استفسار
شهيد الحضري - الاحساء - العمران - 01/11/2013م
السلام عليكم ورحمة الله، جناب السيد..

س1: ما الموقف من بعض التفاصيل التي ينقلها خدمة ابي عبد الله الحسين على المنابر  بشكل عام؟ حيث ان البعض يقبل ذكرها ويعتبرون بعضها توهينا للإمام، كما اود طرح بعضها والموقف منها على وجه الخصوص:

أ. نطح السيدة زينب راسها بمقدم المحمل؟

ب. سكب اللعين شيئا من الخمر على رأس المولى؟

س2:  هل زيارة الناحية المقدسة صحيحة السند بحيث يؤخذ بمضامينها كلها فقد جاء فيها «برزن من الخدور ناشرات الشعور على الخدود لا طمات الوجوه سافرات» فهل فعلن بنات الرسالة ذلك وهل كانت من بينهن فخر المخدرات زينب سلام الله عليها؟؟
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الروايات المنقولة في حادثة كربلاء على أقسام:

  1. روايات صحيحة.
  2. روايات مشهورة.
  3. روايات ليس لها سند صحيح ولا هي مشهورة ولكنها مقبولة، بمعنى أن قراءتها لا تتنافى مع مقام الإمام المعصوم.
  4. روايات تتنافى مع مقام الإمام المعصوم ، من قبيل ما قد يقال بأنه ورد في بعض الروايات أن الإمام الحسين قال للقوم المحاربين له في يوم العاشر من المحرم «خذوا بيدي إلى يد يزيد بن معاوية أبايعه وأعتذر منه» فرفض القوم ذلك، فإن هذا لا يصدر من الإمام الذي كان يقول «والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد «وكان يقول» والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولامفسدا ولا ظالما ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جد».

وعلى قارئ المنبر الحسيني أن يعبّر عن القسم الأول من الروايات  وهي الروايات الصحيحة  كما وردت، ويعبر عن القسم الثاني والقسم الثالث إما بعنوان رُوي أو قيل أو نُقل أو يقول لسان الحال؛ حتى يفهم السامع أن هذه الرواية لم يتأكد الخطيب من سند صحيح لها. وأما القسم الرابع وهو ما لا ينسجم مع مقام الإمام المعصوم فيحرم ذكره على المنبر.

إلا أن تمييز ما يتناسب مع مقام الإمام وما لا يتناسب إنما هو بيد الفقهاء؛ لأن الفقيه هو العارف بحدود مقام الإمامة وهو العارف بحدود مقام العصمة، وما ينسجم مع هذا المقام وما لا ينسجم، فهو أمر بيد الفقيه.

فلأجل ذلك: ما ذكر من الروايتين لا يتنافى مع مقام الإمام ؛

أما بالنسبة إلى الرواية الأولى فإن هذه الرواية واردة في زينب الصغرى، وليست زينب العقيلة التي هي شريكة الحسين في ثورته والتي كانت حاملة للمسؤولية، وإنما زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم؛ لشدة وقع المصيبة عليها نطحت رأسها بمقدّم المحمل من حيث عدم قدرتها على تحمل المصيبة وشدة الفاجعة، وهذا لا يتنافي مع مقام الإمام المعصوم.

وأما بالنسبة إلى الرواية الثانية فهذا مما فعله العدو، وهذا لا يمكن أن يربط بمقام الإمام المعصوم؛ فالإمام الحسين قد رُضَّ جسده، وقد قُطع رأسه، وقد صعد الشمر على صدره، وسلب الجمّال تكّته، وسلب القوم ثيابه، وكل هذه الأعمال وردت في الروايات الصحيحة، مع أن فيها اعتداءً صارخاً على مقام الإمام المعصوم. فرضّ جسد الإمام والصعود على صدره ليس أقل من وضع الخمر على رأسه؛ فإن كليهما اعتداء على مقام الإمامة وليس أمراً فعله الإمام كي يقال بأنه موهن لمقام الإمام وهتك لحرمته.

زيارة الناحية في سندها تأمل، ولكنها مقبولة لدى العلماء، وأما هذه الفقرة التي فيها «فخرجن من الخدور للشعور ناشرات وللخدود لاطمات» فإنها وُجّهت من قبل علمائنا بعدة توجيهات:

التوجيه الأول: أن المقصود أنهن نشر الشعور تحت المقانع وتحت الخمار، لا أنهن نشرن الشعور خارج الخمار والمقانع.

التوجيه الثاني: أن هذه الفقرة ناظرة لنساء الأنصار وليست ناظرة إلى بنات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.

التوجيه الثالث: أن هذه كناية عن شدة المصيبة، لا أن هذا الأمر حصل بالفعل، فعندما نريد ان نعبر عن إنسان مفتجع بمصيبة معينه فنحن نصوره كأنه خرج من بيته حافياً حاسراً لاكما على وجهه، فإن هذه التعبيرات لا يراد منها أن هذاا الأمر قد وقع بالفعل وإنما يراد منه الكناية عن شدة مصيبته وتفجعه بالحدث الذي حصل لهن فهذه الوجوه ذُكرت من قبل العلماء توجيهاً لهذه الفقرة.

وأما السيدة زينب فهي قد كانت مسؤولة عن حفظ العليل السجاد وعن حفظ اليتامى، فلم تخرج من الخيمة قبل مقتل الإمام الحسين ، وإنما خرجت بعد أن قُتل الحسين وهدأ القتال، كما ورد في الرواية ”تجر أذيال الخَفَر والصون، مسلمة لأمر الله عز وجل، صابرة محتسبة، ومدّت يديها تحت جسده الشريف وقالت: اللهم تقبل منا هذا القربان“.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك