نص الشريط
البعد الإجتماعي لغة المسالمة والمداراة في التراث الإمامي
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
التاريخ: 9/1/1435 هـ
مرات العرض: 2946
المدة: 01:13:42
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (12788)
تشغيل:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

صدق الله العلي العظيم

هناك مجموعة من الآيات ترشد إلى ركنية ولاية الإمام أمير المؤمنين علي فقد ورد عن علي بن رئاب عن الصادق : ”نحن السبيل الذي أمر الله بتباعه ونحن صراطه المستقيم“ وورد في تفسير في تفسير قوله عز وجل﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ كما رواه بن شهر أشوب في المناقب أن الرسول رفع يد شخص ووضعها على كتف علي بن أبي طالب وقال: هذا حبل الله فاعتصم به، ورد في تفسير قوله عز وجل: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ، عن إسحاق بن عمار كما في الكافي عن الصادق الأمانة ولاية علي هذه المجموعة من الآيات والروايات التي تؤكد على ركنية ولاية الإمام أمير المؤمنين وأنها هي سبيل الله في قوله عز وجل: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ.

فهنا نتساءل ما هو الأسلوب وما هو المنهج السليم في الدعوة إلى ولاية علي ؟ ما هو المنهج السليم في دعوة الأمم ودعوة بناء المذاهب الأخرى إلى التمسك بحبل ولاية الإمام علي ؟ فهناك بعد من أبعاد الفكر الإمامي وهو البعد المتعلق بمنهج الدعوة إلى إمامة أمير المؤمنين وهذه ما نسميه «بمنهج المسالمة» وليس منهج المصادمه من هنا نتحدث في هذه النقطة وهي منهج المسالمة في الدعوة إلى ولاية أمير المؤمنين علي من خلال محاور ثلاثة:

  • ما هو منهج المسالمة؟
  • ما هي المنطلقات الدينية لهذا المنهج؟
  • ما هي علاقة منهج المسالمة بمسألة وبقضية التقية؟

المحور الأول: ما هو منهج المسالمة؟!

عندما نستقرى مجموعة من الآيات القرآنية التي تتحدث عن هذه المادة مادة السلم والسلام أحياناً القرآن يعبر بالإسلام ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ أحياناً يعبر بالتسليم: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وأحياناً يعبر بالسلام كما في قوله عز وجل: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً، ﴿وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وأحياناً يعبر بالسلم كما في قوله عز وجل: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، هذه الموارد كلها ننتزع منها مفهوم واحد إلا وهو التجرد عن المضادة إذا تجردت عن مضادة الآخر فيعتبر هذا سلام يعتبر هذا سلم مثلاً عندما يقول أسلام أسلم لله ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ أسلم لله: يعني جرده نيته من كل مضادة مع الله عز وجل وأصبح خالص لله، عندما يقول﴿وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًايعني جردوا أنفسكم من أي أمر مضاد لدعوة النبي وآمنوا به إيمان خالص، عندما يقول مثلاً: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً، كلمة سَلاماً؟! إعلان عن عدم المضادة يعني أنا لا أقوم بمضادة لك أنا بيني وبينك خلو من المضادة والمزاحمة.

عندما يقول: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا كل هذه العبارات تشير إلى مفهوم واحد إلا وهو التجرد من المضادة والمزاحمة، إذن منهج المسالمة: هو المنهج الخالي من المضادة الخالي من المعارك الخالي من المواجهة المنهج الصحيح في الدعوة لمذهب أهل البيت هو منهج المسالمة وليس منهج المصادمة.

منهج المسالمة: هو منهج الذي يبتني على عرض المذهب بالأساليب الموضوعية إذا أردت ان تعرض المنهج فعرضه بأساليب علمية فعرضه ببراهين علمية فعرضه بوثائق ثابتة إذا أردت أن تعرض المذهب أرتكز على ركيزتين: العلم، والأدب.

العلم: من خلال البراهين الثابتة التي تعكس صفاء عقيدتك ونقاء مذهبك والأدب أدب الحوار الذي يعكس منهج أئمتك الطاهرين «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين»، منهج المسالمة الذي يرتكز على العلم والأدب.

منهج المصادمة: هو أن تدعوا إلى المذهب عن طريق شتم الآخر أو تكفيره أو الجهر بشتم الأشخاص الذين يقدسهم، إذن هناك منهج المسالمة وهناك منهج المصادمة، هنا عندما نأتي لموثقة أبي بصير عن الإمام الصادق : ”رحم الله عبداً حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء“ وقال في رواية أخرى: ”لو عرف الناس محاسن كلامنا إذن لصدقونا واتبعونا“ هذه الكلمات المشرقة تتحدث عن منهج المسالمة في أسلوب الدعوة لمذهب أهل البيت «صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين».

المحور الثاني: ما هي المنطلقات الدينية التي نبني عليها منهج المسالمة؟ هل منهج المسالمة منهج سياسي؟ أو منهج إعلامي؟

لا، منهج المسالمة منهج ديني تفرضه منطلقات دينية تفرضه منطلقات شرعية لا أنه مفهوم تفرضه ظروف سياسية معينة أو تفرضه مصالح سياسية معينة؟ منهج المسالمة منهج ديني ينطلق من منطلقات ومناشئ دينية، الآن اتعترض لهذه المنطلقات الدينية:

المنطلق الأول: بقاء المنهج الامامي.

بقاء المنهج الامامي هدف من أهداف الأئمة وبقاء المذهب الامامي ببقاء أهله لأنه المذهب ينقرض بانقراض أهله بقاء المذهب الإمامي هدف ركز عليه أهل البيت «صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين» في موثقة زراره الجزء الرابع من «وسائل الشيعة صفحة 264» سألت أبا جعفر عن مسألة فأجبني ثم جاءه رجل وسائل عنها فأجابه بخلاف ما أجبني ورجل أخر فلما خرج الرجلان قلت يبني رسول الله رجلان من أهل العراق قدما يسألاني فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه فقال: يا زراره أن هذه خير لنا وأبقى لنا ولكم» البقاء مطلوب بقائكم بقاء للمذهب بقاء المذهب ببقاء هؤلاء الذين يحملون راية الإمام أمير المؤمنين علي وبالتالي فكل إمامي مسئول عن بقاء المذهب ببقاء أهله ليس من حق أي إنسان أن يستغل وسيلة إعلامية أو يستغل موقع معين لكي يعبر عن مشروعه أو عن معتقدة وأن استلزم ذلك تلف نفوسي بعض المؤمنين وأن استلزم ذالك انقراض المذهب بانقراض أهله.

المنطلق الثاني: حرمة الأضرار بالمؤمن.

من المطالب الدينية المؤكدة في التراث الامامي حرمة الأضرار بالمؤمن حتى الأضرار بماله فضلا ً عن عرضه فضلاً عن نفسه الأضرار بالعرض أو المال أو النفس لأي مؤمن من الكبائر المحرمة في الشريعة وفي التراث الإسلامي وفي التراث الإمامي، لاحظوا النصوص المتعددة في هذه المجال ورد عن الإمام الصادق عن النبي ”خصلتان ليس فوقهما شيء ليس فوقهم من الشر شيء الشرك بالله والأضرار بعباد الله“ أنت تضر بالمؤمن هذا بمستوى الشرك بالله.

ورد عن الإمام علي : كتب إلى عماله ”ادقوا أقلامكم وقاربوا بين سطروكم واحذفوا من فضولكم واقصدوا قصد المعاني وإياكم والإكثار فأن أموال المسلمين لا تحتمل الأضرار“ لا يجوز تضر بمال مسلم فكيف بنفسه بكيف بعرضه فأن أموال المسلمين لا تحتمل الأضرار حتى العبادة عباديتها منوطه بأن لا تكون ضرر على مسلم على إنسان أخر﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ حتى لو قال الإنسان أنا مشروعي مشروع عبادي مشروعي مشروع إلهي لكن إذا كان هذا المشروع على حساب الأضرار بالمؤمنين حين إذن لا يكون هذا المشروع ملتقي مع الأهداف الذي يؤكد عليها الأئمة الطاهرون ويقول الإمام الصادق كما في الكافي الجزء الخامس صفحة 292: ”قضى رسول الله بين أهل المديني والبادية إلى أن قال «لا ضرر ولا ضرار»“ الأضرار بالمؤمن حرام إذا لزم من تصريح في أي وسيلة إعلانية في أي كتاب في أي موقع إضرار بمؤمن ولو في بلد أخر ولو في صقع أخر أكون أنا قد دخلت تحت هذه الجملة «لا ضرر ولا ضرار بمؤمن».

المنطلق الثالث: حفظ المجتمع الإيماني عن الاختلاف.

المجتمع الإيماني يبقى متآلف يبقى مترابط هذا هدف من أهداف الأئمة، من أهداف الأئمة أن يبقى المجتمع الإيماني مجتمع المؤمنين مجتمع متآلف ليس من حقي أنا أن أدلي بأي شيء أريده حتى لو أستلزمه فرقة الكلمة وتناحر الناس واختلاف الصفوف من أجل أن أثبت مشروعي أو أثبت أفكاري لا يهم حتى لو تعرض المجتمع الإيماني إلى اختلاف وإلى فرقة وإلى ما شابه ذالك هذا ليس أمر يلتقي مع أهداف القرآن وأهداف أهل البيت «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين» لاحظوا قوله عز وجل: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وورد عن السيدة الزهراء : ”وإمامتنا أمان من الفرقة“ وقال الله عز وجل: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ.

وهنا حديث عن الإمام أمير المؤمنين يحدثنا عن ضرورة ترابط المؤمنين وضرورة تألفهم وضرورة تجنب كل ما يوجب اختلافهم وشتات كلمتهم قال الإمام أمير المؤمنين علي كما في نهج البلاغة: ”إِحْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالأُمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلاَتِ بِسُوءِ الأفْعَالِ وَذَمِيمِ الأعْمَالِ فَتَذَكَّرُوا فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ، وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ. فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ حَالَيْهِمْ، فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْر لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ حَالَهُمْ، وَزَاحَتِ الاَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ، وَمُدَّتِ الْعَافِيَةُ فِيهِ عَلَيْهِمْ، وَانْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ، وَوَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُم: مِنَ الاِجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ، وَاللُّزُومِ لِلاُلْفَةِ، وَالتَّحَاضِّ عَلَيْهَا، وَالتَّوَاصِي بِهَا. وَاجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْر كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ، وَأَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ: مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ، وَتَشَاحُنِ الصُّدُورِ، وتَدَابُرِ النُّفُوسِ، وَتَخَاذُلِ الاَيْدِي، وَتَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ قَبْلَكُمْ، فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ، حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ، وَتَشَتَّتَتِ الاُلْفَةُ، وَاخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَالاَفْئِدَةُ، وَتَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ، وَتَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ، قَدْ خَلَعَ اللهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ، وَسَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ، وَبَقّى قَصَصَ أَخْبَارِهِمْ فِيكُمْ عِبَراً لِلْمُعْتَبِرِينَ منكم“.

إذاً الألفة وحدة المجتمع الأيماني هدف ليست مشاريعي أهم من وحدة الكلمة ليست مشاريع أي مسلم أهم من وحدة كلمة المسلمين ومن تألفهم ومن ترابطهم مهما بلغت لأجل ذالك لابد من المحافظة على هذا الهدف الأساس.

المنطلق الرابع: حفظ الكيان الإسلامي.

المجتمع الإسلامي حفظ كيانه أمر مهم ربما يقول إنسان أنا ماذا يهمني في المسلمين؟ يهمني مذهب وأهل مذهبي والباقي لا يهمني فيهم شيء لكن هذا يتنافى مع الروايات الشريفة حفظ المجتمع الإسلامي عن الانهيار والتدهور ونشوب الحروب الطائفية هدف من أهداف التراث الإمامي، لاحظوا الروايات الشريفة عن علي : ”لأسلمنا ما سلمت أمور المسلمين“ لاحظوا ما ورد عن الإمام الحسن الزكي في صلحه مع معاوية: ”إني خشيت أن يجتث السلمون عن وجه الأرض فأردت أن يكون لدين ناعي“ ولذلك يقول تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ حياة الناس هدف مطلوب بقاء الناس من دون حروب وتتطاول وتتطاعن أمر مطلوب.

إذن هذه المنطلقات دينية أربعة تفرض علينا أن المنهج الديني هو منهج المسالمة في دعوة الملل وفي دعوة بقية المسلمين إلى مذهب أهل البيت «صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين».

المحور الثالث: الكلام في فلسفة التقية:

نتعرض في هذا المحور لأمور ثلاثة:

الأمر الأول: في عرض نصوص التقية التي وردت بتركيز وبتأكيد في التراث الإمامي: في صحيحة هشام بن سالم في تفسير قوله تعالى: ﴿وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ قال الصادق : ”الحسنة التقية والسيئة الإذاعة“ وسائل الشيعية باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باب 24 حديث واحد.

نأتي إلى رواية سليمان بن خالد باب 32 الرواية الواحدة يقول قال أبي عبدالله الصادق يا سليمان أنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله ”لاحظ أيضاً من هذه الروايات الشريفة صحيحة أبي عمر الأعجمي قال لي لأبي عبدالله يا: ابا عمر أن تسعة أعشار الدين في التقية“ ولا دين لمن لا تقية له ”راجع أيضاً باب 24 من أبوب الأمر بالمعروف والني عن المنكر في الوسائل حديث 2، ومنها هذه الرواية صحيحة المعى بن خنيس قال لي أبو عبدالله الصادق يا معلى أكتم أمرنا يا معلى أن التقية ديني، ودين أبائي ولا دين لمن لا تقية له يا معلى أن الله يحب أن يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية والمذيع لأمرنا كالجاحد له“ راجع الوسائل باب 24من أبواب الأمر بالمعرف حديث 23 هذا ما ورد في الروايات.

نأتي إلى المراجع نحن عندما نرجع إلى فقهائنا إلى مراجعنا سيدنا الخوئي «قدس سره» في كتابة «التنقيح» الجزء الخامس صفحة 222 ”وأما التقية بالمعنى بالأخص أي التقية من العامة التقية من بناء المذاهب الأخرى الذين لا يسمحوا لنا بالتصريح بعقيدتنا إذا كان التصريح يترتب ببعض عقائدنا أضرار المؤمنين أتلاف بعض النفوس في أي بلد ليس في بلدنا فقط ولو في بلد أخر إذا ترتب على ذالك الأضرار ببعض المؤمنين فهنا مورد للتقية وأما التقية بالمعنى الأخص أعني التقية من العامة فهي في الأصل واجبة «هذا فقيه الطائفة في زمانه» فهي في الأصل واجبة وذالك في الأخبار الكثيرة الدالة على وجوبها بل دعوه على تواترها الأجمالي والعلم بصدورها بعضها عنهم ولا أقل من الاطمئنان بذالك قريبة جداً لصحيحتين بن يعفور وعمر بن خلاد وصحيحة زرارة وغيرها ففي بعضها قال:“ التقية ديني ودين أبائي ولا دين لمن لا تقية له ”وأي تعبير أقوى دلالة على الوجوب من هذا التعبير وفي بعضها الأخر“ لا إيمان لمن لا تقيه له وهو كسابقة، وفي تعبير ثالث الإمام الصادق يقول: ”لو قلت أن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادق“.

السيد الخوئي أيضاً صفحة 277 من التنقيح الجزء الخامس: ”وأما إذاعة أسرارهم وكشف الستر عن خصوصياتهم فهي محرمة في نفسها“ فأن الكشف عن أسرار الأئمة للمخالفين وغيرهم مرغوب عنه مبغوض عنه نهي عنه في عدة روايات وفي بعضها ”إن من اذاع سرهم أذاقه الله حر الحديد“ وقد يقول قائل أنا لا يوجد عليّ ضرر أنا أعيش في بلد لا أحتاج فيها إلى التقية ولا يترتب ضرر على تصريحاتي أو على كلامي ولكن المراجع الفقهاء ماذا يقولون؟ السيد الخوئي صفحة 273 ”أن الجامعة فيما يسوغ التقية إنما هو الضرر المتوجهة إلى النفس أو الأخ المسلم“ ليس فقط ضرر عليك ضرر على مسلم في بلد بعيدة في بلد معينة هذا كافي الضرر المتوجه إلى النفس أو الأخ المسلم في شيء من المال حتى لو ضرر مالي في شيء من المال أو العرض أو النفس، هذا في نصوص التقية الخوفيه.

وأما في نصوص المداراة فلاحظ صحيحة هشام الكندي التي يقول عنها سيدنا الخوئي «قدس سره» الآن اقرأ الرواية ثم أقرى تعليق السيد صحيحة هشم الكندي في الكافي الجزء الثاني صفحة 174 سمعت أبا عبدالله الصادق يقول: ”إياكم أن تعملوا عملا نعير به فإن ولد السوء يعير والده بعمله كونوا لمن انقطعتم إليه زيناً لنا ولا تكونوا عليه شيناً، صلوا في عشائرهم وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم ولا يسبقونكم إلى شيء من الخير فأنتم أولى به منهم والله ما عبدالله بشيء أحب إليه من الخباء، قلت: وما الخباء؟ قال: التقية“ يقول السيد وقد صرحت بحكمتي تشريع التقية في هذه الموارد وعدم ابتناها على خوف الضرر، تخاف على نفسك أو لا تخاف على نفسك التقية مطلوبة وعدم أبتنائها على خوف الضرر لدلالتها على أن الحكمة المداراة معهم، بعد أن قرئنا هذه الروايات إلا وهي روايات التقية نصل إلى الأمر الثاني.

الأمر الثاني: فأبين من خلال عرض الروايات الشريفة أن فلسفة التقية في تقديم الأهم على المهم ليست التقية ذل شخص يقول التقية ذل أنا لا أرضها أنا لا أرضى أن أخفي بعض معتقداتي أو أخفي صلاتي أو أخفي طريقتي في الصلاة التقية لا هذا ذل يعني ما يعوا إليها الأئمة ذل؟ شخص يقول هذا ذل؟ هذا نفاق هذه ازدواجية الائمة يقولون إظهارك لمعتقدك هذا أمر مهم لكن الحفاظ على المؤمنين بحيث لا يقع ضرر عليهم ولا يقع إبادة لبعضهم ولا يقع اختلاف بينهم أهم، أنا أريد أن أحافظ على عزتي أنا إنسان عزيز لا أقبل الذل أنا إنسان شجاع لا أقبل الجبن إظهارك لشجعتك إظهارك لعزتك إظهارك لكرامتك أيهم أهم أظهرك لعزتك وكرامتك؟ أم الحفاظ على مجتمع المؤمنين من الانهيار من تلف النفوس من تلف الأموال من التعرض إلى ما يتعرض إليه كثير من المجتمعات الإيمانية من أساليب الأذى والألم أيهما أهم؟ فلسفة التقية تكمن في أن تضحي بالمهم في سبيل تحقيق الأهم.

نأتي إلى بعض الأسئلة التي تتعلق بمبدأ التقية:

السؤال الأول: قد يقول إنسان نحن نتخذ المواجهة بالمثل أو بعض بناء المذاهب الإسلامية الأخرى يطعن في أبي طالب ولا يبالي بنا بعض بناء المذاهب الإسلامية الأخرى يطعن مثلاً في مراجعنا بأسمائهم ولا يبالي بنا بل بلغ من بعض النواصب منهم أن يطعنوا في السيدة الزهراء «صلوات الله وسلامة عليها» بعضهم مثلا يستغل موقعه في الدعوة إلى إبادة الشيعة وسبي نسائهم وذبح أطفالهم إذن نحن نقابلهم بالمثل قال تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ نحن من باب المواجهة بالمثل؟

الجواب: المواجهة بالمثل كما يقال هذه منوطة بأن لا يترتب ضرر أشد فداحة وأشد فتك بالمؤمنين إذا لم يترتب نعم وأما إذا ترتب ضرر عللا مجتمع المؤمنين وإما إذا ترتب إبادة على مجتمع المؤمنين فحين إذن لا يكون الموقع ولا يكون المجال مجال المقابله بالمثل لأنها لن تكون مقابلة بالمثل بل ستكون فتح لحرب وباب لتوارد الأضرار وتوارد الأخطار على مجتمع المؤمنين وعلى النفوس المؤمنة البريئة.

السؤال الثاني: قد يقول قائل أن التقية أنتهى زمانها التقية كانت في زمان كان الشيعة المغمورين وأما قد أصبح الشيعة رقم واضح في العالم فقد أنقضى زمان التقية وبدأ زمان أن تصرح بكل ما تريد وفي أي وسيلة إعلامية ولا تبالي بأحد كن عزيز شجاع من غير مبالاة بأحد فقد أنتهى ونقضى زمان التقية؟

أولاً: هذا السؤال مكابرة ومغالطة ما زال أغلب الشيعة أقليات إلى يومنا هذا، لماذا نغالط أنفسنا؟ لماذا نقول كلمات مكابرة للواقع مازال أغلب الشيعة إلى زماننا أقليات في بلدان هم في وسط إسلامي عام لا يتمكنون من مزاولة عقائدهم وشعائرهم بكل وضوح وصراحة لماذا نغالط الواقع ونحن مسئولون عن هذه الأقليات الشيعية هذه الأقليات الشيعية التي تعيش ضغوط قاسية قد تحرم من الأعمال قد تحرم من الأرزاق قد تتعرض لألوان من الأذى والألم في سبيل بقائها على مذهبها وفي سبيل بقائها على مبادئها.

إذن فهذه الأقليات الشيعية مسؤولية وأمانة في أعناقنا لا يمكن لنا أن نضحي بهذه الأمانة من أجل اننا نرى أن المذهب الإمامي أصبح رقم عالمي واضح لابد أن نراعي هذه الأقليات الشيعية من أجل حفظها واستمرارها وبقائها تعيش بعيش أمن كريم.

ثانياً: الروايات مطلقة التي قرأنها مطلقة لم تقل في زمان دون الزمان الأخر صح أو لا في صحيحة أبي عمر ”يعني تسعة أشعار الدين في التقية“ زمن الإمام الصادق والآن التقية ليس من الدين! ”تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له“ هذه روايات مطلقة تعم كل زمان تعم كل أعوام، عندنا روايات خاصة ظاهره في استمرار التقية إلى ظهور مهدي آل محمد، روى في البحار عن سروت بن كليب عن الصادق أمر الرسول بالتقية فسار بها عشر حتى أمر بأن يصدع بها وأمر بها علي فسار بها حتى أمر أن يصدع بها ثم أمر الأئمة بعضها بعضا فساروا بها «يعني بالتقية» فإذا قام قائمنا سقطت التقية ”الأئمة أعلم بظروفنا وأعلم بأوضاعنا“ فإذا قام قائمنا سقطت التقية "

السؤال الثالث: من المسئول عن تحديد مصير المذهب؟ إلا يحق لنا نحن الشباب نحن الكبار أن نحدد مصيرنا وأن نحدد رؤيتنا وأن نحدد نظريتنا في أي مجال نراه، من المسئول عن ذالك؟

الجواب: المسئول هو المرجعية الذي يتحدث عن المذهب هو المرجعية، الذي يقرر أمور المذهب هو المرجعية لا يوجد في المسألة فوضى إذا فتحنا الباب كل شخص عنده مشروع استغل وسائل الأعلام وطرح مشروعه من دون مبالاة بأحد حصل اختلاف حصلت فرقة حصلت مشاكل حصلت أأضرار حصلت أخطار ليس له دخل في ذالك هو المهم أن يثبت مشروعه هكذا تصبح الأمور فوضى إذا أنفتح هذا الباب كل إنسان يقرر ما يريد ما دام الإعلام مفتوح ما دام وسائل الاتصال مفتوحة كل إنسان له موقع إعلامي من خلال موقعه الإعلامي يطرحه مشاريعه يطرح أفكاره يطرح نظرياته متبنياته ولو لزم من هذا الطرح اختلال الوضع الشيعي ولو لزم من خلال هذا الطرح حصول الأضرار والأخطار على المجتمع الشيعي.

ان نتيجة ذالك: حصول الفوضى تأكد بعد عشرين سنة إذا تستمر أوضاعنا بهذا الحال كل شخص يتحدث بما يريد كل شخص يطرح مشروعه يطرح أفكاره لا يهمه الآخرين ولا يهمه المجتمعات الآخرى مثلاُ أنا أعيش في العراق ولا يهمني من يعيش في باكستان وأنا أعيش مثلاُ في لبنان ولا يهمني من يعيش في العراق وهكذا نتيجة الفوضى بعد عشرين سنة سيتحول ها المجتمع الشيعي إلى غابة يأكل بعضها بعض يتحول هذا المجتمع الشيعي إلى شتات يتحول هذا المجتمع الشيعي إلى﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ هذا غير ممكن لابد أن تكون هذه الأمور منوطة بالمراجع المرجعيه هي التي تقرر منهجا منهج التقية أو منهجنا منهج الإذاعة المرجعية هي التي تقرر ما هو المذهب؟ ما هي مبادئة؟ ما هي أصوله؟ ماهي مقرراته؟ ليس هذا الأمور منوط بالقنوات الفضائية ولا بالخطباء ولا بالرواديد ولا بمعممين ليس من حق أي شخص سوا مقام المرجعية أن يقرر أمور المذهب أمور المذهب بيد المرجعية أنا لا أقصد مرجعية معينة أنا أتحدث عن موقع المرجعية منصب المرجعية بما هو، ليس من حق أي شخص يمتلك وسيلة إعلامية ن يطرح ما يريد من عقائد من أفكار من مقررات «لا» الذي يمثل المذهب وبيده القرار في هذه الأمور هو موقع المرجعية كما ورد عن الإمام الحسين : ”مجاري الأمور بيد العلماء“ وليس بيد الخطباء أو الرواديد أو كل من أمتلك وسيلة إعلامية ”بيد العلماء وأمناء الله على حلاله وحرامه“ هم يتحملون الأمانة.

السؤال الرابع: كيف نجمع بين النصوص؟ هناك نصوص تؤمرنا بالتقية وقد قرئناها واضحة وهناك نصوص تؤمرنا بالبراءة من أعداء الله وقد ذكر الشيخ الصدوق في اعتقاداته هذا النص ”ولا يتم الإقرار بالله وبرسوله وبالأئمة إلا بالبراءة من أعدائهم“، وكيف نوفق بين نصوص التقية والنصوص التي تؤمرنا بأحياء أمر أهل البيت؟ حيث ورد في معتبرة الفضيل بن يسار ”أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا“، ”من جلس مجلس يحيا فيها أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب“ كيف نوفق بين هذه النصوص إلا وهي نصوص التقية والنصوص التي تتحدث أن الصادق كان يلعن جماعة في صلاته، كيف نوفق بين هذه النصوص؟

أولاً: هناك قسم ثالث من النصوص جمعت بين أمرين بينت لنا ما هو الذي يطلب أذاعته؟ وما هو الذي يطلب كتمانه؟

أولاً: قالت هذه النصوص كما قرائنا موثقة أبي بصير عن الصادق : رحم الله عبد حبننا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم والله لو يرون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق منهم بشيء" يعني ما يظهر هو محاسن كلامهم ما يكتم هي أمور لو أذيعت لأوجبت خطر أو ضرر على المؤمنين.

ثانياً: علمائنا دائما يعبروا في الفقه بهذه العبارة «قرينة مناسبة الحكم للموضوع» من القرائن العرفية التي تعتمد في مجال الاستظهار وتحديد المعنى يسمونها «قرينة مناسبة الحكم للموضوع» كيف قرينة مناسبة الحكم للموضوع؟

يعني الآن مثلاُ عندما أقرأ هذه الرواية ”أحيوا امرنا“ مقتضى المناسبة بين «أحيوا وبين أمرنا» يسمونها مناسبة الحكم للموضوع مقتضى المناسبة بين الكلمتين أن المراد بالأمر الذي لو أظهر لكان حياة لأهل البيت هذا معنى ”أحيوا أمرنا“ ليس معناه كل ما ورد في الكتب أظهروها «لا» ”أحيوا أمرنا“ يعني الأمر الذي لو ظهر لكان حياة لأهل البيت هذا الذي يطلب، المطلوب في كلمة ”أحيوا أمرنا“ الأمور الذي لو قمنا بها لكانت أحياء لذكر أهل البيت «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين» في المقابل قال ”المذيع لأمرنا كالجاحد له“ بمناسبة الحكم للموضوع أيضاً نفهم أن الأمر الذي لا يجوز أذعته هو الأمر الذي تترتب على إذاعته أخطار على المؤمنين أضرار على المجتمع الإيماني لا يوجد تعارض بين النصوص، نصوص تأمر بأحياء أمرهم يعني كل ما يترتب عليهم حياة ذكرهم ورفعة شأنهم، أحيا الشعائر التي أمر بها المراجع.

مثلاُ: الدعوة إلى المذهب عن طريق الأساليب العلمية عرض التاريخ بوثائق تاريخية صحيحة وثابتة نحن لا يوجد لدينا مانع بالعكس أنت تكلم عن المذهب بعقيدته بشعائره بمبادئه لكن بالأساليب العلمية بالأساليب المبرهنة هذا أحياء لأمرهم، أقم الشعائر الحسينية التي تحت أشراف المراجع وتحت نظرهم لايوجد مانع هذا أحياء لأمرهم لا يوجد مانع أمرهم يعني كل أمر يترتب عليه حياة ذكرهم فهو أمرهم وكل أمر يترتب عليه خطر على الشيعة أو على بعض المؤمنين ولو في بلاد أخرى هذا الأمر يجب كتمانه لا تجوز إذاعته المناط هو الخطر أو الضرر.

ثم أي تناقض بين نصوص التقية هو بين أدله البراءة هذا غريب جداً، البراءة من أعداء آل محمد ركن من أركان الولاية لا يمكن أن يتنازل أحد عنه مذهب أهل البيت قائم على هاذين الركنين: الولاية لهم، والبراءة من أعداهم.

هذا لا أحد يناقش فيه نحن نقاشنا في الإذاعة كلمة واضحة فرق بين البراءة وبين الإذاعة والنصوص تحدثت عن الإذاعة بشكل واضح التقية الحسنة والإذاعة السيئة تكلم عن الإذاعة نحن لا نتكلم عن البراءة من أركان المذهب البراءة من الأعداء من أركان المذهب التخلص والتبرؤ من الظالمين لا نتكلم عن ذالك نحن نتكلم عن هذا الأسلوب نقطة معينة محددة لا تخلط الأوراق بعضها ببعض نحن نتكلم عن مسألة محددة معينة نقول «الإذاعة محرمة في النصوص» ما هي الإذاعة؟

ذكرنا من الأول أول ما افتتحنا الموضوع قلنا هناك منهج مسالمة وهناك منهج مصادمه الدعوة إلى المذهب عن طريق شتم الأخر وتكفيره أو شتم الشخصيات التي هو يقدسها ويحترمها هذه إذاعة هذا المصداق الواضح للإذاعة هذا المصداق الواضح التي تنهى عنه النصوص نحن لا نتكلم الآن عن البراءة من الأعداء البراءة منهم ركن من أركان المذهب، نحن نتكلم عن نقطة معينة الإذاعة: دعوة الآخرين عن طريق وسائل الأعلام بشتمهم بتكفيرهم بشتمهم الشخصيات التي كانت هي الطليعة الأولى بنظرهم هذه إذاعة هذه مساءلة محددة وهذه المسألة هي التي يرى مراجعنا وفقهائنا «رضوان الله على الماضين منهم وحفظ الله الباقين منهم» أنها تتنافى مع التقية التي أسسها الائمة مبدأ للأمامية حفاظ عليهم حفاظ على وحدة كلمتهم حفاظ على المجتمع الإسلامي من الانهيار ونشوب الحروب الطائفية الأئمة خططوا لنا من قبل ألف سنة خططوا لبقائنا خططوا لكرامتنا خططوا لعزتنا هذا تخطيط من الأئمة، الأئمة عندما نادوا بالتقية من قبل ألف سنة تخطيط لنا من أجل حفظ كرامتنا لحفظ بقائنا لحفظ المجتمع الإسلامي من الانهيار والتدهور هذا لا يعني أننا لا ندين بالأعمال الأخرى.

نحن في الوقت الذي ننادي بنائنا وإخواننا الأعزاء الأحباء نقول لهم التزموا منهج التقية التزموا منهج المسالمة التزموا منهج الكتمان نناديكم نرجوكم حفظ للأقليات الشيعية حفظ للأقليات المجتمع الشيعي عن التلف والانهيار في الوقت الذي ننادي بنائنا وإخواننا بهذا أيضاً ننادي العقلاء من بناء المذاهب الإسلامية الأخرى أن يقفوا بحزم أمام القنوات الطائفية أمام الجرائد والمجلات التي تطرح الموضوعات الطائفية أمام كل فم يدعوا لحرب طائفية يدعوا لتشويه المذهب الإمامي يدعوا لمواجهته نحن في الوقت الذي نطالب بنائنا وأعزتنا بالالتزام بمبدأ التقية أيضاً نطالب العقلاء من بناء المذاهب الإسلامية الأخرى حكومات شعوب نخب مثقفة بأن ينزه الإعلام من هذه القنوات الطائفية ينزه الإعلام من هذه الأفواه التي تدعوا وبشكل واضح وصريح في بعض المجلات والجرائد إلى تشويه المذهب إلى مواجهة طائفية لبناء المذهب الدعوة من الطرفين معا كل ذالك حفاظ على المجتمع الإسلامي من الانهيار والتدهور.

وهذا المجتمع الإسلامي وهذا الدين العظيم الذي ضحى من أجله الحسين بن علي «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين» دين عزيز وغالي يستحق منا أن نتحمل المسؤولية.

والحمد الله رب العالمين

البعد الحسيني في الفكر الإمامي
شعاع القرآن في التراث الإمامي