نص الشريط
ليلة 21
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
المكان: مسجد الرسول الأعظم - مطرح
التاريخ: 21/2/1434 هـ
مرات العرض: 2876
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (948)
تشغيل:


بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ

صدق الله العلي العظيم

انطلاقُا من الآية المباركة، نتحدث في محاور ثلاثة:

المحور الأول: في معنى القداسة وما يرتبط بروح القدس.

القداسة هي الحرمة، الشيء الذي تكون له حرمة، بحيث لا يمكن أن يُخدش فيه، ولا يمكن أن يُعاب، ولا يمكن أن يُغمز، فيقال له مقدس. المقدس هو عبارة عن مقام يأبى العيب، ويأبى الخدش، ويأبى الاستنقاص، من وصل إل مقام يتسامى على النقص والعيب، فقد وصل إلى مقام مقدس.

ولكن، القداسة قد تكون ذاتية، وقد تكون ذاتية.

القداسة الذاتية تكون لمن كان كماله ذاتيًا، من كانت ذاته عين الكمال ومحض الكمال، بحيث لا يتطرق له العيب والنقص أبدًا، فقداسته ذاتية، وهو الله جل وعلا، لأنه «تعالى» عين الكمال، فلا يتطرق إليه النق، ولا يشوبه العيب. لذلك هو ذو قداسة ذاتية. قال «تبارك وتعالى»: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم فلأنه له قداسة ذاتية؛ عُبّر عنه بالقدوس.

أما القداسة الاكتسابية، فهي القداسة التي يكتسبها المخلوق من الخالق. عندما يفيض الخالق على المخلوق مقامًا يتعالى على العيوب، يتسامى على النقص، حين إذن يصبح المخلوق مقدسًا بقداسة مفاضة من القدوس «تبارك وتعالى».

لذلك هناك موجود أعظم شأنًا وأعلى ذاتًا من الملائكة، هذا الموجود دوره ووظيفته: هبة القداسة، إفاضة القداسة. هذا الموجود يعبر عنه القرآن ب ”روح القدوس“. روح القدس دوره ووظيفته: أنه يهب القدساة، يفيض القداسة، فهو واسطة بين الله وبين المخلوق في إفاضة القداسة على هذا المخلوق من الله القدوس الخالق «تبارك وتعالى». ﴿وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ

القداسة قد يكتسبها الإنسان كما في عيسى بن مريم، قد يكتسبها الزمن كما في ليلة القدر، قد يكتسبها المكان كما في قوله تعالى: ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى هذا الوادي، هذا المكان، الذي كلم الله فيه موسى بن عمران ، أفيضت فيه أنوار إلهية ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ - يعني أفاض أنورًا خارجة عن نطاق الطبيعية وقدرتها - لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًاهذا المكان الذي أُفيضت عليه أنوار خارجة عن نطاق الطبيعية، عُبّر عنه بالمكان المقدس، اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى.

المحور الثاني:

كما أن القداسة وصف للإنسان والزمان والمكان، القداسة تكون وصفًا للحركة، نستطيع أن نقول هذه حركة مقدسة، وهذه حركة غير مقدسة. حركة الحسين «صلوات الله وسلامه عليه» حركة مقدسة، لماذا؟

عوامل القداسة أربعة، إذا توفرت في الحركة أصبحت مقدسة:

العامل الأول: أن تكون الحركة نادرة الوجود، عزيزة الظهور. ليس عظيمًا أن ينادي الإنسان بالحرية أو الكرامة في بلد فيه حرية وفيه كرامة، أو في زمن فيه حرية وفيه كرامة. إنما العظيم: أن ينادي الإنسان بالحرية والكرامة في زمن لا حرية فيه ولا كرامة، عندما تكون الحركة نادرة وغير مسبوقة، تنقل المجتمع من الظلام إلى النور ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ هنا تكون الحركة حركةً مقدسة.

القرآن الكريم يتحدث عن حركة النبي محمد : ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ يعني نقلهم من عالم الظلام إلى عالم الهدى، فكانت حركتهم حركةً مقدسة. إذ لو لم تكن هذه الحركة كمالًا محضًا، يتعالى على العيوب والنقائص، لما استطاعت أن تنقل المجتمع من الظلمات إلى النور، من الظلام إلى الهدى.

هذا العامل توفر في حركة الحسين عندما قال: ”لقد سمعنا ممن سمع عن رسول الله أنه قال: «من رأى سلطانًا جائرًا، مستحلًا لحرم الله، ناكثًا لعهد الله، فلم يغير عليه بقول ولا فعل، كان حقًا على الله أن يدخله مدخله» أفلا ترون إلى الحق لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه، ألا إني لا أرى الموت إلا سعادةً، والحياة مع الظالمين إلا برمًا“ فنقل المجتمع من الضلالة إلى المجتمع المتحرك، المجتمع الواعي، لهذا كانت حركته حركةُ تغييرية نادرة الوجود.

العامل الثاني: هو رشد القيادة، كلما كانت القيادة رشيدة، واعية، وحكيمة، أضفت على الحركة صفة القداسة. الحكمة عندما تكون صفة للقيادة، تضع الأمور في مواضعها ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا، ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ.

عندما تمتلك القيادة الرشد والوعي والحكمة، فإن الحركة تقل عيوبها، تتنزه عن العيوب، تتنزه عن النقائص، فتصبح حركةً كاملة، والكمال هو الطريق إلى القداسة. من هنا أكد الإمام الصادق في وصف الحسين بن علي «عليهما السلام» أنه كان قائدًا رشيدًا: ”السلام على الحسين الشهيد الرشيد قتيل العبرات وأسير الكربات“ فهو قائد رشيد وحكيم، وضع الأمور في مواضعها.

العامل الثالث: قدسية العطاء، إذا كان العطاء في الحركة أكمل عطاء، اكتسبت الحركة صفة القداسة. القرآن يحث على العطاء ويقول: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ أي أن تنفق أحب الأشياء إليك وأقربها إلى نفسك، هناك من ينفق أمواله في سبيل الله، هناك من ينفق علمه في سبيل الله، هناك من ينفق وقته في سبيل الله، يقضي حوائج الناس، لا يرد مدينًا إلا قضى حاجته، وهناك من يبذل نفسه في سبيل الله. بذل النفس أعظم العطاء، فإذا اقترنت الحركة ببذل النفس، كانت حركة مقدسة، لأنها اقترنت بأعظم عطاء، وأقدس عطاء ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا

الإمام الصادق يقول: ”و بذل مهجته فيك حتى استنقذ عبادك من الجهالة وحَيرة الضلالة“ فهو يصف الحسين بأنه قدّم أعظم عطاء.

العامل الرابع: قداسة الهدف، الهدف يحدد لنا الحركة، كل حركة قيمتها بقيمة هدفها، قداستها بقداسة هدفها، فلنتعرف على هدف حركة الحسين .

المحور الثالث:

هدف الحركة الحسينية هو الذي أكسبها صفة القداسة، هو الذي لوّنها بلون القداسة، فحتى يكون الهدف هدفًا مقدسُا، يمر بمراحل أربع:

المرحلة الأولى: التحرر من الذات. نحن نحوم حول ذواتنا، نحن نحوم حول أنفسنا، نحن تحركنا مصالحنا، تحركنا غرائزنا، تحركنا أهواؤنا «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه» يدور حول نفسه، يدور حول هواه، يدور حول مصالحه. من تحركه مصالحه، سوف تبقى أهدافه أهدافًا ذاتية مصلحية، لا يمكن أن تكتسب صفة القداسة. فالمرحلة الأولى هي التحرر من الذات، عندما يتجاوز ذاته، يكون هدفه هدفُا مقدسًا.

النبي محمد يذهب إلى الطائف، يدعوهم إلى الإسلام، فيأمرون صبيانهم وسفهاءهم بأن ينالوا من النبي ، فيخرجون ويمرمونه بالحجارة، بالأشواك، بالأوساخ، والنبي يتلقاها إلى أن دنيت رجلاه، فأقبل واستند إلى حائط - حائط يعني بستان - ورفع يديه إلى السماء وقال: ”اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون“ هنا يجسد لنا النبي التحرر من الذات، لو كانت الحركة لذاتي، لأعولت، لبكيت، لقلت: ظلموني، لقلت: أخروني، لقلت: لم يحترموني، ولكن الحركة ليست لذاتي، الحركة هي حركة تحرر من الذات، وأهوائها ونوازعها، الحركة حركة غيرية وليست حركةُ نفسية، وليست حركة ذاتية. ”اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون“ الحسين بن علي يجسد لنا هذه المرحلة، مرحلة التحرر من الذات.

”اللهم إنك تعلم أن ما كان لم يكن منافسةً في سلطان، ولا طلبًا لجاه ولا مال وإنما كان طلبًا لصلاح عبيدك“، ”إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن أعمل بالمعروف، وأنهى عن المنكر“.

المرحلة الثانية: أن يكون المشروع نفسه مشروعًا معنويًا مجردًا عن المادة، وليس مشروعًا ماديًا. ”أديسون“ اكتشف الطاقة الكهربائية، أنجز للبشرية إنجازًا ضخمًا، لكن المشروع مادي. ”نيوتن“ اكتشف الجاذبية، أنجز للبشرية إنجازًا ضخمًا، لكن المشروع مادي.

متى يقال للمشروع أنه مشروع مقدس؟ ليس كل إنجاز هو مقدس، ليس إنجاز هو عطاء، هو مقدس، متى يقال له مقدس؟ عندما يتجرد عن المادة، عندما يكون المشروع منصبًا على أمر ليس مادة، ليس دنيًا ليس شيئًا له علاقة براحة الإنسان ورخاء الإنسان.

الحسين بن علي «عليهما السلام» لم يكتشف الطاقة الكهربائية بحركته، لم يكتشف الجاذبية، لكنه اكتشف طاقة الأمة، الحسين كان هدفه اكتشاف طاقة الأمة، هل لدى الأمة استعداد بالتغيير؟ هل لدى الأمة طاقة على أن تغير من ذاتها؟ ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ أراد الحسين أن يستثير إرادة الأمة، أن يستثير طاقة الأمة، أن يستثير عزيمة الأمة، وتوصل إلى ذلك، استثار عزائمها، وحرك إرادتها، وأيقظها من سباتها، وجعل المجتمع مجتمعًا واعيًا، يقصد طريق الانتصار بعدالته ومبادئه وقيمه. إذن، الحسين خاض هذه المرحلة، ألا وهي مرحلة تلوين المشورع بلون معنوي، لا بلون مادي.

المرحلة الثالثة: عندما يكون الهدف ملونًا بالإخلاص التام لذلك الهدف، عندما يكون الهدف ملونًا ومعطّرًا بعطر الإخلاص التام لذلك الهدف، فليس هناك قصد لشهرة ولا للقب، ولا لألوانٍ مادية أخرى، عندما يكون الهدف خالصًا، حين إذن يكون الهدف هدفًا مقدسًا.

المرحلة الرابعة: أن يكون لله وحده ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، يتحدث القرآن عن النبي إبراهيم : ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا يعني هذا العمل لك، ليس شيئًا آخر.

عندما يتحدث عن موسى بن عمران : ﴿إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي كيف ذاهب إلى ربي؟ هل هو ذهاب على الأرض؟ لا، إنه الذهاب الروحي والنفسي، يعني مشروعي يتلخص في هدفي، هدفي يتلخص في الله وحده وليس في شيء آخر ﴿إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ.

عندما يتحدث التاريخ عن النبي محمد : ”والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه“

عندما يتحدث التاريخ عن علي أمير المؤمنين : "والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، على أن أعصي الله في نملة، أسلبها جلب شعيرة ما فعلت، ولو شئت لاهتديت الطريقة إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز ولكن هيهات أن يبلغني هواي أو يقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، ولعل باليمامة أو الحجاز من لا عهد له بالشبع ولا طمع له بالقرص، أأبيت مبطانًا وحولي بطون غرثاء وأكباد حرى، أأقنع من نفسي أن يقال لي أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر.

وحسبك داءً أن تبيت ببطنة   وحولك  أكباد تحن إلى القد

إذن، الهدف خالص لله عند: إبراهيم، موسى، أمير المؤمنين. الحسين يجسد هذا الخلوص، أن الهدف الذي جعل حركته حركة مقدسة، حركة نزيهة من العيوب، نزيهة من النقص، نزيهة من الغمز، أنها حركة متمحضة في الله «تبارك وتعالى». ”رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين، ألا إني زاحف بهذه الأسرة - أنا وأسرتي وكل ما عندي زاحفون نحو الله - مع قلة العدد وخذلان الناصر، وأيم والله لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى، وتقلق بكم قلق المحور، عهد عهد إلي أبي عن جدي رسول الله“، هذا هدفي:

إلهي تركت الخلق طرًا في هواك
فلو   قطعتني  في  الحب  iiإربًا
  وأيتمت    العيال    لكي   iiأراك
لما   مال   الفؤاد  إلى  iiسواك

وأصبح الحسين قُدسًا في قدس، قداسةً معطرة بالقداسة؛ لأن هدفه الله، لأنه فني في الله، لأنه ذاب في الله، لأنه لم يكن له أي حركة إلا في الله «تبارك وتعالى» وهو الذي كان يقول: "أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر له، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى كانت الآثار هي التي توصل إليك، عميت عين لا تراك عليها رقيبًا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من ودك نصيبًا»

وإذا به يوم عاشوراء: يأخذ الدم يصبغ شيبته، يصبغ وجهه، وهو فرح، مستبشر، مقبل على الموت بكل ثقة، وبكل اطمئنان ”اللهم رضًا بقضائك، وتسليمًا لأمرك، يا غياث المستغيثين“

نعم تلك النفس المطمئنة رقدت في كربلاء، فأصبحت كربلاء بذلك الدم الطاهر قبلةً للأحرار، قبلةً للواثبين، قبلة للزوار، يقصدونها لا لأنها تراب، لا لأنها حجر، لا لأنها رمل، كل هذا موجود في غيرها. يقصدونها لأن أنوار الحسين تتساطع من جوانبها، لأن المبادئ والقيم تشجع من أرجائها، لأن الحرية والكرامة والعزة تتجلى على جوانبها، لأن الحسين المملوء اطمئنانًا وتوكلًا وتسليمًا، يظهر في كل نقطة من نقاط كربلاء، طوبى لهذه الأرض العظيمة.

ليلة 22
ليلة 20: ليلة الأربعين