الشعائر الحسينية
حسين مهدي ال سعيد - القطيف - 04/11/2014م
السلام عليكم سيدنا الجليل ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال مكون من ثلاثة أجزاء.

الجزء الاول: ماهو تعريف الشعيرة الحسينية فب المنظور الفقهي؟

الجزء الثاني: على من يقع تشخيص الشعيرةالحسينية، هل هو بيد الفقيه أم بيد المُقَلِد؟

الجزء الثالث: هل هناك شعائر حسينية نصت عليها الروايات المعصومية وأخرى لم تنص عليها أم كلها نصت عليها الروايات، وما مدى التزامنا الشرعي أمام الشعيرة الحسينية المنصوص عليها وغير المنصوص عليها؟

دمتم موفقين لكل خير وحفظكم الله من كل سوء وسدد خطاكم.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

 ماهو تعريف الشعيرة الحسينية فب المنظور الفقهي؟

المقصود بالشعيرة هو كل عمل يكون مظهراً للجزع على الحسين أو يكون مظهراً لمواساة أهل البيت في مظلوميتهم، أو يكون مظهراً لإحياء أمر آل محمد ، أو يكون مظهراً لإعلاء ذكر الله عز وجل، فإن جميع هذه العناوين مما ورد الندب إليها فيا لنصوص الشريفة حيث ورد في الرواية «كل البكاء والجزع مكروه ما خلا البكاء والجزع على الحسين »، وورد في رواية أخرى «فإنه فيه مأجور»، كما ورد في الزيارة «فنعم الأخ المواسي لأخيه» مما يدل على استحباب المواساة، كما ورد في الرواية عن الرضا «أحيوا أمرنا»، وورد في الآية المباركة ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ.

ولكن صدق الشعيرة على جميع ما مضى متقوم بكون عملا عملا جماهيريا لا عملا فردياً؛ فإن العمل الفردي الخاص ليس مصداقاً لعنوان الشعيرة وإن كان عملاً مستحباً في نفسه لكن صدق الشعيرة عليه متقوم بكونه عملا عاملا لا عملاً خاصاً.

 على من يقع تشخيص الشعيرةالحسينية، هل هو بيد الفقيه أم بيد المُقَلِد؟

حيث إن تطبيق هذه العناوين على بعض الأفعال الواقعة من الناس مما يحتاج إلى تدقيق في حدود المعاني العرفية لهذه العناوين الواردة في النصوص وهذا من اختصاص الفقيه، كما أن تحديد كون هذا العمل موهنا للمذهب أو موجباً لهتك حرمة أهل البيت أو عدم كونه كذلك من اختصاص الفقيه لذلك نقول بأن المرجع في تحديد المصاديق والأفعال من حيث كونها شعيرة أو ليست بشعيرة إلى رأي الفقيه؛ بلحاظ أن هذين العنصرين وهما:

1» تحديد سعة هذه المفاهيم وضيقها من اختصاصها.

2» وتحديد انطباق عنوان ما يوهن المذهب وما يوجب هتك حرمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام وعدمه من اختصاصه أيضا.

 هل هناك شعائر حسينية نصت عليها الروايات المعصومية وأخرى لم تنص عليها أم كلها نصت عليها الروايات، وما مدى التزامنا الشرعي أمام الشعيرة الحسينية المنصوص عليها وغير المنصوص عليها؟

إن مجموعة من الشعائر ورد النص عليها فيا لروايات، ففي صحيحة معاوية بن وهب التي نقل فيها دعاء الإمام الصادق لزوار الحسين حيث ورد فيها «اللهم ان اعدائنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص الينا خلافا عليهم فارحم تلك الوجوه التى غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التى تقلبت على قبر ابى عبدالله وارحم تلك الاعين التى جرت دموعها رحمه لنا وارحم تلك القلوب التى جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخه التى كانت لنا» فإن هذه الصحيحة تضمنت مجموعة من الشعائر المتعارفة في أزمنة الأئمة، والتي كان الأئمة يحثون عليها ويدعون للقائمين بها.

كما وردت رواية أخرى أن الإمام الصادق حين استفسر من تلميذه حمّاد الكوفيّ عن كيفيّة زيارة أهل العراق لمزار الحسين فقال : ”بلغني أن‌ّ أناساً من أهْل الكوفة وَقَوْماً آخرين من ‌نواحيها يأتون قبْر أبي عبد الله في النصف من شعبان فبين قارئ يقرأ القرآن‌، وقاص‌ّ يقص‌ّ، ومادح لنا، ونساء يندبنه“، قال حمّاد: قد شهدت بعض ما تصف‌، قال الإمام : ”الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا... الخ“

وهناك مجموعة من الشعائر لم ترد في نص خاص، ولكن الفقيه يفتي باستحبابها؛ لأنه يراها مظهراً للجزع، أو مظهراً للمواساة، أو مظهراً لإحياء أمر آل محمد، أو مظهراً لإعلاء ذكر الله عز وجل، وخلوها من محذور وهن المذهب أو هتك حرمة أهل البيت، فلأجل ذلك يفتي باستحبابها.

ولهذا نحن نوصي المؤمنين بعدم الاختلاف في قضايا الشعائر وإيكال هذه المسألة للمراجع العظام في تحديدها وتشخيصها، ونحن نلتزم بمنهج السيد السيستاني دام ظله في عدم الدخول في تحديد هذه المصاديق ما لم يرد تنصيص من المرجع أو الفقيه الجامع للشرائط على كونها مستحبة أو عدم كونها مستحبة.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك