عدل الله
Ahmed - London - 18/02/2017م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

سماحة العالم الجليل آية الله السيد منير الخباز المحترم، بودّي أن تتفضل عليّ بإجابة هذا السؤال الذي حيّرني كثيراً وأربكني، وهو يخص مسألة عدل الله - عز وجل - طبعاً السؤال ليس بالجديد، ولكن أنا بحدود اطلاعي إلى الآن لم أجد له إجابة مقنعة، والسؤال كالتالي:

إذا كان الله تعالى يعلم بعلمه الأزلي، قبل أن يخلق الخلق؛ أنّ بعض عباده سوف لن يطيعوه، أو يتبعوا أوامره، وسينتهي بهم الأمر إلى إنكاره والتمرّد عليه، وعدم الإيمان بوجوده، وبسبب هذه الأمور سيدخلهم النار ويعذبهم، ألا يعدّ هذا ظلماً أو عبثاً نعوذ بالله، هذا أولاً.

وثانياً: هو يرسل لهم الرسل لإنذارهم ولهدايتهم، مع علمه بأنهم لن يسمعوا لأنبيائه، فلماذا أرسلهم؟ حيث لا فائدة من إرسالهم حسبما يعلم.

مثال: لو قلتُ لشخصٍ: اذهب بهذا الطريق، وإذا اخطأت الطريق سوف أعاقبك، سيقول لي: أنا لا أريد أن أشارك بهكذا أمر، لا أريد مكافئتك ولا عقابك، فكيف بالله الرحمن الرحيم؟! فلماذا خلقنا ولم يسألنا؟ هو يعلم مآلنا ومصيرنا. آسف على الإطالة وشكراً سيّدنا.

ملاحظة: أنا مؤمن بوجود الله وبدينه - بحمد الله -.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

ليس العلم من سلسلة علل المعلوم؛ مثلاً، الدولة توفر النت لجميع المواطنين، وتحذر المواطنين من استخدام النت في القضايا الإباحية، وهي تعلم من الأول أنَّ بعض المواطنين سوف يستخدم النت في الأمور المحظورة، فلو استخدم مواطن النت في القضايا الممنوعة، ثم عاقبته الدولة على ذلك، فلا يحقّ له الاعتراض بأنَّ المفروض أن لا تفتح الدولة النت من الأساس؛ لأنَّ فتحه مع علمها بالاستخدام السيِّئ ظلمٌ للمواطن وعبثٌ، بل ما تقوم به الدولة عند العقلاء عطاءٌ ورحمةٌ وكرمٌ، وإنْ أساء البعض استخدام هذه النِّعم في الفساد، فكذلك الله - عزّ وجلّ - خَلَقَ البشر ووفَّر لهم كل وسائل الحياة، وحذّرهم من بعض الأعمال، وهو يعلم أنَّ بعضهم باختياره وإرادته سيختار صرف النِّعم في المعصية بكامل إرادته، فلا يُعَدُّ خَلْقُهُ ظلماً ولاعبثاً، بعد أنْ كان بإمكانه وإرادته أن يكون العملاق في كلِّ شيءٍ، ومن ذلك لو قامت الدولة بتوفير المادة المنوية، والأجهزة المساهمة في الإنجاب لمن لا ينجب، وهي تعلم أن بعض من يتولَّد مِن هذه المادة سيكون إنساناً سيئاً، باختياره وإرادته، فلا يُعَدُّ توفير ذلك ظلماً ولا عبثاً.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك