نص الشريط
في رحاب عبادة أمير المؤمنين (ع)
المؤلف: سماحة السيد منير الخباز
المكان: مؤسسة الإمام علي عليه السلام - لندن
التاريخ: 19/9/1435 هـ
مرات العرض: 3494
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (1425)
تشغيل:


بسم الله الرحمن الرحيم

﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ

صدق الله العلي العظيم

إنطلاقاً من الآيه المباركة نتحدث:

المحور الأول: حقيقة وجود الإنسان بوجود الله.

المحور الثاني: تقوّم العبادة بجناحين: الخوف والرجاء.

المحور الأول:

عندما نقارن عند وجود الإنسان ووجود الله عزوجل فماهي العلاقة بين الوجودين؟ الفلاسفة يُقسمون الوجود: إلى وجود نفسي، ووجود غيري، ووجود رابط، فأين يكون وجود الإنسان؟

الوجود النفسي: وجود الشئ في نفسه ولنفسه، مثل جسم الإنسان موجودٌ في نفسه ولنفسه.

الوجود الغيري: وجود الشئ لغيره، مثلاً: العلم لا يوجد لنفسه يوجد ضمن شخص يُقال فلان عالم، القيام والقعود وسائر الصفات لا يوجد مستقل وجود غيري يوجد لغيره.

الوجود الرابط: وظيفته الربط فقط، ليس وجوداً في نفسه وإنما هو عين الربط بين وجودٍ ووجود، مثلاً: جسم الإنسان موجود، وقيامه موجود هناك وجود يربط بين الجسم وبين القيام يسمى الوجود الرابط.

عندما نقارن وجود الإنسان بوجود الله، أين يقع وجود الإنسان؟

هنا نظريتان: نظرية الفلاسفة، نظرية العرفاء.

نظرية الفلاسفة: يقولون الإنسان موجود في نفسه إلا أنه وجود ناقص، الله وجود نفسي غاية مافي الباب أن وجود الله كامل لا يشوبه عدم ولا ظلمه ولا حد، بينما وجود الإنسان محدودٌ وناقص ومشوبٌ بالظلمه وإلا فكلاهما موجود نفسي.

نظرية العرفاء: يقولون الإنسان وجوده رابط، الإنسان هو عين الربط والتذلي وعين الحاجه والفقر إلى الله عزوجل، الله له وجودٌ نفسيٌ، أما الإنسان وجوده تعلقٌ وحاجةٌ بالله تبارك وتعالى وليس له وجود نفسي. لماذا يذهب العرفاء إلى هذا التحليل؟

الإنسان ممكن الوجود، الله واجب الوجود وجوده عين ذاته فلابد أن يوجد، أما الإنسان وجوده زائل على ذاته قد يوجد وقد لا يوجد.

معنى ممكن الوجود: أن هذا الوجود عين النقص، وإذا كان عين النقص تقابلة فيه الأضداد، مامعنى تقابلة فيه الأضداد؟

الشرح: وجود الإنسان في كل لحظة هو ميت وهو حي، هومتألم هو ملتذ، هو خائف هو راجي. الوجود الإمكاني نتيجةً لضعفه ولنقصه يعيشُ الأضداد في آنٍ واحد، ويعيش الصفات المتقابله في آنٍ واحد، لأن وجوده محدودٌ ناقص، الإنسان مهما بلغ من القوة والعملقه فهو وجودٌ ضعيف هذا الوجود الناقص مجمعٌ للأضداد، كيف ذلك؟ في كل لحظة تموت منه مئات الخلايا وتحيا منه مئات الخلايا، هو يعيش تزاوج بين الموت والحياة في آنٍ واحد ولذلك عندما نقرأ قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «1» الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ماذا يعني خلق الموت والحياة؟ خلق الحياة أمرٌ واضح، وهو وجودٌ وهبه الله للإنسان والكائنات الحية، لكن كيف خلق الموت؟ خلق الموت والحياة، معناه أنه خلق تزاوج بين الموت والحياة فلا تمر لحظة إلا وفيها موتٌ وحياة، خلق التزاوج والتقارن والتداخل بين الموت والحياة، إنما خلق التزاوج لكي يعتذر الإنسانُ بموته ويقدم لحياته ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا، الضعف في الإنسان يجعلهُ متزاوجاً بين الموت والحياة، بين اللذة والألم كيف ذلك؟ من المستحيل أن تحصل على لذة من غير ألم، لضعف الإنسان كما يعيش التزاوج بين الموت والحياة يعيشُ التزاوج بين اللذة والألم، هذا الإنسان الذي يحصل على ثروة طائلة هل يُمكن أن يلتذ بها بدون ألم؟ مستحيل، في وقت لذته بالثروة هو يتألم من القلق الذي يُساوره خوفاً من فوت الثروة وضياعها لا تمرُ لحظة لذه إلا ومعها لحظة ألم، لا تمر لحظة حياة إلا ومعها لحظة موت، لا تمر لحظة رجاء إلا ومعها خوف، ولذلك الإنسان بطبعه يمتلك أمل وبطبعه يعيش خوف.

إذن حقيقة الإنسان هي الضعف والنقص ونتيجة هذا يعيش موتاً وحياةً، ولذةً وألماً، وخوفاً ورجاءً ولأجل ذلك أُمر بالعبادة الجامعه بين الخوف والرجاء ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ماهي العبادة المأمور بها الإنسان؟ العبادة التي تنسجم مع ذاته والتي تتلائم مع كيانه، هي العبادة المؤلفه من الخوف والرجاء.

ورد عن النبي محمد : ”لا يكون المُؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يحذر مما يخاف ويعمل لما يرجو، يدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا عابدين“، فالعبادة المطلوبة من الإنسان هي العبادة التي تطير بجناحين الخوف والرجاء.

المحور الثاني: العبادة مؤلفه من ركن الخوف وركن الرجاء.

ركن الرجاء «المحبة»: العبادة هي الناشئة النابعة عن حب الله ورجاء رحمته.

الأمر الأول: هل يحب الإنسان الله أو يحب ثواب الله؟ بعض المتكلمين يقولون: الإنسان لا يحب الله إنما يحب ثواب الله لأن الحب من سنخ الإرادة وهي تتعلق بالحوادث والله ليس بحادث حتى يحبه الإنسان، حبُ الإنسان إلى الله معناه حبُ الإنسان لثواب الله عزوجل ولعطاءه ولرحمته.

الفلاسفه يقولون: يمكن أن يحب الإنسان الله بشكل مباشر، لماذا؟ لأن الإنسان طُبع وهو يُحب الجمال، والله عينُ الجمال، وطبع وهو يُحب الكمال والله عين الكمال ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ الله عين الخير ومنبع الخير، فالإنسان يمكن أن يحب الله عزوجل بشكلٍ مباشر من غير واسطة.

الأمر الثاني: الحب على ثلاثة أقسام، كما في علم النفس الفلسفي:

الحب النفعي: معناه أحبك لأنك تخدمني لا لأجلك، ما أشارت إليه الآية المباركه: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ الناس يحبون الشهوات لأنها تقدم إرتياحاً ولذةً للإنسان.

الحب المُجرد: أحبك لأجلك لا لأجل شئ آخر، لأنك أنت وليس لشئٍ آخر، وليس لأجل منفعه أو لذه هذا الحب نادراً ما يحصل بين الناس، هو الذي عبر عنه عابس ناصر الحسين: ”حب الحسين أجنني“ أحب الحسين لأنه الحسين ولم يحبه لأجل مصلحةٍ أو مالٍ أو جاه.

الحب الإلهي: كيف تحب الله، هل تستطيع أن تحبه مباشرة؟ هوالذي يرزقك حُبه ويعطيك حُبه، حب الله يأتي من الله نفسه، معناه بأن الله هو الذي يبدأ العلاقة مع العبد، يحب العبد فيُحبه العبد هذا يستفاد من قوله عزوجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ لماذا قدم قوله يحبهم على يحبونه لأنهم لايمكن للإنسان أن يحب الله حتى يُحبه الله فإذا أحبه الله زرع في قلبه حب الله ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ.

الأمر الثالث: حب الله له درجات:

الدرجة الأولى «درجة التجلي»: أن يتجلى الله في قلبك، ماعلامتها؟ هو إنشراح الصدر نحو العبادة ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ﴿نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ، هل تجد في قلبك حب العبادة؟ تارة تتعامل مع العبادة بثقل وتمارسها بكسل ونفرة إذن أنت لم تصل حتى إلى الدرجة الأولى من حب الله، هذه الدرجة أن تصل إليها وأنت تشعر بإقبال على العبادة ﴿فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ.

الدرجة الثانية «درجة الجذب»: تمر على الإنسان أوقات يُجذب فيها إلى الله لا يَمل من العبادة أبداً مهما قضى ويبقى ساعات في العبادة ولا يسأم، إذا بلغ الإنسان إلى هذا الحد فقد وصل إلى درجة الجذب وقد جُذِبَ من الله عزوجل، الإمام زين العابدين في دعائه: ”أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أحبائك فذاقوا حلاوة مؤانستك“ أنت زرعت النور في قلوبهم والأنس في لقائك، وفي دعاء الإمام الحسين : ”أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك فلم يُحبوا سواك“.

الدرجة الثالثة «درجة الفناء»: أن يصل إلى درجة كل أحاسيسه مفعمة بالله عزوجل، لايذكر إلا الله، لا يلهج إلا بذكر الله، لا يحب الله ولا يغضب إلا لله، إذا وصل إلى هذه الدرجة التي يعبر عنها النبي محمد : ”مايزال العبد يتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها“ وصل إلى درجة الفناء والتي يعبر عنها أمير المؤمنين وسيد الموحدين : ”ما رأيتُ شيئاً إلا ورأيتُ الله قبله وبعده وفوقه وتحته وفيه“.

الركن الثاني «الخوف»:

الإنسان خُلق خائفاً ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا لكن هل يخاف من الله أم لا؟ الخوف له ثلاث درجات:

الدرجة الأعلى «خوف المقام»: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى

مامعنى خوف المقام؟ أن الإنسان دائماً يستحضر جبروت الله وقدرته ونفوذه وإنبساط قيمومته فترتعد فرائصه، الذي يعبر عنه الإمام الحسن الزكي عندما يدخل المسجد إرتعدت فرائصه وإصفر لونه فقيل ما يُصيبك يا أبامحمد، قال: ”أتدرون أنني أقف بين يدي من! إنني أقف بين يدي جبار الجبابرة وملك الملوك“.

الدرجة الأدنى منها «خوف الآخرة»: الآية المباركه ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ* إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ الخالصه معناه ذكرى الآخرة، عندما يعبر القرآن عن شخص بأنه مُخلص قال ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَالمُخلص هو من ملئ قلبه ذكرُ الآخرة فيمتلئ قلبه خوفاً من الله عزوجل ﴿وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ رؤيَ النبيُ كئيباً حزيناً قيل يارسول الله مالنا نراك اليوم كئيباً حزيناً قال: ”نزل علي أخي جبرئيل فرأيته قاطباً عابساً، قلت أخي جبرئيل مالي أراك قاطباً عابساً، قال: الآن وضعتُ منافخ النار، قلتُ: وما منافخ النار؟ قال: إن الله أمر بالنار أن تُنفخ فنُفخت ألف عام حتى إبيضت، ثم نُفخت ألف عام حتى إحمرت، ثم نُفخت ألف عام حتى إسودت، لو نزلت قطرةٌ من ضريعها على شراب أهل الدنيا لماتوا من نتنِ ريحها، ولو وقعت حلقةٌ من سلسلةٍ ذرعها سبعون ذراعاً على أهل الدنيا لماتوا من حرها، إن المؤمن يوم القيامة لينفرُ منها، وإن من يقع فيها يريد الهروب منها كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍ أعيدوا فيها ﴿وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِفما رُأي النبيُ باسماً بعد ذلك اليوم“ ذكرى الآخرة، الإمام زين العابدين علي يركز على ذكرى القبر: ”ومالي لا أبكي ولا أدري إلى أين مصيري وقد خفقت عند رأسي أجنحة الموت وماليَ لا أبكي، أبكي لخروج نفسي، أبكي لظُلمة قبري، أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكرٍ ونكيرٍ إياي، أبكي لخروجي من قبري عريانً ذليلاً حاملاً ثقلي على ظهري، أنظرُ مرةً عن يميني ومرةً عن شمالي إذ الخلائق في شأنٍ غير شأني“

الدرجة الثالثه «الخوف من النفس»: أنا مؤمن أصلي وأصوم لكن أخاف الإنحراف وأن أزل وأسقط في الهاوية ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي الخوفُ من النفس زاد المُؤمن، ورد عن النبي : ”لايزال المؤمن خائفاً من ذنبٍ قد مضى لا يدري ماصنع الله فيه، وعمرٍ قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه“ لعل الإنسان يصاب بسوء الخاتمه، فهو بين مخافتين ذنبٍ قد مضى وعُمرٍ قد بقي ولا يصلحه إلا الخوف ”إني أخاف إن عصيتُ ربي عذاب يومٍ عظيم، ورد عن الإمام الصادق :“ خف الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت ترى أنه يراك ثم برزت له بالمعصية ”بعضنا لشدة شقاوته يتحدى الله بالمعصية، البعض حتى وقت المعصية يعلم بأنها معصية ويلتفت إلى أنها رذيلة ومع ذلك يُصرُ على عملها،“ أنا صاحب الدواهي العُظمى أنا الذي على سيده إجترى، أنا الذي عصيت جبار السما، أنا الذي أخذت على معاصي الجليل الرُشا، أنا الذي حين بُشرت عليها خرجتُ إليها" تحدي وتمرد على الله، وهذا التمرد والتحدي لا ينسجم مع الخوف من النفس، أن تخاف من نفسك أن تزل وأن تخطئ.

هذان الركنان، ركن الخوف وركن الرجاء والحب تتقوم بهما العبادة وكان أمير المؤمنين وسيد الموحدين إذا صلى صعق في صلاته، القرآن يتحدث عن موسى ابن عمران: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا أما أمير المؤمنين كان في كل ليلة يصعق ويُحرك فإذا هو مغشيٌ عليه، أمير المؤمنين هذان الركعتان التان يصعق بهما يحبهما يعشقهما، ويقول: ”ركعة لي في دنياكما أحب إلي من الجنة وما فيها“.

الإمام علي (ع) وعلم الكتاب
الإمام علي (ع) معجزة الرسول (ص)