خلق الإنسان والحياة المقدرة له
عبدالله - 26/02/2017م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمساكم الله بالخير سيدنا

معي شخص بالجامعة لديه عدّة أسئلة:

1| الله خلق الإنسان وقدّر له حياته، لماذا جعل الله البداء «تغيير القدر كإطالة العمر»؟ والله يعلم أنه سيتغير «العمر قصير ثم لسبب ما يطول»؟ وبالنتيجة لماذا لم يكتب الله ذلك ابتداءً؟


2| خلق الله الإنسان مُخيَّراً، وليس مُسيَّراً، ومع ذلك فالإنسان وُجد في بيئة تُؤثِّر فيه، كالحرارة، والجبال، وعائلة،... الخ، وكلّ ذلك ليس باختياره!! فكيف هي آلية التخيير؟؟


3| الشخص المنحرف الذي ينشأ في بيئة مُنحرِفة ليس له ذنبٌ في أنّه نشأ مجرماً؛ لأنه لم يختر بيئته!!! «ومؤدّى كلامه - والعياذ بالله - أنَّه لا يوجد عدلٌ في توزيع الأقدار... الخ»، «ما هُو جوابكم على هذا القول»؟


شاكرين لكم مُقدماً، ودمتم في رعاية الله،،،
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

1| الأجل مكتوبٌ من الأول، وإنّما ”البداء“ في عالمنا، وليس عنده تعالى بداء، مثلًا؛ إنّ الله - عزّ وجلّ - يعلم من البداية أنّ الإنسان الفلاني الذي جاء للدنيا مريضًا عليلًا، سوف يتصدّق، وأنّ عمره طويلٌ، فلا بداء عنده، وإنّما بالنسبة لنا، وبالنسبة للملائكة، نحن نرى أنّ عمره قصيرٌ، لأنّه مريضٌ بمرضٍ لا يعيش معه أكثر من 40 سنةً، ونتفاجأ أنّه عاش 80 سنةً، فالتغيّر والبداء في علم المخلوقين، لا في علم الخالق، وإلاّ فهو - تعالى - عَلِم بمدّة العمر من البداية، نتيجة أعمالٍ صالحةٍ يقوم بها العبد.

2| الإنسان مخيَّرٌ في سلوكه، لا في أسرته، ومكان ولادته، وبالتالي فهو مسؤولٌ عن ما تكون إرادته دخيلةٌ فيه.

وأمّا الأمور التي لا يستطيع تغييرها، لتأثير البيئة، أو الوراثة، تأثيرًا قعريًا؛ فليس مسؤولاً عنها ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.

3| إذا خُلِق الإنسان في بيئةٍ مُجرِمة، ٍ فتعلَّم الإجرام، فإن كان له قدرةٌ على تغيير شخصيته، لأجل التفاته إلى منهج الصلاح، وإمكان أن يتفاعل معه؛ فهو مسؤولٌ عن ذلك، وإن لم يستطع ولم يملك القدرة على التغيير فهو معذور، وإذا لم يعوضه الله في الدنيا عما أصابه من النقص بالنسبة لغيره من الناس فإنه يُعوَّض في الآخرة حتماً على صبره على الابتلاء ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك