ولاية أمير المؤمنين (ع)
أبو حيدر - العراق مدينة الحلة - 08/07/2014م
سيدي العزيز

السلام عليكم

اود ان اسأل حول شهادة ان عليا ولي الله في الصلاة، وكيف انها مستحبة؟ وفي حال كون نية المصلي انها جزء من صلاته فان صلاته تبطل؟!

وفي نفس الوقت فإن الإمامة هي جزء مهم من ديننا وان عبادات المرء لا تغنيه شيئا يوم الحشر ان لم يعتقد بولاية يعسوب الدين اني اجد بعض التناقض سيدي فارجو ان توضح لي المسألة

وفقكم الله وسدد خطاكم
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الشهادة الثالثة تارة تلحظ بالنسبة للأذان، وأخرى بالنسبة للصلاة.

فإذا لوحظت بالنسبة للأذان فالمشهور لدى فقهائنا أنها مستحب من مستحبات الأذان، بل هي مستحب في كل وقت، لا أنها جزء من الأذان، فهناك فرق بين فقرة «حي على خير العمل» وفقرة «أشهد أن علياً ولي الله»، فإن فقرة «حي على خير العمل» جزء من الأذان والإقامة بمعنى أن من لم يقل ذلك يعتبر أذانه لاغياً شرعاً، وأما من ترك الشهادة الثالثة فأذانه صحيح شرعاً وإن حرم نفسه من الأجر والمثوبة المترتبة على الشهادة الثالثة، فهي مستحب ومن أفضل المستحبات النفسية، وقد ورد عن الإمام الصادق : ”من قال لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فليقل علي أمير المؤمنين“ فاستفيد من هذه الرواية أن الشهادة لعلي بالإمامة مستحب عند الشهادتين لله بالوحدانية وللنبي بالرسالة.

ولا ملازمة بين كون الإمامة هي الركيزة الأساسية للدين وبين كون الشهادة للإمام علي بالولاية جزءاً من الأذان أو الصلاة، فإنه لا ملازمة بين الأمرين، فلا إشكال أن من أصول الدين العدل، ومن أصول الدين المعاد، مع أنه لا وجود لهما في الأذان؛ إذ ليس من فقرات الأذان «أشهد أن الله عادل» أو «أشهد أن القيامة آتية لا ريب فيها»، فمجرد كون المعتقد ركيزة أساسية للدين لا يستلزم أن يكون التلفظ به والشهادة اللفظية به جزءاً من أجزاء العبادة، فلا يوجد تناقض في البين، فما هو ركيزة الدين هو الإعتقاد القلبي للإمام علي بالولاية لا التلفظ اللساني؛ فإن التلفظ اللساني مجرد ذكر من الأذكار وليس هو ركيزة للدين كي يقال بأن عدم كون التلفظ اللساني جزءاً من الأذان أو الصلاة يتناقض مع اعتقادنا بأن الإمامة ركيزة للدين.

وأما بلحاظ الصلاة، فهناك خلاف بين فقهائنا، فمنهم من يرى بأن ذكر الشهادة الثالثة أثناء الصلاة أي بعد تكبيرة الإحرام سواء قالها قبل قراءة الفاتحة أو قالها في ركوعه أو في سجوده أو في التشهد الأول أو الأخير فإنه أمر مستحب لأنها ذكر من الأذكار الإلهية، وهناك من يستشكل كالسيد السيستاني دام ظله فإنه يستشكل في ذكر الشهادة الثالثة أثناء الصلاة، أي بعد ذكر تكبيرة الإحرام؛ اعتمادا على ظاهر بعض الروايات، كما في الرواية الصحيحة الواردة عن الصادق : ”كلما ذكرت الله والنبي فهو من الصلاة فإذا قلت كذا انصرفت“، فإنه قد يستظهر من هذه الرواية أن ما هو الذكر السائغ في الصلاة هو ذكر الله والنبي وليس أكثر من ذلك.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك