فلسفة وجود الملائكة والشياطين في الكون
مجهول - 06/12/2012م
كان يدور في ذهني سؤال حول قراءة الكون من الناحية الفلسفية وقد أشبعتم جزاكم الله خيرا هذا الموضوع في سلسة محاضراتكم تحليلاً وتفصيلاً، هناك أسئلة ما زالت تراودني عن وجود الملائكة والشياطين وأنها قد تكون موجودات أثيرية لا يمكن رؤيتها، فهل هناك براهين مادية تدل على وجودها؟ وهل انقداح هذه الأسئلة في نفسي دليل على ضعف الإيمان والبعد عن الله سبحانه وتعالى؟ وهل يساعد علم العرفان الإنسان على تجاوز مثل هذه التساؤلات فيما لو جاهد نفسه؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إشكال أن وجود الملائكة ووجود الشياطين لا يمكن البرهنة عليه ببرهنة مادية، وإنما دليلنا على ذلك هو الآيات الشريفة والروايات المعتبرة التي تدل على هذه الوجودات، وأنها وجودات متعلقة بعالم المادة وإن كانت أبصارنا قاصرة عن رؤيتها إلا أن القران أشار إلى أنها معنا، كما في قوله عز وجل في وصف حالة الموت ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ «83» وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ «84» وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ فإن المقصود من قوله ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ أي حضور الملائكة عند جسد الميت حضوراً لو انكشف للبصر لرآهم بوجوداتهم، ﴿وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ، وقال تبارك وتعالى في آية أخرى ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ، فإن توفي الملائكة يقتضي حضورها بأجسامها إلى جسد الإنسان واستيفائها للعلاقة بين الروح والجسد.
السيد منير الخباز
أرسل استفسارك