ملخص: علاقة المصطفى (ص) بالسماء، في دليل حساب الإحتمالات

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [الجمعة: 2]

كان الحديث حول الأدلة والبراهين التي من خلالها نثبت نبوة محمد ، وتم التعرض لثلاثة أدلة:

  • الدليل العلمي.
  • الدليل الرياضي.
  • الدليل الكلامي.

 الدليل العلمي:

وهو يتلخص في قانون «إذا كانت الظاهرة أكبر من الظروف والعوامل التي نشأت منها، فإنه هناك عاملا إضافياً ساهم في تكوين وتوليد هذه الظاهرة».

تم عرض مثالين الأول عرفي والثاني علمي:

المثال العرفي

عند إستقبال رسالة تتضمن نص بلاغي بديع من شخص قريب صغير في العمر لايحمل ثقافة أو تجربة أدبية أو شعرية، فالعقل ينبه بأن هناك عامل إضافي ساهم في تكوين هذه الرسالة كصديق للفرد أو أباه أو أخاه..

مثال علمي

عند إكتشاف الإلكترون، أنجذبت الأشعة نحو الطرف الموجب من المغناطيس، فمع كون المغناطيس لايجذب الأشعة، قاموا بتحليل الظاهرة فاكتشفوا بأن هناك عناصر دقيقة هي التي انجذبت للمغناطيس لا الأشعة نفسها..

تطبيق الدليل العلمي على ظاهرة نبوة محمد

عندما جاء النبي ص إلى المجتمع العربي تحول المجتمع إلى حالة من الانقلاب الشامل في مفاهيمه ومعتقداته وعلاقاته.

لتوضيح هذا الانقلاب الشامل ننستعرض مايلي:

  •  المجتمع الذي كان طبقيا أصبح يدعو إلى محو الطبقية.
  •  المجتمع الوثني تحول إلى مجتمع توحيد يدعو إلى الوحدانية الخالصة.
  • المجتمع الصحراوي المتخلف ثقافياً تحول إلى مجتمع مثقف تملؤه المفاهيم بماوراء الطبيعة وحقائق الكون والمفاهيم الاقتصادية.
  •  المجتمع المتفكك المتحارب تحول إلى مجتمع منتظم تحت دولة تحكمها قوة اقتصادية وقوة عسكرية.

فهذه الظاهرة المتمثلة في الانقلاب الشامل في المفاهيم والمعتقدات والعلاقات، التي كانت أكبر من الظروف والعوامل التي نشأت فيها، دليل على أن هناك عامل آخر ساهم في تكوين هذه الظاهرة.

الأمر الآخر هو اجتماع القيادات الإدارية والفكرية والعسكرية والتنظيرية والتنفيذية والقضائية في شخص واحد لا تتيسر لشخص لم يخضع لمدة طويلة من التدريب، بينما النبي ص لك يخوض اي ميدان شعري وادبي.

وهذا يدل على أن الظاهرة أكبر من الظروف التي نشأت فيها.

البرهان الرياضي

وهو المعبر عنه بدليل حساب الإحتمالات وهنا ثلاثة خطوات لتطبيق هذا الدليل:

  •  جمع الظواهر.
  • المقارنة بين الفرضيات.
  • كلما تضائلت درجة الإحتمال في فرضية، تصاعدت درجة الإحتمال في فرضية أخرى.

هل الأرض جزء من الشمس؟

الظواهر

  • العمر
  • الإتجاه
  • تناسب السرعة
  • العناصر

الفرضيات

  • الاستقلالية
  • الجزئية
كلما شاهدنا هذه الظواهر تضائلت فرضية استقلالية الشمس عن الأرض.

نطبق هذا الدليل على نبوة محمد :

الظواهر

  • الاستقامة الفريدة

وهذا ماتم بيانه في المحاضرة الثالثة.

  • الدين الفريد

وهذا ماتم بيانه في المحاضرة الرابعة.

  • المعجزات

كالاسراء والمعراج.

  • الكتاب الاستثنائي

الذي تحدث عن حقائق كونية قبل أن يكشفها العلم بمئات السنين كموقع حركة النجم ونظرية توسع السماء ومبدأ الكون.

الفرضيات

  • هذه الظواهر صناعة بشرية
  • هذه الظواهر صناعة إلهية سماوية

فبالمقارنة نجد أن ماجاء به النبي صناعة إلهية سماوية وهذه النتيجة العلمية لنبوة محمد بدليل حساب الإحتمالات.

البرهان الكلامي

وهو يتكون من خطوتين:

  • أن إقامة المعجزة تصديق لنبوة

﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 49]

  • هل يمكن لله عز وجل تصديق الكاذب؟ فتصديق الكاذب أمر قبيح لايصير من الكمال والحسن المطلق.

علماء الكلام يقولون ان الله أعطى المعجزة لمحمد ص فلو كان محمداً كاذباً، لكان إعطائه المعجزة أمر قبيح. والقبيح لايصير من الكمال المطلق وهو الله عز وجل.