بسم الله الرحمن الرحيم

إن ما دل على لزوم الحجاب في القران الكريم عدة آيات:

منها قوله تعالى ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾، وكان التبرج المتعارف فيا لجاهلية هو عبارة عن إخراج شعر الرأس من تحت العباءة وبعض الصدر، فهذا منهي عنه.

والآية الثانية هي قوله عز وجل ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾، وكل ما يرتبط بجسم المرأة هو زينة؛ لأن المرأة مظهر للزينة والجمال بالنسبة للمجتمع البشري، وقد استثنى من ذلك ﴿مَا ظَهَرَ﴾ والمراد به كما ورد في الرواية الصحيحة عن الباقر ”الوجه والكفان“، فلذلك تكون هذه الآية دالة على أن الحجاب المطلوب هو ستر جميع البدن ما عدا الوجه والكفين.

والآية الثالثة وهي قوله عز وجل ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾، والمقصود من ذلك أن الخمار الذي يوضع على الرأس هو الجلباب، وأن المرأة مأمورة بأن تأخذ طرفاً من هذا الخمار الموضوع على الرأس وتستر به أعلى صدرها ورقبتها، فهذا هو المقصود من ﴿يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾ أي ستر أعلى الصدر والرقبة.

وأما الحجاب الزينبي الفاطمي فليس هو شكلا ولا لونا حتى نسأل من الذي يكون قادرا على تحديده، وإنما المقصود بالحجاب الزينبي والفاطمي هو ستر جميع البدن بما فيه الوجه والكفان بحيث لا يرى من المرأة شيء، وهو أمر مستحب عند الفقهاء الذين يجوزون كشف الوجه والكفين.