الولاية التكوينية والمعجزة
مـحـمـود الشماسي - 01/02/2010م
السؤال الأول:

حسب فهمي لما طرحتموه في محاضراتكم في السنوات السابقة ان الرأي الآخر يقول أن المعجزة هي ما لا يستطيع الإنسان تحقيقه بالقوانين الطبيعية.. وما يمكن تحقيقه فيسمى كرامة مثل ولادة المسيح .

وهناك حديث قدسي يدعم هذا الرأي وهو «عبدي أطعني تكن مثلي أقل للشيء كن فيكون» لم يُذكر في الحديث أي اعتبار للعلم في الولاية التكوينة وهذا يدل على عدم ضرورة معرفة المقدمات للمعجزة.

وهناك دليل آخر يتعارض مع الرأي الأول وهو أن النبي عيسى كان يخلق من الطين الطير ومفاد الرأي الأول يقتضي أنه يمكن لأي انسان أن يخلق إذا حقق المقدمات بينما آية أخرى تقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} مما ينفي قدرة الإنسان على الخلق.

وهذا يعني أن المعجزة لا تخضع لقوانين المادة في تحقيقها.

السؤال الثاني:

في الليلة السابعة قلتم أن الإمام المهدي عجل الله فرجه سيقيم الحضارة الكونية إعتماداً على العلم وليس الإعجاز وفي الليلة الأخيرة قلتم أنه سيوظف عالم الملكوت لبناء الحضارة الكونية..!

هل هذا تناقض؟

السؤال الأخير وهو في موضوع آخر:

ذكرتم في معرض تعريف أصحاب التأويل هذه الآية {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ «31» ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}، سماحتكم لم تقوموا بذكر الآية كاملة وسياقها لا يتناسب مع مقام أهل البيت حيث أن باقي الآية تقول {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}، فحبذا لو بيّنتم هذه النقطة لاسيما أنها من الشبهات التي تطرح على المذهب.

الختام

جزيل الشكر والتقدير لسماحتكم وشكراً على محاضراتكم الغنيّة بالمعارف زادكم الله من علمه وزادنا من فوائدكم
الجواب

ج1 - في المعجزة رأيان أحدهما أن صدورها يستند لسبب غيبي وهو الإرادة القدسية من قبل المعصوم والثاني أن صدورها منوط بمقدمة مادية والإرادة القدسية والحديث القدسي - عبدي أطعني تكن مثلي أو مثلي تقول للشيء كن فيكون - لا ينافي الرأي الثاني لقوله - مثلي - ومن المعلوم أن الله عندما يخلق الأشياء المادية كالجنين فإنه يخلقها بإراداته بواسطة مادية كالنطفة مثلاً فكذلك العبد إذا صار مثل ربه يمر بقانون الخلق نفسه.

وأما قوله عز وجل - ﴿لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا - فإنه ينفي الخلق بمعنى إفاضة الوجود فإن ذلك خاص بالله وأما الخلق بمعنى أن يكون العبد واسطة في الإفاضة كما حصل لعيسى في خلق الطير فلا مانع.

ج2 - أن يوم المهدي يوم إقامة الحضارة الكونية القائمة على العلم ومن أفراد العلم الذي سيفيضه المهدي لأجل الحضارة هو العلم ما وراء المادة وهو عالم الملائكة، كما وظف سلميان الجن بواسطة العلم.

ج3 - إن الضمير في قوله تعالى: ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِيعود للمضاف إليه إلا المضاف من قوله﴿اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَاأي أنه يعود على عبادنا لا على المصطفين منهم.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك