتاب «المعجم في رجال الحديث» يقول: لا أصلا يقول كتاب الاختصاص ليس ثابت أنه من الشيخ المفيد إنما هو كتاب منسوب إليه ولم تثبت صحة صدوره من الشيخ المفيد، إذن النسخ التي أثبت الياء أرجح من النسخ التي حذفت الياء فالرواية الصحيحة من ظهري وليس من ظهر الحادي عشر من ولدي هذا مثال للتخصص كيف يدخل التخصص في تقويم متن الرواية.

العنصر الثالث: عنصر الدلالة:

ما معنى الدلالة؟! ربما يقول لك شخص لا يحتاج نحن عرب والكلام عربي ولماذا هذه الوقعة؟! هذه الروايات كلام عربي صدر من أئمة عرب ونحن عرب فنفهم معانيها بلا حاجة إلى البحث وإلى التكلف وهذا غير صحيح، لماذا غير صحيح؟! علماء اللغة عندما ترجع إليهم يقولون النص كلما مر عليه الزمن يكتنفه الغموض النص لا يبقى على وضوحه كلما مر الزمن النص كلما مر عليه الزمن يكتنفه الغموض لماذا؟!

أنا الآن أتحدث معك صح في مكان أنت كيف تفهم كلامي؟! تفهم كلامي ليس باللغة نفهمه أيضاً بالإشارة بالقرائن إذن الكلام لا يفهم فقط بعامل اللغة حتى تقول والله أنا عربي وهذا كلام عربي الكلام لا، الكلام عندما يصدر تحفه به عوامل تساعد على وضوحه وتساعد على استظهار معناه من إشارات من قرائن حالية ارتكازيه فكلما مر الزمن صار النص أكثر غموض هذا الآن محاضرتي لو سمعها شخص بعد عشرين سنة يستطيع أن يفهمها مثل الشخص الذي جالس أمامي؟! طبعاً «لا» لماذا؟! النص أكتنفه الغموض بمرور الزمن «لماذا؟!» لأنه من يسمع هذه المحاضرة بعد عشرين سنة أو يجدها مكتوبة في كتاب يقول أحتمل أن الإشارات دخيلة في الفهم أحتمل أن هناك قرائن خفيت عليّ وأنا لا أعلم عنها.

إذن علم الدلالة ليس علم سهل يمكن شخص يقول أنا عربي وهذا كلام عربي وأفهمه علم الدلالة لا يرتكز على عامل اللغة وحدها بل يرتكز على عوامل أخرى من قرائن من إشارات خفية لأجل ذلك يبدل الفقهاء جهدهم المضني والمتعب وفي تنقيح دلالة النصوص ولهذا أسس علم الأصول وجزء من علم الأصول علم أصول الفقه يسمى «الأصول اللفظية» هذا الجزء يبحث علم الدلالة، كيف نتوصل لمعنى النص ونحرز أن هذا النص خالي من القرائن خالي من العوامل الأخرى التي تغير المفهوم من النص أو الظهور من النص، إذن احتجنا إلى التخصص بالنتيجة.

أضرب لك الآن مثال: يتعلق أيضاً بالمهدي المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف» السيد أبن طاووس من علمائنا الكبار في كتابة «جمال الأسبوع» هذا الكتاب في الأدعية والزيارات في هذا الكتاب «جمال الأسبوع» يقول يذكر سند صحيح طريق صحيح يقول في الدعاء لصاحب الأمر «عجل الله تعالى فرجه الشريف» كيف ندعو لأمامنا صاحب الأمر؟! من جملة الدعاء: ”اللهم وصلي على ولاة عهوده «معناه أن له ولاة عهود الإمام المهدي» وبلغهم أمالهم وزد في آجالهم“ ما معنى ولاة عهوده؟! من هم ولاة عهود الإمام المهدي؟! ”وصلي على ولاة عهوده وبلغهم أمالهم وزد في آجالهم“ من هم ولاة عهوده؟! هنا أتينا للبحث عن الدلالة للبحث عن المعنى خلصنا من البحث من السند البحث من المتن أتينا الآن إلى المعنى، ما معنى ولاة عهوده؟!

هنا معاني ثلاثة أمامنا:

المعنى الأول: ولاة عهوده هم أئمة يكونون من ذريته بعد هؤلاء الأئمة يعني راح يكون عندنا عدد الأئمة أكثر من أثنى عشر إمام لماذا؟! لأنه هناك أئمة بعد الإمام المهدي يكونون ولاة عهده ويكونون من ذريته إذن الأئمة لا يقف عددهم على ألاثني عشر الذي يقول بهذا المعنى ما هو مستنده؟! يقول مستندي أن في نسخه وفيه قرائه لهذا الكتاب «كتاب جمال الأسبوع» ذكر فيها السيد أبن طاووس أو نسب إلى السيد أبن طاووس أنه قال: «وصلي على ولاة عهوده والأئمة من ولده بعده» إذن يوجد أئمة من ولد الإمام ويكون من بعده فاعتمادا على هذه القراءة إذن الأئمة لا ينحصر عددهم بالأثني عشر، هذا المعنى الأول.

المعنى الثاني: نحن نقول «لا» هذا لا يفيد «لماذا؟!» لأنه هذه نسخة لجمال الأسبوع فيها هذه الإضافة لكن هذه النسخة ليست موثقة لماذا؟! لأنه السيد أبن طاووس عندما نقل هذا الدعاء نقله عن الشيخ أبي جعفر الطوسي وليس عن نفسه قال هذا الدعاء موجود في كتاب «المصباح» الشيح الطوسي عنده كتاب في الأدعية أسمه «مصباح المتهجد» السيد أبن طاووس في كتابه «جمال الأسبوع» ينقل الدعاء عن الشيخ الطوسي في كتابه «مصباح المتهجد» إذن المصدر هناك نرجع إلى المصدر الأصلي إذا رجعنا إلى المصدر الأصلي وهو «مصباح المتهجد» لشيخ الطوسي نجد أنه نقل هذا الدعاء بدون هذه الزيادة بدون هذه الجملة قال: ”وصلي على ولاة عهوده وبلغهم أمالهم زد في آجالهم“ من دون هذه الزيادة.

المعنى الثاني أن ولاة عهوده موجودين في زماننا هذه، كيف موجودين؟! البعض يتصور عندما نتحدث عن الإمام المهدي واحد مختبئ في مكان وينظر هنا وهناك وينتظر متى يأذن له الله ويخرج وهو مختبئ «لا» الإمام المهدي وهو غائب يقوم بأدوار خطيرة وعظيمة لحفظ الدين الإسلامي وليس هو مختبئ في مكان ويراقب الطريق من يمر وينظر متى يأتي الأمر «لا» الإمام وهو غائب يمارس دور الإمامة وهو أعظم الأدوار وأشدها خطورة إلا وهو حفظ الدين وحفظ هذا المذهب.

إذن هناك بعض علمائنا يقول الإمام المهدي له حكومة ضليه الآن موجودة تمتد على الأرض كلها وراء الحكومات التي نراها هناك حكومات ضليه الإمام المهدي وهذه الحكومة الضليه لها ولاة عهد منتشرون في الأرض كلها الإمام المهدي وهو غائب يدير حكومة يدير شبكة من الاتصالات ولاة عهوده يديرونها إنما هؤلاء لا يفصحون عن أنفسهم ولا يخبرون أحد عن أدوارهم أبداً هم يقومون بالدور من دون أن يعلم بهم أحد ومن دون أن يفصح لأحد وهذا المعنى موجود في بعض أدعية رجب إذا تقرأها «أعضاد وأوتاد وحفظة وذواد» من هم هؤلاء الأعضاد؟! من هم هؤلاء ألأوتاد من هم هؤلاء الأحفظه؟! من هم هؤلاء الذواد؟!

هم ولاة عهده والقائمون على أمره في عصر غيبته فإذن هذه الدعاء قاصدهم لا يتحدث عن زمان الظهور يتحدث عن زماننا الآن ”وصلي على ولاة عهوده «يعني الآن الموجودين» وزد في آجالهم وبلغهم أمالهم“ هذا المعنى الثاني.

المعنى الثالث: أن المراد بولاة عهوده هم الأئمة نفسهم أبائه الذين يرجعون في زمانه لماذا؟! لأنه عقيدة الرجعة تعني أن الأئمة يرجعون إلى الحياة مرة أخرى وهناك روايات كثيرة تدل على خروج الحسين من قبره ورجعته إلى الدنيا وأن الحسين يحكم بعد المهدي المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف» ولذلك أنت تقرأ في زيارة الجامعة ”مُؤْمِنٌ بِاِيابِكُمْ، مقر بِرَجْعَتِكُمْ“ هناك رجعة إذن ولاة عهوده هم الأئمة أنفسهم الأئمة الذي يخلفونه في الحكم بعد مقتله لأنه أيضاّ يقتل لا يوجد عند إمام يموت موتت عينه ”ما منا إلا مقتول أو مسموم“ أيضاً الإمام يقتل ويخلفه بعض ألائمه وفي الروايات يخلفه الإمام الحسين أبن علي سيد الشهداء في الحكم من بعده.

إذن بالنتيجة: لابد من دراسة دلالة النص لابد من دراسة معنى النص بناء على قرائن موضوعية يحددها من هو أهل لهذا الفن.

العنصر الرابع: عنصر الحجية: ما معنى عنصر الحجية؟! يعني هذه الرواية أثبتنا سندها أثبتنا متنها أثبتنا دلالتها لكن أليس لها معارض؟! لعلى لها رواية معارضة من هنا نحن ننصح الشباب لا تأخذ بأي رواية، أنت كيف تعرف أن هذه الرواية ليس لها معارض لعلى لها معارض في الروايات الأخرى من هنا أسس العلماء باب في في علم الأصول يسمى «تعارض الأدلة الشرعية» لذلك دراسة الروايات المعارضة وكيفية المقارنة بينها وترجيح بعضها على البعض الأخر إذن لابد أن تعلم أن هناك معارض أم لا وكيف تجمع بين المتعارضين أضرب لك مثال:

السفير الرابع للإمام المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف» هو: علي أبن محمد السمري وصل توقيع من الإمام المهدي إلى سفيره الرابع علي أبن محمد السمري ما هذا التوقيع؟! بسم الله الرحمن الرحيم يا علي أبن محمد السمري أعظم الله أجر أخوانك فيك فأنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فجمع أمرك ولا توصي لأحد من بعدك «يعني السفارة تنتهي بك لا يوجد سفير بعدك» ولا توصي لأحد يقوم مقامك من بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة ولا خروج إلا بأذن الله جل ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة إلا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني وقبل الصيحة فهو كذاب مفتري ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هذا نص واضح.

الشيخ الطوسي في الغيبة يرونه بسند متصل ويقول: روي عن الثقات من أصحابنا هذه الرواية والسيد الشهيد السيد محمد باقر الصدر يقول التواقيع التي صدرت عن المهدي المنتظر في عصر غيبته الصغرى قطعية يعني قطع علمائنا بصدورها عنه «عجل الله تعالى فرجه الشريف» طيب هذا الحديث أي شخص يأتي ويقول لك شاهدت الإمام يعتبر ماذا؟! كذاب مفتري في المقابل نجد لهذا الحديث معارض، كيف معارض؟!

نجد كثر ينقل عن العلماء أنهم رأوا الإمام الشيخ المجلسي صاحب البحار في الجزء الثالث عشر يروي عشرات الروايات عن من رأى الإمام المحدث النوري في كتابه «النجم الثاقب» يروي عشرات الروايات عن من رأى الإمام وكذلك صاحب كتاب «جنة المأوى» إذن كيف نوثق بين هذا الحديث الذي يقول من يدعي المشاهدة كذاب وبين هذه عشرات الروايات التي تقول فلان رأى الإمام فلان رأى الإمام فلان وفق لرؤية الإمام، كيف نجمع بين المتعارضين؟!

علمائنا يجمعون بين الطرفيين أصحاب التخصص يقولون اللقاء على قسمين: لقاء سفارة، ولقاء تسديد.

التوقيع الشريف يتحدث عن لقاء السفارة لأنه سياقه سياق خطاب لسفير من السفراء يقول: يا أيها السفير لا توصي لأحد من بعدك بالسفارة لأنه السفارة قد انتهت بك وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة «يعني من يدعي السفارة» فالمراد بالمشاهدة هنا ماذا؟! السفارة فمن أدعى المشاهدة يعني السفارة قبل خروج السفياني وقبل الصيحة فهو كذاب مفتري، إذن الحديث والتوقيع الشريف ناظر لمسألة السفارة.

إما ما حدث لعلمائنا كالشيخ المفيد عليه الرحمة الذي كتب إليه الإمام المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف» على بعض الروايات: ”أفد يا مفيد فأن أخطأت فعلينا التسديد“ هذا لقاء تسديد ليس لقاء سفارة لا يجوز لأحد من الشيعة لا عالم ولا جاهل ولا أكبر مرجع ولا أصغر إنسان أن يقول أنا سفير الإمام السفارة انتهت أي إنسان يأتينا يقول لنا أنا التقيت بالإمام وأعطاني أوامر أبلغها لكم هذا معناه ماذا؟! يدعي السفارة أي إنسان يدعي اللقاء تمهيداً لإبلاغ الأوامر إذن هو يدعي السفارة فهو كذاب مفتري، إما إذا إنسان لا شرفه الإمام بروية وجهه الشريف أو شرفه الإمام بهداية لبعض الأمور الخاصة هذا يسمى «لقاء تسديد» وليس سفارة وهذا ليس ممنوع كما تشهد به عشرات الروايات عن بعض علمائنا الأبرار، انتهينا صحيح أنا أطلت عليكم في المحور الأول لكن كان لابد من بيان عناصر المنهج العلمي في التعامل مع الروايات التي تتحدث عن الظهور الشريف وعلامات الظهور الشريف.

المحور الثاني: الاتجاهات التي تعاملت مع روايات علامات الظهور:

الاتجاه الأول: اتجاه التأويل: يعني تأويل الروايات بمعنى غير ظاهر منها مثلاً من باب المثال أذكر إذا راجعت إلى كتاب «الغيبة الكبرى» صفحة 517 يتحدث عن الدجال الروايات ذكرت الدجال، الدجال رجل عينه اليمنى ممسوحة طوله كذا عرضه كذا روايات تحدثت عن الدجال ظاهر هذه الروايات أن الدجال رجل إنسان بينما المرحوم الصدر في كتابه «الغيبة الكبرى» يقول: ومفهوم الدجال شامل للحضارات المادية على مدى التاريخ لا خصوص حضارتنا المعاصرة يعني يئول الدجال لماذا؟! بالاستعمار أو بالحضارات الغربية المادية وليس الدجال كما هو ظاهر الروايات رجل بأوصاف معينة هذا تأويل والتأويل يحتاج إلى دليل.

أو تأتي مثلاً إلى شاهد أخر في الروايات الشريفة من علامات الظهور نار تخرج من الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصره، في أين بصرة؟! في سوريا يعني هذه النار تخرج من الحجاز ويصل أثرها إلى سوريا ظاهرها أنها نار بركان لكن ظاهر الرواية أنه نار يصل أثرها إلى بصره الشام، المرحوم الصدر أيضاً في كتابة «تاريخ الغيبة الكبرى» صفحة491 قال: «أن المضنون أن يرد به «يعني بالنار» ظهور المهدي نفسه يعني النار هي الإمام المهدي فأنه يظهر في أرض الحجاز» كما دلت عليه الروايات هذا تأويل ظاهر الروايات أنه نار التأويل يحتاج إلى قرينة واضحة وإلا فلا يفار إلى التأويل هذا منهج.

المنهج الثاني: التوقيت، الآن أنت ترى في الفيس بوك يقول لك الإمام يخرج سنة 2040 ميلادي وتوقيت ثاني الإمام يخرج 1460 للهجرة باقي كم؟! 26 سنة هل هذا التوقيت صحيح؟! ما هو الدليل عليه ما هو الدليل على هذا التوقيت؟! ما هو المستند لهذا التوقيت؟!

هذا التوقيت منهي عنه في الروايات الشريفة أقرأ لك هذه الرواية عن كرام عن الفضيل ذكره الشيخ الطوسي في الغيبة سألت أبا جعفر هل لهذا الأمر وقت؟! قال: كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون.

رواية أخرى يذكرها الشيخ الطوسي في «الغيبة» عن عبد الرحمن أبن كثير قال كنت عند أبي عبدالله الصادق إذ دخل عليه مهزم الأسدي قال: أخبرني متى هذا الأمر الذي تنتظرونه فقد طال فقال: يا مهزم: كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون وإلينا يصيرون" توقيت منهي عنه.

الاتجاه الثالث: هو الإسقاط، ما معنى الإسقاط؟! نلاحظ بعض الباحثين يسقط الواقع على الروايات وهذا الذي يحدث هذه الأيام من تسمع أحد يتحدث عن أحداث سوريا قال هذه أحداث سوريا هي البداية هذا الأسد سوف يسقط وسوف يأتي بعد الأسد السفياني وسوف يخرج السفياني بجيش من سوريا إلى العراق وسوف يصطدم مع العراقيين ما هو الدليل؟! هذا إسقاط، إسقاط الواقع على الروايات هذا اتجاه تعامل به بعض الباحثين مع الروايات الشريفة وهذا الإسقاط يحتاج إلى دليل يحتاج إلى مسند علمي، أذكر لك أمثلة:

مثلاً نلاحظ أن السيد نعمة الله الجزائري وهو من علمائنا الكبار لكنه السيد نعمة الله الجزائري في كتابه «الأنوار النعمانيه» في الجزء الثاني فسر الروايات السود تخرج روايات سود من المشرق أو من خرسان وتصل الكوفة ويسلمون البيعة للمهدي المنتظر «عجل الله فرجه الشريف» ما هي الروايات السود؟!

يأتي هذا في الأنوار النعمانية السيد نعمة الله الجزائري يقول الرايات السود الدولة الصفوية لأنه كانت الدولة الصفوية معاصره له هو عاش في زمن الدولة الصفوية ورآها دولة شيعيه قال إذن هي الرايات السود التي تخرج من المشرق ومن خراسان وتصل إلى الكوفة هي الدولة الصفوية وهي التي تتصل بظهور الإمام المهدي المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف» بعد ذلك السيد توفى والدولة الصفوية سقطت كل شيء لم يحدث هذا من إسقاط الواقع على النصوص.

أضرب لك مثال أخر: الشيخ المجلسي صاحب «البحار» في الجزء 52 عندنا أيضاُ من الروايات من روايات علامات الظهور تخلع العرب أعنتها، ما معنى تخلع العرب أعنتها؟! يعني تخلع العرب حكامها تخلع العرب أعنتها هذا من علامات الظهور الشيخ المجلسي لما وصل إلى هذه الرواية فسرها بسقوط الدولة العباسية قال هذا هو معنى تخلع العرب أعنتها وأعتبر ذلك ماذا؟! علامة من علامات الظهور هذا كله إسقاط على الروايات يحتاج إلى مستند أيضاً نحن رئينا في النت وصلنا على الواتس اب رواية تروى عن كتاب المفاجئة إلى محمد داوود ما هذه الرواية؟!

من ألغاز الأطفال: أمير أو حاكم قلبه حسن ورأسه محمد يغير أو يخير أسم جدة إذا ظهر فأن المهدي سيطرق أبوابكم يعني هذا الإنسان إذا يصير المهدي سيطرق أبوابكم أتى التفسير هذا محمد حسن مبارك لأنه قال قلبه حسن يعني وسط الاسم وسط أسمه حسني ورأسه محمد يعني أول الاسم أسمه محمد ويخير أسم جده يعني فيه خير وهو مبارك يعني هذا محمد حسني مبارك وحيث أنه سقط ابشروا بالمهدي فأنه سيطرق أبوابكم وهذا من إسقاط الواقع على النص وكل ذلك يحتاج إلى مستند ودليل إذن لابد لنا من السير على المنهج العلمي في تميز هذه النصوص وليس بمثل هذه الاتجاهات.

المحور الأخير: أبعاد الانتظار.

دورنا في عصر الغيبة دور الانتظار ورد عن النبي محمد : ”أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج“ والانتظار له أبعاد نذكر منها ثلاثة:

البعد الأول: الثبات على العقيدة:

كثير منا مع الأسف يتعترض لمضايقات مادية يضطر للتنازل عن عقيدته قليلاَ لمضايقات اجتماعية يضطر يتنازل عن عقيدته «لا» مهما تعرضت لظروف مادية صعبة أو لظروف اجتماعية صعبة مهما تعرض الإنسان المسلم للأعاصير ومهما أحتاج للغنى أو إلى المنصب أو أحتاج إلى أي موقع اجتماعي فلا يكون ذلك على حساب العقيدة الثبات على العقيدة بعد من أبعاد الانتظار الثبات على الإيمان بإمامة أمير المؤمنين علي الإيمان بولايتهم والبراءة من أعدائهم ثبات على العقيدة لا يتزلزل ولا يتغير.

أقرأ لك هذه الرواية التي تبشر الثابتين يذكر النعماني في الغيبة عن أبي بصير عن الإمام الصادق ألا أخبركم بما لا يقبل الله عز وجل عمل إلا به فقلت: بلى فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله والإقرار بما أمر الله والولاية لنا والبراءة من أعدائنا والتسليم والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم «عجل الله فرجه» أنا لنا دولة يجيء بها الله إذا شاء من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فأن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه»

البعد الثاني: البصيرة:

لابد أن تكون عقائدنا واضحة عن بصيرة نحن أن اعتقدنا بإمامة أمير المؤمنين لأنه إمامته ثبتت بالأدلة القطعية فنحن في عقيدتنا على بصيرة القرآن الكريم يقول: ﴿قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي المطلوب في المسلم أن يكون معتقده على بصيرة يعني عن وضوح وعن براهين قطعية واضحة لذلك عقيدتنا في المهدي بصيرة لأنها تستند إلى أدلة قطعية واضحة فلا نسمع إلى أي تيار ولا أي جهة وإلى لا أي خط ولا أي فكرة لا تستند إلى أدلة قطعية واضحة لأنه الاستناد إليها سوف لن يكون عن بصيرة المطلوب منا العمل بالبصيرة ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ.

أقرأ لك رواية ترتبط بالبصيرة عن المفضل أبن عمر سمعت أبا عبدالله يقول: ”إياكم والتنويه أما والله ليغيبنا أمامكم سنين من دهركم وليمحصنا حتى يقال مات أو هلك“ الناس مع مرور الزمن سوف تتخلى عن العقيدة تقول لك كافي لو هو موجود لخرج ”مات أو هلك في أي واد سلك فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب الله في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ولترفعنا أثنى عشر راية مشتبهة فلا يدري أي من أين“ قبل خروجك سوف تخرج أثنى عشر راية وكل واحدة تقول أنا المهدي ”فبكيت المفضل يقول أبن عمر يقول فبكيت فقلت: فكيف نصنع؟! فقال: يا عبدالله ونظر إلى الشمس وهي تدخل قال: أترى هذه الشمس قلت: نعم قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس“ بمعنى أن المهدي ليس لغز ولا مبهم ولا حيرة المهدي عندما يخرج يخرج بأدلة قاطعة واضحة لا تخفى على أحد ولا يشتبه فيها أحد ”فأمره أبين من الشمس“.

البعد الثالث: طلب الرقيقة:

كيف طلب الرقيقة؟! هناك كلمة عند علماء العرفان يقولون ليس من طلب الطريقة كمن طلب الحقيقة وليس من طلب الحقيقة كمن طلب رقيقة الحقيقة هذه درجات يأتي إنسان تقول له أنت كيف تصلي؟! يقول لك أنا أصلي أقرأ الفاتحة بقراءة تجويدية ممتازة وأركع ركوع متقن وأسجد سجود متقن هذا يطلب ماذا؟! يطلب الطريقة يسموها الطريقة طلب الطريقة يعني أن تصلي صلاة متقنة هذا مطلوب ولكن ليس هو المطلوب وحده وهناك من يطلب الحقيقة يقول لك أنا ليس فقط أصلي صلاة متقنة أنا اصلي عن حضور والتفات ولا يكون ذهني شارد اثناء الصلاة فأنا طلبت الطريقة وطلبت الحقيقة حقيقة الصلاة وهناك شخص ثالث يقول لا أنا مضاف للطريقة والحقيقة طلبت الرقيقة أي صليت عن خشوع ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ «1» الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ فهناك طريقة وحقيقة ورقيقة الحقيقة أيضاً علاقتنا بالإمام المهدي هكذا هناك من يتعلق بعلامات الإمام ما هي علامات الإمام؟! ما هو شكل الإمام؟! ما هو لون بشرة الإمام؟! ما هو الثوب الذي يلبسه الإمام؟! هذا كله تركيز على الطريقة تركيز على العلامات هذا مطلوب ولكن ليس هو المطلوب وحده.

وهناك من يركز على الحقيقة يقول أنا أريد أن يكون بيني وبين الإمام علاقة قلبية أصلي اهدي الصلاة للإمام أتصدق أهدي الصدقة للإمام أحج أهدي ثواب الحج للإمام لتتكون علاقة قلبية وجدانية بيني وبين الإمام هذا طلب الحقيقة وهناك شخص أعلى من ذلك يقول أنا أطلب رقيقة الحقيقة يعني أطلب أن أكون تحت رضا الإمام أن أكون مرضي عند الإمام أنا ليس فقط أركز على علامات الظهور ليس فقط أركز على العلاقة القلبية مع الإمام بل أركز على أن أكون شخص مرضي عند الإمام شخص سائر على خطى الإمام شخص سائر على هدي الإمام نفسه فأنا من يطلب رقيقة الحقيقة وهذا هو الانتظار الحقيقي سيدي

مات التصبر في انتظارك

فانهض فما أبقى iiالتحمل

كم    ذا   القعود   iiودينك

تنعى    الفروع   iiاصوله





 
أيها    المحي   iiالشريعة

غير    أحشاء   iiجزوعه

هدمت   قواعده  الرفيعه

وأصوله   تنعى  iiفروعه

المجتمع الرشيد وصناعة الرؤية
ميثاق الامامة في آية الولاية