أسئلة متفرقة
عبدالهادي محمود - 12/07/2017م
السلام عليكم سيدنا الفاضل،،

1 ورد في جملة من الروايات ما مضمونه أن السفياني من المحتوم، فهل ثمة تفسير للمحتوم غير كونه قطعيًا؟ وهل يمكن أن يجري عليه البداء؟


2 أشكل السيد مصطفى الخميني «قدس سره» على قول الفلاسفة بأن الشر عدم بقوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا}، ولا شبهة في أن المرض من الشرور، سواء كان هو الكفر أو غيره. ولنا أن نقول: ظاهر هذه الآية خصم الفلاسفة، القائلين: بأن الشرور أعدام، فإنها لو كانت عدمًا لما كان يقبل الجعل، مع أن الزيادة لا تتصور في الأعدام، فما هو رأيكم؟


3 استمعت لدكتورٍ مصريٍ ينفي عذاب القبر، وقد استدل بأكثر من عشرين آية، أذكر لحضرتكم ثلاثة منها فقط: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ «13» وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ «14» يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ}، أرجو رد حضرتكم نفيًا أو إثباتًا، زاد الله توفيقكم وحفظك من كل سوء ومكروه.


4 أثار بعض المستشرقين إشكالًا على الآية المباركة: {وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}، من جهة خلوها من الفائدة العائدة على القارئ، فما هو الرد المناسب؟


5 ما المقصود بعبارة: «وتعالى جدّه»؟


ودمتم موفّقين.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

1 في المحتوم اصطلاحان:

1. ما لا يقبل البداء، مثل خروج المهدي عجل الله فرجه.

2. ما يعنى به الملازمة لحدث آخر، فالسفياني محتوم إن حصلت الصيحة، فالحتم هنا بمعنى الملازمة لحدث آخر، لا أنه لا يقبل البداء.

2 المرض الجسدي هل هو الألم؟ أم هو انفصام الخلايا؟ فإن كان هو الألم، فالألم ليس شرًا، لأنه دليل سلامة الأنسجة، إذ لولا سلامتها لما أحس الإنسان بالألم، وإذا كان المرض هو انفصام الخلايا، فهو ليس أمرًا وجوديًا وإنما هو عدمي، لأنه عبارة عن عدم انسجام الخلايا مع الفيروس. وأما المرض القلبي، فليس محل بحث الفلاسفة، فإنهم ينفون وجود الشر وليس القبيح، بل يقولون بوجود القبيح في البشرية، والأمراض الروحية هي قبائح لا شرور.

3 هذا غير تام؛ لأمرين:

أولًا: لقوله تعالى في القرآن الكريم:

أ. ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ، وهو ظاهر في العذاب قبل يوم القيامة.

ب. ﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ «26» بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ، فإنه ظاهر في دخوله بعد الموت.

ثانيًا: أن الآيات التي استشهد بها ناظرة للعذاب الجزائي، وهناك فرق بين العذاب الوضعي الذي هو أثر وضعي للمعصية، وبين العقاب الجزائي، فالثاني منوط بالآخرة والأول يحصل بمجرد الموت.

4 هناك جزء من القرآن هو نقل تاريخ النبي لمعرفة موقعيته في المجتمع الذي عاشه، فيستفيد المسلم من ذلك تفسيرًا اجتماعيًا في كيفية تعامل المجتمعات مع القادة والمصلحين، وكيفية تعامل المصلحين مع مجتمعاتهم، ومن هذا القبيل الآيات التي تتحدث عن المنافقين في المدينة، وعن بعض شؤون زوجات النبي وبعض أصحابه.

5 الجدّ لغة كما في كتاب العين «ج‌6، ص9‌» وغيره: بمعنى الحظ، الحظوة، فيقال: تعس جده: خسر أو هلك. أما في تفسير القمي «ج‏2، ص388»: ﴿وَ أَنَّهُ تَعالى‏ جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً، قَالَ: هُوَ شَيْ‏ءٌ قَالَتْهُ الْجِنُّ بِجَهَالَةٍ - فَلَمْ يَرْضَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ - وَ مَعْنَى جَدُّ رَبِّنَا أَيْ بَخْتُ رَبِّنَا. وفي تهذيب الأحكام «ج‌2، ص316»: عَنْهُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مُيَسِّرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:» شَيْئَانِ يُفْسِدُ النَّاسُ بِهِمَا صَلَاتَهُمْ: قَوْلُ الرَّجُلِ: تَبَارَكَ اسْمُكَ وَ تَعَالَى جَدُّكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَ إِنَّمَا هُوَ شَيْ‌ءٌ قَالَتْهُ الْجِنُّ بِجَهَالَةٍ، فَحَكَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُمْ، وَقَوْلُ الرَّجُلِ: السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ”. ولكن قال صاحب لسان العرب:“ وفي الحديث الدعاء تبارك اسمك، وتعالى جدُّك، أي علا جلالك وعظمتك".

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك