الإمام الحسين (ع) لم يكن شهيدًا شرعيًّا
محمد حسين الموسوي - العراق - 03/04/2019م
سماحة العلامة السيد منير الخباز - دامت فوائده -:

نُقل عنكم أنكم ترون أن الإمام الحسين لم يكن شهيدًا شرعيًّا - أي بالمعنى الفقهي -، فهل أنتم فعلًا تتبنون هذا الرأي؟

ودمتم ذخرًا للمؤمنين.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم، ذكرت هذا الرأي في رجب عام 1421هـ، في مسجد الإمام علي بالقطيف، أي قبل 19 سنة، وكان الهدف من طرح ذلك: مناقشة خطاب معهود في تلك الفترة يمكن ذكره في وقت آخر، فأردت أن أوضح أن الشهادة التي تمثلت في الحسين - صلوات الله عليه - لها معانٍ عظيمة، غير الشهادة بالمعنى الشرعي منها: الشهادة الملكوتية، والشهادة على الأعمال، وهذه المعاني للشهادة تجسدت في الإمام علي والأئمة الطاهرين - صلوات الله عليهم - أيضًا، وإن لم يكونوا شهداء بالمعنى الفقهي، وللحسين معنى للشهادة يختص به لا يدور مدار المعنى الفقهي.

ولكني أوضحت أيضًا وفي خطابات مكررة أخرى: أن القول الأصوب الذي أتبناه - وهو القول المعروف - من أن ملاحظة مجموع الروايات الواردة في بيان معركة كربلاء ترشد إلى أن المعركة انتهت بقتل سيد الشهداء - صلوات الله عليه -، لا قبل مصرعه، وبالتالي فهو مصداق لسيد الشهداء بتمام معانيه ومداليله، إذ هو سيد الشهداء بمعنى الشهادة الملكوتية، وهو سيد الشهداء بمعنى من قتل في سبيل الله، وسيد الشهداء بالمعنى الفقهي وهو من قتل في المعركة من قبل البغاة النواصب المحكوم بكفرهم - لعنهم الله - والذي حكمه أنه لا يُغسل ولا يكفن.

ولعله لذلك لم ينقل المؤرخون ولم تذكر روايات أهل البيت - أو غيرهم ممن حضر الفاجعة - أن الإمام السجاد تصدّى لتغسيله وتكفينه، أو قام بإجراء التيمم على جسده الممزق الأوصال، وذلك لكونه شهيدًا لا يُغسل ولا يُكفن بل إنما يدفن بدمائه.

نسأل الله تعالى في الدنيا زيارة ضريحه الشامخ وفي الآخرة شفاعته.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك