مَن يَنتَظرُ مَن

شبكة المنير

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.

نبارك للجميع الأمة الاسلامية. ولادة الإمام المنتظر أمل البشرية عجل الله تعإلى فرجه الشريف، ونسأل الله تعإلى أن يحبونا في هذه الليلة المباركة دعاءه وخيره وبركاته ورعايته إنه سميع مجيب.

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا [النور: 55]

صدق الله العلي العظيم

المحور الأول:

سكن الإنسان الأرض مع نظيره نياندرتال، ثم انقرض نظيره ويسيطر الإنسان على الطبيعة، لأنه يمتلك عوامل السيطرة، الذكاء والارادة واللغة وهذا ما قصدته الأية المباركة ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ [الإسراء: 70] بهذه الصفات الثلاث ﴿وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ لأنهم اخترعوا بعقولهم وسائل النقل. ﴿وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لأنهم استطاعوا بمواهبهم استنطاق الكون واستخراج كنوز الطبيعة وطاقات الوجود.

لكن هل إن الإنسان مثل الدور الذي أنيط به؟ لقد انيطت به الخلافة على الأرض، وإقامة حضارة مادية عادلة قال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ [الأحزاب: 72] لكن هذا الإنسان اساء استخدام القدرات والمواهب التي أعطاها الله إياه ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا.

كيف أساء الإنسان واستخدام القوى؟

أصبح الإنسان يطغى ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى «6» أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى «7» [العلق: 6 - 7]، ملك العلم، ملك القدرة، ملك الإرادة، لم يستخدم قدرته وعلمه وإرادته في نفع البشرية، وإنما غستغل ذلك في ما لوث الطبيعة وغير تضاريس الطبيعة غير دميموغرافية الأرض، وخرب الأجواء نتيجة لإستغلاله علمه في ما يسيء للطبيعة الإنسانية على الأرض، لأجل ذلك نشأ من هذا الظلم الويلات الكثيرة.

لاحظوا ما ذكره الدكتور هشام طالب في كتابه «بناء الكون ومصير الإنسان» المطبوع عام 2006م صفحة 671 تحت عنوان «الإرهاب البيولوجي» يقتل مليون إنسان عام كذا وكذا، وذكر الفصل الثاني من الكتاب إن تدخل الإنسان في التعديل الوراثي للأحياء والاستنساخ البشري للإنسان والحيوان والزراعة النسيجية وغيرها من التطويرات البيولوجيه أمرٌ مثيرٌ للشبهة والاهتمام معًا في آن واحد، لماذا؟ هو أمرٌ مثيرٌ للشبهة؟ لأنه كما يقول عالم الفلك البريطانيين مارتن ريس الذي وضع كتابً عام 1943م بعنوان «ساعتنا الأخيره» قال كان قبل 100 سنة احتمال فناء الإنسان 20% وأصبح الأن احتمال فناء الإنسان 50% لماذا؟

لأن الإنسان جارعلى الطبيعة، وطغى بجبروته وسوء استخدامه لقدراته، لوث الجو، وملئ الدنيا بالأوبئة وبالأسلحة المدمرة، ملء الدنيا بظلمه وطغيانًا فأصبح فناء الحياة احتمال فناء الحياة 50%.

وهذا ما يؤكده الفيلسوف نعوم تُشُومِسْكِي في مقابلة على قناة DiEM25 TV وهو من رواد الفلسفة التحليلية، قال: رغم أن الأزمة الحالية «أزمة كورونا» التي تفرضها جائحه كورونا على العالم إلا أن هناك أزمات آخرى بإنتظار العالم وتهدد البشرية وتهدد وجودها، لماذا؟

أنظر إلى أزمة الاحتباس الحراري، انظر إلى أزمة الحروب النووية، إنها أزمات مخيفه ومريعه تنذر بإنقراض البشرية من على الأرض. قال: إن هذه الأزمة الحالية أثبتت فشل سياسات السوق التي فاقمت المشاكل الأجتماعية والاقتصادية، لماذا؟ كان من المتوقع لهذا الإنسان الذي يمتلك العلم ويمتلك التنبؤ بالمستقبل بمختلف أحداثه كان من المتوقع أن يتنبأ بحدوث فيروس من نوع كورونا، وكان من المتوقع أن يستعد له قبل حدوثه لكن هذا لم يحصل، لم تعمل المختبرات حينها، لاحظوا كم وباء مرعلى البشرية؟

2001م الجمرة الخبيثة، 2002م فيروس غرب النيل، 2003م السارس، 2005م انفلونزا الطيور، 2009م انفلونزا الخنازير كل هذه الأوبئة والأحداث التي مرت ألم تكفي في أن توقع الإنسان بعلمه وبمختبراته حدوث فيروس من نوع كرونا بحيث يستعد له! لكن هذا لم يحصل!، لم تعمل المختبرات حينها على تطوير الحماية من الأوبئة المحتملة.

لأن كثيرًا من المجتمعات البشرية سلمت مصيرها لشركات الأدوية وبعض شركات الأدوية العملاقة لا تخضع للمسائلة ولا للمراقبة، يهمها أن تصنع كريم لنعومة البشرة لأنه أكثر ربحًا لها من أن تصنع لقاحً يحمي البشرية من الزوال والانقراض. لاحظوا كتاب «رأسمالية الكوارث» ل أنتوني لوينشتاين، يقول في كتابه إن أكثر المستفيدين من الكوارث الصحية والطبيعية هي هذه الشركات، لأنها تحقق أرباحًا ضخمه من ورائها.

لأجل ذلك نقول: كما يكرر ذلك بعض علماء البيئة إن الإنسان أكثر الكائنات الحية ضرر على البيئة، لأنه أساء استخدام العلم والقدرة والإرادة التي وهبت إياه، فملىء الطبيعة بهذه الأجواء الملوثة وملىء الطبيعة بهذا الخوف وبهذا الرعب، سواءً كان الإنسان مساهمًا في تطوير فيروس كورونا تطويرًا جينيًا، أو كان مساهمًا في تهيئة الأجواء لإنتشاره، أو كان مساهمًا في إعاقة وضع الحلول ووضع الإستعدادات أمام الحد من انتشاره، فإن انتشاره يستندُ إلى جزء من ظلم الإنسان وطغيانه.

لأجل ذلك نقرأ هذه الآية المباركة بتمعن ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ [الروم: 41]. الفساد عبارة عن اختلال نظام الطبيعة، واختلال نظام الطبيعة نتيجة جور الإنسان على الطبيعة ﴿بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم: 41]، وهناك نصٌ نبويٌ «لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله رجل من اهل بيتي يملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلمًا وجورا»، هنا يتساءل هل يستطيع الإنسان أن يملأ الأرض ظلمًا وهو مخلوق صغير يعيش في ثلث من الأرض؟ بينما ثلثا الأرض مياه ومحيطات وبحار؟ نعم استطاع الإنسان أن يضرب الأرض كلها لظاهرة الاحتباس الحراري التي تنذر الأرض بطوفانات تغرق الأرض بأكملها، نعم استطاع الإنسان أن يملأ الأرض ظلمًا وجورا بالاسلحة النووية، نعم استطاع الإنسان أن يملأ الأرض ظلمًا وجورا بمساهمته في نشر الأوبة المدمرة المريعة للبشرية جمعاء.

المحور الثاني: الحاجة للمنقذ العالمي.

كل أزمة تمر على البشرية تخلف أخطارًا ثلاثة: الخوف، والجوع، والنقص، وقد تعرض لهذه الأخطار القرآن الكريم بقوله: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ [البقرة : 155]، فيروس كورونا أحدث الخوف؛ كان الخوف موجودًا فينا، كنا نخاف من الأمراض، والزلازل، والحروب، والإنهيار الإقتصادي العالمي، لكن إزداد منسوب الخوف عندما برز هذا الفيروس المجهري الذي لا نراه.

كورونا أحدث الجوع، تعطلت الكثير من الشركات، وسرح كثير من الموظفين، وأغلقت كثير من الأعمال، انتشرت ملايين الأسر في حالة من الضرر وحالة من الضياع، كثير من الأسر تضررت نتيجة انسداد باب العمل وباب كسب الرزق فانتشر الجوع. وأما النقص في الأموال والأنفس والثمرات فهو أمر واضح.

إذن كل أزمة تمر على البشرية تخلف هذه الأخطار الثلاثة، وتوالي الأزمات وتتابع الكوارث الإقتصادية والصحية والأمنية كلها تنقل البشرية إلى أجواء آخرى أجواء الحاجة للمنقذ العالمي، ستصل البشرية إلى يوم نتيجة هذه الكوارث كلها تنادي كلها بصوت واحد أين المنقذ العالمي؟ أين الذي بيده حماية البشرية من الخوف، والجوع، والنقص، ستضج البشرية كلها في نهضة الجوع والخوف والنقص لتتساءل أين المنقذ العالمي؟

المنقذ العالمي نظام يمتلك دعائم أساسية:

الدعامة الأولى: العقلية الإدارية.

الدعامة الثانية: التخطيط الاقتصادي العادل الذي يوازن بين روافد الثروة وحاجات الاستهلاك ومواطن التوزيع.

الدعامة الثالثة: القيم الإنسانية.

لاحظوا النظام العالمي ليس قائمًا. هناك حضارة مادية شامخه لكن ليس هناك حضارة مادية قائمة على قيم بشرية إنسانية، القيم الإنسانية ضائعه العالم كله تحرك نتيجة فيروس مجهري، يبحث عن لقاح يحمي البشرية منه، ولكن هذا العالم لم يتحرك مع وجود الملايين التي تعيش وتموت جوعًا، كل ذلك لغياب القيم الإنسانية.

إذن البشرية ستفر وستلجئ إلى المقذ العالمي الذي يجعلها تعيش حضارة مادية واقتصاد عادلًا وقيمًا إنسانية، بحيث تتحول البشرية كلها إلى أسرة واحدة تجمعها روح الأخوة وروح الإنسانية.

وهذا لن يتحقق إلا إذا كان نظام المنقذ العالمي تحت راية إنسان أهلته السماء لهذا الدور العظيم، ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ [القصص: 5].

المحور الثالث: مَن يَنتَظرُ مَن.

كلنا نقول اننا ننتظر المنقذ العالمي، كلنا نقول اننا ننتظر ذلك اليوم الذي اتفقت عليه الأديان والمذاهب، كلها متفق على ضرورة خروج منقذ عالمي قبل قيام الساعة، كلنا ننتظره، لكن هل اننا ننتظره أم أنه هو الذي ينتظرنا؟! الصحيح هو الذي ينتظرنا، لماذا؟ هناك ثلاث نوافذ من خلالها نعرف أنه هو الذي ينتظرنا.

النافذة الأولى:

الآية القرآنية، قوله تبارك وتعالى: ﴿وَالْعَصْرِ «1» إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ «2» العصر ربما يكون المراد به عصر الظهور أو عصر الإنتظار ﴿وَالْعَصْرِ «1» إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ «2» إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ «3» [العصر: 1 - 3]، مسؤوليه التواصي وهي مسؤولية الرقابة الإجتماعية التي قالت عنها آية اخرى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران: 104] هذه المسؤولية ضرورية من أجل تحقيق الإنتظار، نحن لا نتكلم عن الإنتظا القلبي أو الإنتظار اللساني، نحن نتكلم عن الإنتظار العملي، عندما يرد عن الرسول : ”افضل اعمال امتي انتظار الفرج“، وفي حديث آخر ”الفرج في انتظار الفرج“ فما هو المقصود بالإنتظار الذي هو أفضل الأعمال، أفضل من الصلاة وَالصوم! أفضل من القربات! ماهو المقصود بها الإنتظار، ماهو الإنتظار الذي فيه الفرج حتمًا ليس المقصود بالإنتظار القلبي أو اللساني! المقصود به هو الإنتظار العملي، والإنتظار العملي المترسم.

النافذة الثانية:

ماورد في رواية عبد العظيم الحسني، عن صفوان بن يحيى، عن إبراهيم بن أبي زياد، عن أبي حمزه الثمالي، عن أبي خالد الكابلي: ”دخل على الإمام زين العابدين وسأله عن أمل البشرية عن المهدي المنتظر فأجاب الإمام زين العابدين «بكلام فلنطبقه على أنفسنا أيها الإخوة لنسأل أنفسنا هل أننا مصداق لهذا الكلام الذي ذكره الإمام زين العابدين أما لا! لنعرف أننا من المنتظرين حقًا أم لا؟ من المُنتظرين من قبل المهدي عجل الله فرجه الشريف أم لا؟» قال : إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته المنتظرين لظهوره أفضل أهل كل زمان“، لماذا؟ لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة.

إن هذه الرواية ترشدنا بشكل واضح إلى أن عصر الظهور عصر علم وحضاره لأنه ذكر العقول والأفهام والمعارف، وهذا يعني أنه سيظهر في عصرٍ قد تقدم فيه العلم وقد تعملق فيه الإنسان بالعلم، لهذا الإنتظار العملي يعني التسلح بالعلم.

كثير من المسلمين فرح عندما سمع أن حكومة برلين لبعض المساجد أن ترفع صوت الأذان فيها، وبلدية لندن سمحت لبعض المساجد أن ترفع صوت الأذان فيها، وإذاعة BBCجعلت من بعض برامجها تفسير آيات القرآن الكريم فاعتبره كثير من المسلمين نصرًا للإسلام، هذا أمر جميل لكن النصر الحقيقي هو الإنتصار بالعلم.

عندما يبرز أبناء المسلمين في مختلف التخصصات العلمية، في العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية، وفي العلوم الدينية، في العلوم الفلسفية، عندما يبرز أبناء المسلمين رواد في مجال العلوم أصحاب نظريات واختراعات حينأذن يتحقق الإنتصار العلمي، ويتحقق معنى الإنتظار العملي.

النافذة الثالثة:

ما ورد عن الإمام المنتظر عجل الله فرجه: ”ولو ان اشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم ولعنهم اليوم لقائنا ولك عجلت لهم السعاده بمساعده“ إن الإمام ينص على اجتماع القلوب، ينص على أن تخلو قلوبنا من الحزازات والأحقاد والضغائن، ينص على أن نتحول كلنا كل المسلمين إلى أسرة واحدة تحب بعضها بعضا ويرحم بعضها بعضا.

الامام المنتظر يقول لنا إذا أردتم لقاءنا لا يلزم أن يكون لقاء مباشر، لقاء تسديد، لقاء نصح، لقاء مراقبة، إذا أردتم لقاؤنا فعليكم بإجتماع القلوب، عليكم أن تجسدو روح الأخوة «انما المؤمنون اخوه» الأخوة تعني أن يرحم الغني الفقير، الأخوة تعني أن ترفع من قلبك الغل والحقد «ربنا اغفر لنا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا» الأخوة تعني أن يجتمع كلنا على البناء العلمي والعملي، فإن هذا هو الإنتظار. هذا ماينتظره المهدي منا لا ما ننتظره منه، إنه ينتظر منا أن نتحلى بهذه الخصال الثلاث التي تعرضنالها فإن بالتحلي بها الإنتظار العملي الذي يرتقبه منا الإمام المنتظر «عج».

وهذه الليلة المباركة، ليلة الدعاء، ليلة العبادة، ليلة العروج إلى الله، إنها إحدى ليالي القدر العظيمة، حاولوا في هذه الليلة أن تجتمعوا على الدعاء والتوسل وزيارة الحسين على التوسل بأهل البيت «صلوات الله وسلامه عليهم» وعلى الصدقه التي تدفع البلاء، وعلى أن يرحم الغني الفقير، حاولوا هذه الليلة أن تجسدو أروع صور الأخوة وأروع صور الدعاء والعروج إلى الله في صلاة الليل بالأدعية والإبتهال إلى الله لكي نشترك هذه الليلة في دعاء الإمام المنتظر، إنه يدعوا ربه هذه الليلة فلكي نكون ضمن دعائه وضمن إبتهاله وضمن صوته علينا أن ننشغل الليله بالدعاء والصلاة والنافلة والصدقة والتوسل بأهل البيت وزيارة المولى أبي عبد الله الحسين وفقنا الله وإياكم لطاعات والقربات.

اَللّهُمَّ كُنْ لِّوَلِيِّكَ اَلحُجَّة بنِ اَلحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَ عَلى آبائِهِ في هذِهِ اَلسّاعِةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وحَافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً َوَعَيناً حَتّى تُسكِنَهُ أرضَك طَوعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً.

والحمدلله رب العالمين