نص الشريط
النبوة الخاتمة
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
المكان: حسينية الشخص بالقارة
التاريخ: 14/1/1434 هـ
مرات العرض: 3128
المدة: 00:47:25
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (1792) حجم الملف: 11 MB
تشغيل:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ

صدق الله العلي العظيم

الآية المباركة ترشد إلى خاتميه النبوة، وخاتميه النبوة تستلزم خاتميه الرسالة لأنه الرسالة متفرعة على النبوة فكل رسول هو نبي وأن لم يكن كل نبي رسول فالنبي من يوحي إليه والرسول من يضاف إلى منصب الوحي منصب الدعوة ومنصب حمل الرسالة إلى قومه فبما أن الرسالة متفرعة على النبوة، إذن من يكون خاتم الأنبياء فلا محال يكون خاتم الرسل، لكن ما معنى خاتميه النبوة؟! فعندما يقال بأن النبي هو خاتم الأنبياء، ما معنى خاتم الأنبياء؟!

بعض الباحثين من الشيعة الامامية حلل معنى الخاتميه وقال بأن خاتميه النبوة لذا الفكر الإمامي يختلف معناها عن خاتميه النبوة لذا المذاهب الإسلامية الأخرى فالفكر الإمامي يفسر خاتميه النبوة بمعنى المذاهب والمدارس الإسلامية الأخرى تفسر الخاتميه بمعنى أخر، كيف؟!

يتضح هذا بذكر بأمرين:

الأمر الأول: ما معنى خاتميه النبوة؟!

خاتميه النبوة بنظر هذا الباحث: هي عبارة عن ارتفاع سلطنة الوحي على العقل الدين إنما شرع وإنما نزل من أجل استقرار الحياة وتنمية الحياة وهذا من نفهمه من الآيات القرآنية مثلاً قوله عز وجل: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ فالهدف إقامة القسط الذي يعني استقرار الحياة لأنه استقرار المجتمع يتوقف على إقامة العدالة على إقامة القسط، وقوله تعالى: ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ نستفيد منها أن الرسالة دعوة للحياة الرسالة ليست دعوة للعبادة فقط إنما هي دعوة للحياة ﴿إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ.

من خلال هاتين الآيتين ندرك أن الهدف من الدين استقرار الحياة وتنمية الحياة ﴿إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ بما أن الهدف من الدين هو الحياة فما هو الطريق الذي إذا سلكناه استطعنا أن نميز الآليات والطرق والبرامج التي تحفظ لنا الحياة وتتكفل لنا تنمية الحياة أمامنا طريقان:

الطريق الأول: أما الوحي.

الطريق الثاني: أما العقل.

العقل والوحي طرق كلنا من الطريقين يرشدنا إلى الآليات التي بها تنحفظ الحياة وبها يمكن تأمين تنمية الحياة فمادام الطريق الأول قائم ألا وهو طريق الوحي لا تصل النوبة إلى الطريق الثاني إلا وهو طريق العقل باعتبار أن طريق الوحي طريق صائب فمادام الوح يتكلم ويرشدنا إلى الآليات والقوانين والتشريعات التي تضمن لنا هذا الهدف وهو حفظ الحياة فالعقل صامت فإذا أنقضى دور الوحي جاء دور العقل.

إذن خاتميه النبوة معناها: انقضاء دور الوحي وابتداء دور العقل أن دور الوحي قد وقف على منتهى معين وبدأ دور المخزون الإنساني المخزون التجريبي الإنساني يمارس دوره ليصل إلى الآليات والبرامج التي من خلالها يحفظ الحياة واستقرارها ونموها، هذا هو معنى خاتميه النبوة.

الأمر الثاني: الفكر الإمامي يحمل في طياته نوع من التناقض والتعارض بحسب فكر هذا الباحث يعني الفكر الإمامي يؤمن بعقيدتين متعارضتين لا تجتمعان يؤمن بأن النبي محمد هو خاتم الأنبياء ويؤمن في نفس الوقت أن الأئمة المعصومين منذ الإمام علي وحتى الإمام المهدي «عجل الله فرجه الشريف» لديهم علم لدوني بالتشريع هاتان العقيدتان لا تجتمعان لماذا؟!

لأننا عندما نقول بأن النبي خاتم الأنبياء فمعنى الخاتمية أن لا علم بالتشريع بعده ختم العلم به معنى أن النبي خاتم الانبياء يعني أنقضى دور الوحي وجاء دور العقل، إذن لا يوجد علم بالتشريع بعد النبي فليس بعده إلا دور العقول من خلال الاجتهاد والظنون والوسائل الإنسانية المختلفة وفي نفس الوقت نعتقد أن علم الأئمة بالتشريع هو «علم لدوني» أي أن الله تبارك وتعالى أفاض على قلوبهم العلم بالتشريع أفاض على قلوبهم العلم بأسرار السماء، إذن إذا كان الأئمة يعلمون بأسرار السماء «علم لدني» فلم ينختم العلم بالنبي ولم ينتهي العلم بالتشريع بموت النبي وهذا يعني أنه ليس النبي خاتم الانبياء.

وببيان أوضح أذكر أمرين:

الأمر الأول: أن الفكر الإمامي يعتقد أن علي شريك النبي ولذلك ينقل عن الإمام علي أقوال تدل على شراكة الإمام علي يتحدث عن نفسه ”وكنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أُمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل وكان يرفع لي في كل يوم علم من أخلاقه ويؤمرني بالإقتداء به وكنت أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة ولقد سمعت رنة الشيطان فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة؟! قال أن هذا الشيطان يئس من عبادة أنك لتسمع ما أسمع وترى ما أرى غير أنك لست بنبي وقال له أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل“ فإذا كان علي شريك للنبي يسمع ما يسمع ويرى ما يرى لم يبقى فرق بين النبي وعلي.

كيف يمكن الجمع بين كون النبي خاتم الانبياء وبين اعتبار الإمام علي شريك مع النبي يسمع ما يسمع ويرى ما يرى كيف يمكن الجمع بين هذين المعتقدين بين هذين الفكريين؟! معنى أن النبي خاتم الانبياء يعني أن العلم بالتشريع منحصر به وحده وغيره يتعلم منه معنى أن الإمام علي يسمع ما يسمع النبي ويرى ما يرى النبي شريك في العلم الدني بالوحي فلم يبقى فرق بين النبي وعلي من هذه الجهة.

الأمر الثاني: أن علم الائمة علم لدني كما في بعض الروايات ”نعلم ما كان وما يكون وما هو كائن“ فإذا كان لديهم علم لدني يعني مفاض من قبل الله تعالى على قلوبهم أي فرق بينهم وبين جدهم! إلا في سبب العلم ومنشئ العلم ليس إلا لديهم علم ولديه علم إنما منشئ علمه هو اتصال جبرائيل به ومنشئ علمهم أفاضة الله هذا العلم على نفوسهم الطاهرة فلم يبقى فرق إلا في منشئ العلم ليس إلا، والفرق في منشئ العلم ليس ذا قيمة حتى يقال بأن النبي خاتم الأنبياء والأئمة أئمة من بعده لا يجتمعان.

معنى أنه خاتم الأنبياء: أنه لديه علم التشريع وحده، ومعنى أنهم أئمة يعني لم ينحصر علم التشريع بجدهم النبي ، إذن الفكر الإمامي يحمل في طياته نوع من التعارض والتناقض وبالتالي علاج هذا التعارض أن يقال أن خاتميه النبوة لذا الفكر الإمامي بمعنى غير خاتميه النبوة لذا المذاهب الأخرى، المذاهب الأخرى تؤمن إلا علم بعد النبي وأن ما عند الصحابه كله اجتهاد وظنون ونقل ليس إلا وبالتالي فهي تؤمن بخاتميه النبوة بالمعنى المعروف.

إما لذا الإماميه فمادام علم التشريع متواصل وممتد إلى يوم غيبة الإمام المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف» إذن ليس معنى خاتميه النبوة إلا أن النبي هو الأول ومن بعده من الائمة جاء بعده وإلا فهم في علم التشريع والإحاطة بأسرار التشريع على حدا سواء، هذه هي الفكرة التي يطرحها بعض الباحثين الشيعه.

نحن عندنا عدة ملاحظات على هذه الفكرة:

الملاحظة الأولى: معنى الخاتميه: هو الكمال والتمام، عندما يقال هذا خاتم الأشياء يعني أكملها وأتمها الخاتمية بمعنى الكمال والتمام وقد تكون الخاتمية وصف للدين وقد تكون الخاتمية وصف للنبي تارة نقول الدين هو الخاتم الشريعة الإسلامية خاتمة الشرائع يعني أن الشريعة الإسلامية أكمل الشرائع لأنها استوعبت الإنسان، استوعبت الإنسان حضارة وثقافة نفسا سلوكاً الدين الذي أستوعب كل تفاصيل الإنسان وكل مناح الإسلام فهو أكمل الأديان أكمل الشرائع هذا معنى الخاتمية خاتميه الشريعة، وأحياناً تكون الخاتميه وصف للنبي، النبي خاتم الأنبياء يعني ماذا؟!

يعني هو أكمل البشرية من حيث المعرفة بأسرار السماء لا يوجد بشر أعرف بأسرار السماء مثل النبي محمد أبن عبدالله ولأنه الأكمل والأعرف بالأسرار أصبح خاتم الأنبياء ولذالك جعلت للنبي ولاية على التشريع قد يستغرب الإنسان كيف النبي له ولاية على التشريع باعتبار أن نفسه القدسية أحاطت بالأسرار أسرار السماء فلا يصدر عنها تشريع إلا وهو متطابق مع تلك الأسرار الواقعية لذلك عندنا في الروايات الشريفه ”أن الله فرض الصلاة ركعتين وزادها رسول الله ركعتين فما سنه رسول الله يسقط في السفر وما فرضه الله يبقى في الحضر والسفر وفرض الله الزكاة وسنها رسول الله في تسعة أشياء وحرم الله الخمر بعينه وحرم رسول الله كل مسكر فأجاز الله له ذلك كله“ ولاية النبي على التشريع ترجع إلى أن هذه النفس وهبت الإحاطة التامة بأسرار السماء بأسرار التشريع ولذلك كان هو خاتم الانبياء، لكن هناك فرق بين خاتميه الشريعة وخاتميه العلم بالشريعة، شريعة النبي خاتمة الشرائع يعني أكملها النبي خاتم الأنبياء يعني أكملهم لا خلاف في ذلك، لكن هل العلم بالتشريع أختتم بالنبي أم لا؟! هذا بحث أخر ليس له علاقة بخاتميه الشريعة.

خاتميه الشريعة يعني اكتمالها الشريعة اكتملت خاتميه النبي يعني هو الأكمل ولكن مع ذلك لو قلنا أن العلم بهذه الشريعة الكماله لم ينحصر بالنبي بل أمتد العلم بها إلى حفظتها من محمد وآل محمد فهذا لا يتنافى مع الاعتقاد بخاتميه النبوة كما ورد عن الإمام علي : ”نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتي البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمى سارقاً“ لا منافاة بين أمرين بين خاتميه الشريعة هناك شريعة متكاملة نزلت على النبي المصطفى وبين أدوات العلم بهذه الشريعة هي شريعة متكاملة وهي خاتمة الشرائع لكن كيف نعلم بها؟! كيف نصل إليها؟!

أدوات العلم بهذه الشريعة خطاب النبي خطاب علي خطاب بقية الأئمة فالعلم بالتشريع لم يختتم بالنبي وأن كان التشريع قد تكامل وتم منذ زمان النبي المصطفى محمد ، إذن هناك نوع من عدم التدقيق بين خاتميه الشريعة وخاتميه العلم بالشريعة.

الملاحظة الثانية: ما يظهر من الروايات أن علم الأئمة بالتشريع علم اكتسابي مثلاً: عندما نلاحظ هذه الروايات كما ورد عن الصادق : ”لو كنا نفتي الناس برئينا وهوانا لكنا من الهالكين إنما هي علوم نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم لا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا وسنة نبينا فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عز وجل وقال رسول الله “.

أيضاً إذا لاحظنا هذه الرواية الصحيحة عن الإمام الصادق : ”قيل أن عندنا الجامعة وقيل وما الجامعة قال: كتاب بإملاء رسول الله وخط علي أبن أبي طالب فيه كل ما يحتاجه الناس من حلال وحرام حتى أرش الخدش إلى يوم القيامة“ يعني علم التشريع كان متناقل بينهم علم التشريع كان منحفظ بينهم "كابراً عن كابر وإنما هي أصول علم نتوارثها كابر عن كابر عن محمد رسول الله .

إذن علمهم بالتشريع هو علم وليس ظن ما صدر عنهم من تشريعات ليس اجتهاد ولا ظن ولا اعتماد على التخرص والتخمين هو علم قطعي إلا أن هذا العلم القطعي علم متناقل متوارث كابراً عن كابر من أولهم إلى اخراهم محمد المهدي «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين» فلا تنافي إطلاقاً بين الاعتقاد بخاتميه النبي وإن لا وحي بعده وأنه أكمل البشرية من حيث الإحاطة بأسرار السماء وبين الاعتقاد بأن لذا الأئمة الطاهرين علم بالتشريع إلا أنه علم متوارث كابراً عن كابر.

الملاحظة الثالثة: تفترض كما يذهب إليه بعض علمائنا أن المستفاد من قوله ”لدينا علم ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة“ المستفاد من هذه الرواية أن علم الأئمة علم لدني يعني لم يكتسب علمهم بالتشريع علم لدني مفاض عليهم من قبل الله عز وجل وليس علم متوارث كابراً عن كابر علمهم علم لدني، بناء على هذا المعتقد كيف نوفق بين علمهم وبين الاعتقاد بخاتميه النبوة للنبي التوفيق بلحاظ المبدئية، كيف بلحاظ المبدائية؟!

أشرح لك هذا المعنى: النبي المصطفى لم تبدأ حياته عندما ولد على الأرض «لا» النبي المصطفى نور تجلى في عوالم متعددة إلى أن وصل إلى عالم المادة أول نور تجلى به الله عز وجل نور محمد أول ما خلق الله نوري هذا النور مر بالعوالم عندنا عالم الجبروت يعني عالم العقول عندنا عالم الملكوت يعني عالم النفوس عندنا عالم الناسوت يعني عالم المادة هذا النور تجلى بالعوالم كلها وفي كل عالم يتجلى بصورة هو في عالم العقول أكمل العقول وهو في عالم النفوس أكمل النفوس وهو في عالم المادة أكمل بشر يمشي على الأرض فهناك عوالم تنقل فيها ”لم يزل الله ينقلني من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرين إلى أن أخرجني إلى عالمك هذا لم يدنسني دنس الجاهليه“.

الرسول في هذا العوالم كلها كيف كانت علاقة بالوحي؟! هل الوحي بدأ عندما كان الرسول بشر يعني عندما كان الرسول مادة «لا» القرآن لم يبدأ بنزول جبرائيل من السماء نزول جبرائيل من السماء محطة من محطات الوحي والوحي سابق على ذلك نزول جبرائيل من السماء محطة أخيره من محطات الوحي كيف؟!

هذا القرآن نفسه قبل أن يكون لفظ كان نور ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ «77» فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ «78» لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ هذا القرآن أيضاً كان نور هذا القرآن أيضاً مر بعوالم كما أن نور النبي مر بعوالم هذا القرآن نفسه أيضاً مر بعوالم هذا القرآن كان نور وكان تجلي لله تبارك وتعالى إلى أن جاءت محطة عالم المادة نزل إلى عالم المادة لفظاً ولذلك القرآن يعبر بدقة: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ «193» عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ «194» بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ الآن أصبح ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ كان نور وتجلي الآن أصبح ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ فالقرآن تنقل من صورة إلى صورة: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ «193» عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ «194» بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وقال في آية أخرى: ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ القرآن عندك لا تعجل به وقال في آية أخرى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ «16» إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ «17» فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ «18» ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ.

إذن النبي نور تنقل في عوالم والقرآن نور تنقل في عوالم لم يمر عالم على النبي إلا وهو معدن للوحي في كل العوالم التي مر بها نور النبي كان في كلها معدن لنور الوحي كان في كلها موئل لنور الوحي فهناك تقارن بين النبي والوحي بين نور النبي ونور القرآن في هذه العوالم كلها، وبالتالي الفرق بين علي والنبي نحن الأمامية لا نأتي وتقول أن الإمام علي شريك النبي نحن أتينا نقول أكثر نحن أتينا نقول علي نفس النبي نحن أتينا نقول أتباع للآية المباركة ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ الإمام أمير المؤمنين نفس النبي نفسه.

إذن إذا كنا نعتقد أنه نفسه أي فرق بقي؟! كيف هو خاتم الأنبياء وهذا أول الأوصياء؟! «لا» الفرق هو هذا، الفرق أن هذا وأن كان نفسه في الفضائل والدرجات والمراتب إلا أن النبي أكمل منه لأجل أن موئل الوحي ومعدن الوحي في جميع العوالم كلها هو قلب النبي محمد ونور الوحي في هذه العوالم كلها كان موطنه قلب النبي معدنه قلب النبي محله قلب النبي وهذا النور إنما أنتقل إلى قلب علي وذهن علي ومفتاحه محمد .

فلنفترض أن العلم كما يقول به الكثير من علمائنا «رضوان الله عليهم» فلنفترض أن علم الإمام علي وعلم النبي «هو علم لدني» مفاض من قبل الله الإمام علي أفيض عليه العلم بالتشريع من قبل الله لنفترض ذلك إلا أن هذه الإفاضة مفاتحها قلب النبي أفيض عليه من نفس رسول الله ومن قلب رسول الله ولذلك قال: ”أنا مدينة العلم وعلي بابها“ ولذلك قال: ”علمني رسول الله ألف باب من ألف باب من العلم في كل باب يفتح ليّ ألف باب من العلم“

إذن هناك اقتران بين نور الوحي ونور النبي بين نور القرآن وبين نور المعصوم ولأجل ذلك لا منافاة أبداً بين الاعتقاد بأن علم الأئمة «علم لدني» وبين الاعتقاد بأن النبي خاتم الانبياء فأن خاتميه النبوة تعني أن هذا الشخص أكمل البشر في معرفة بأسرار السماء وأن هذه النفس القدسية حملت الوحي في جميع العوالم كلها وأن نور التشريع أنتقل إلى الأنفس الطاهرة من الأئمة المعصومين من هذا النبع ومن هذا المدد إلا وهو نفس النبي فلا منافاة بين الاعتقادين أبداً.

وهذا التقارن بين نور العصمة ونور الوحي لم يأتي فقط في الدنيا يعني البعض منا قد يتصور معنى حديث الثقلين هو هذا ”أني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي وقد نبئني اللطيف الخبير بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض“ البعض من يسمع هذا الحديث يضن أن الاقتران أبصبح مقترن فقط في هذا العالم في عالمنا هذا في عالم الدنيا أقترن القرآن بالعترة وسيبقيان مقترنين إلى أن تقوم الساعة «لا» اقتران القرآن بالعترة ليس في عالم الدنيا فقط بل هو انعاكس لعوالم سابقة كانا متقارنين في عوالم سابقة فأصبح متقارنيين في هذا العالم واقترانهما في هذا العالم انعكاس لقترانهما في عوالم سابقة فذلك لا ينفك القرآن عن العترة أبداً.

ساووا كتاب الله إلا انه هو   صامت وهم الكتاب الناطق

القرآن لا ينفك عنهم وهم لا ينفكون عن القرآن كلامهم القرآن وكلام القرآن هم لا ينفك أحدهما عن الآخر لكم يرى رسول الله منفصل عن القرآن لحظة ولم يرى القرآن منفصل عنه لحظة ولم ينفصل عن علي ولم ينفصل علي عنه ولذلك تجد من شدة علاقتهم بالقرآن وشدة ارتباطهم الوثيق بالقرآن أن أحدهما يقرأ القرآن وهو رأس مفصول عن الجسد....

وصلى الله على محمد وآل محمد

معالم الشخصية المؤمنة
الفلسفة وآفاق المعرفة