تقرير: الطاقات الاكاديمية وتوظيفها في خدمة المجتمع والمذهب

شبكة المنير محمد الخباز

وسط حضور كبير ومميز، جمع بين مختلف شرائح المجتمع القطيفي، استضافت حسينية أهل البيت بالمجيدية مساء الاثنين الماضي سماحة العلامة السيد منير الخباز في ندوة اجتماعية حملت عنوان ”الطاقات الاكاديمية وتوظيفها في خدمة المجتمع والمذهب“، تحدث فيها بنوع من الاستفاضة عن ثلاثة محاور، جاءت كالاتي: الحركة الحضارية وما هو الميزان والمقياس لها، كيف يستطيع الانسان ان يبني حضارة لمجتمعه وان يبني مجدا وفخرا لطائفته، واخيرا كيفية توظيف الطاقات الاكاديمية في خدمة المجتمع والمذهب.

المحور الأول: الحركة الحضارية وما هو الميزان والمقياس لها

بدأ العلامة الخباز هذا المحور بتعريفه للحركة، واصفا اياها ب ”الانتقال من القوة الى الفعل“، وضاربا عدة أمثلة عليها، منها: ”انتقال الانسان من التعلم بالقوة في صغره إلى التعلم بالفعل حين دخوله المدرسة“. ثم بين أن للحركة نوعان، وهما: ”حركة ظاهرية عرضية ”تتمثل في نمو جسم الانسان، و”حركة ذاتية جوهرية ”تتمثل في نمو العقل والفكر والثقافة لذى الانسان.

بعد ذلك، اوضح العلامة الخباز بأن الانسان هو أكثر المخلوقات حركة على وجه الأرض، شارحا ومصححا المفهوم الخاطئ لذى العامة من معنى مقولة ”الانسان حيوان ناطق ”عند علماء المنطق، مؤكدا أن المقصود بكلمة الحيوان هو الحياة، بينما القوة اللغوية هي ما تقصد من كلمة ناطق، مبينا أن الانسان يعيش حركة مستمرة في كلا العنصرين «اي الحياة والقوة اللغوية»، متطرقا بشكل عابر عن تميز الانسان في قوتي اللغة والاستنتاج عن مختلف الحيوانات الموجودة.

واختتم العلامة الخباز حديثه في المحور الاول بحثه الجميع للتركيز على الحركة الفكرية العلمية للانسان، الذي يعتبر دون ادنى شك المقياس الأهم والاقوى لحركة الحضارات، مبينا أنه لا توجد حضارة أبدا دون حركة علمية وفكرية، قبل ان يحذر الجميع من الانجراف فقط وراء حركتي الاعمار والاقتصاد اللتين لايمكن الاعتماد عليهما وحدهما في بناء أي حضارة حقيقية.

المحور الثاني: كيف يستطيع الانسان ان يبني حضارة لمجتمعه وان يبني مجدا وفخرا لطائفته

أكد العلامة الخباز خلال المحور الثاني من الندوة على أنه لا يمكن للاقليات في أي مكان بالعالم أن تثبت وجودها الا بالقوة، مبينا أن للقوة ثلاثة مظاهر، وهي: القوة الاقتصادية، القوة الاجتماعية، والقوة الفكرية. قبل أن يضرب مثلا بقبيلة الخوجة الهندية، التي كانت أقلية ضعيفة جدا، واستطاعت من خلال امتلاكها للثلاثة مظاهر من القوة، في أن تصبح أكثر الاقليات تأثير في الهند والعالم ككل.

وأضاف، ”هم المصير ”هو ما يجب ان تنشغل فيه كل الاقليات، لانه الهم الذي تذوب معه كل الخلافات والفروقات، وهو ما يقودها بطبيعة الحال إلى امتلاك قوة اجتماعية وفكرية، محذرا اياها في نفس الوقت من الانشغال في الهموم الصغيرة «وان كان بعضها ايجابي»، كونها تساهم بشكل فعال في هدم أي مساعي لامتلاك احد مظاهر القوة الثلاث، مبينا أن المقياس الاهم لحضارة الانسان هو مقياس قوته الفكرية والعلمية.

المحور الثالث: كيفية توظيف الطاقات الاكاديمية في خدمة المجتمع والمذهب

أبدى العلامة الخباز في بداية المحور الثالث والاخير من الندوة، استغرابه الشديد من توجه الشبان والشابات في مجتمعنا نحو اختيار التخصصات السهلة او تلك التي تدر دخلا ماليا كبيرا، بغض النظر عن أهميتها او ما تمثله من ثقل في المجتمع، داعيا الجميع إلى التضحية، واختيار التخصصات الاكثر تأثيرا في سبيل النهوض الفعلي بالمجتمع والمذهب. مبينا أن ذلك لا يعني اهمال التخصصات الاخرى، ضاربا المثل بتخصص التعليم بمختلف مجالاته، وماله من أهمية قصوة واثر كبير في نهوض المجتمع لالتصاقه الحثيث به.

ثم عدد العلامة الخباز عدة طرق ومجالات تسهم بشكل فعال ومباشر في نهوض المجتمع والمذهب، وهي:

1 - نوع التخصص: ناصحا باختيار التخصصات المهمة والضرورية كالقانون والسياسة والاعلام.
2 - نذرة التخصص: مبينا أن ذلك يساعد في الوصول الى مستوى الاختراع أو التدريس في الجامعات العالمية، مما يشكل رقما صعبا يساهم بفعالية في خدمة المجتمع.
3 - المواصلة في التخصص: مؤكدا بأن عدم المواصلة يؤدي مع استمراره إلى تخلف المجتمع، وقائلا بأن الانسان الضعيف فقط هو الذي يرضخ للظروف التي تعيقه عن اكمال الدراسة.
4 - التخصص المناسب: داعيا الى اختيار التخصص الذي ينسجم مع الميول، كي يصبح الانسان ناجحا ومبدعا، فلكل منا طاقة ونفسية.

وفي ختام الندوة، شكر العلامة الخباز جميع الحضور، مؤكدا بأن تواجدهم يدل بشكل واضح على حبهم لمجتمعهم وخوفهم على مصلحته، داعيا اياهم للاجتماع بعد «20» عاما، لبحث ما انتجه المجتمع بعد هذه الندوة.