قداسة النبي محمد (ص)
Hedaya - 16/06/2014م
السلام عليكم ورحمة الله..

انا سمعت من متحدث أن ”القداسه مرتبطة بالشخص الذي يقدس وليس بالمقدس نفسه“.

مثلا: المسلمون يقدسون الكعبه فهي تعني في ديانة الاسلام بالقديسة الكثير لكنها لا تعني مثلا للمسيحية بشيء من القديسة والعكس فإن قدس المسيحين الايقونه فهي لاتعينا كمسلسمين بشيء.

ثم قاس هذه المقولة على الرسول الاعظم فقال بأنه قدس بسبب شغف وحب المسلمين وهو ليس مقدسا بذاته.. فما مدى صحة هذا القول؟
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

القداسة هي عبارة عن النزاهة عن النقص وهي إما ذاتية أو عرضية، فالقداسة الذاتية لله عز وجل، والقداسة العرضية لكل موجود متصل بالله، فبمقدار ارتباطه واتصاله بالله يكون مظهراً لقداسة الله عز وجل، فالأنبياء والأوصياء والحجج لأنهم مظاهر حكمة الله وقدرته فهم موارد القداسة الإلهية، وتقديسهم عين تقديس الله عز وجل الذي يتجلى في أشخاصهم وأنوارهم.

نعم إن التقديس فرع الإعتقاد بأن المقدس متوفر على صفة القداسة، ولولا اعتقاد المسلم بأن الكعبة بيت الله لما قدسها، ولولا اعتقاد المسلم بأن النبي محمداً نور الله ورسوله لما قدسهم إلا أن كون التقديس متفرع على الإعتقاد بعظمة المقدس لا يلغي القداسة الواقعية للمقدس؛ فإن الاعتقاد مجرد طريق لا أكثر، نظير أن يختلف الناس في وصف شخص معيّن بأنه ذكي أو أنه مستقيم أو أنه عالم وأشباه ذلك، فإن من لم يعتقد بكونه عالما لن يصفه بأنه عالم، ولن يتعامل معه على أنه عالم إلا أن هذا الاعتقاد مجرد طريق، فلو لم يعتقد بأنه عالم فهذا لا ينفي أن ذلك الشخص عالم في الواقع، فاتصاف الإنسان بكونه عالماً واقعاً لا يدور مدار الناس بأنه عالم أو غير عالم، بل اتصاف الإنسان بكونه عالما أمر واقعي علِم به الناس أم لم يعلموا، إلا أن الناس لا يمكنهم أن يتعاملوا معه معاملة العالم حتى يعتقدوا بذلك، وهذا مرتبط بمقام الإثبات وليس مرتبطاً بمقام الثبوت والواقع، فكذلك الأمر بالنسبة للقداسة؛ فإن اتصاف الإنسان أو الموجود الكوني بطونه مقدساً أمر واقعي وهو عبارة عن كونه مظهرا لعظمة الله وقدرته، علم الناس بذلك أم لم يعلموا، نعم لا يمكن للناس أن يتعاملوا معه معاملة التقديس حتى يعتقدوا بكونه واجداً لهذه العظمة.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك