الشمر أم سنان؟!
مهدي إلى ولايتهم - القطيف - 20/02/2014م
السلام عليكم
سيدنا المنير، يوجد خلاف بين المؤرخين - كعادتهم في كل حدث تاريخي - في تحديد القاتل المباشر لسيد الشهداء عليه السلام هل هو الشمر بن ذي الجوشن أم سنان بن أنس (لعنة الله عليهما)، فكيف نتصور وجود خلاف في حدث تاريخي بهذه الأهمية؟! وبعبارة أخرى: كيف نتصور إمكان التعتيم على المتورط الحقيقي في هذه الجريمة العظمى؟! ثم لماذا يرجح المنبر الإيراني - كما يظهر من مسلسل المختار - كفة سنان بينما يرجح منبرنا القطيف كفة شمر الضباب؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي حصل أن قتل الحسين صلوات الله عليه اجتمع عليه جماعة وليس فرداً واحداً، ولكن الذي احتز الرأس الشريف هو الذي اختُلف فيه، فلعل ذلك نتيجة ازدحام الجماعة على جسده، وثوران الغبار في ذلك الوقت وكون السماء أمطرت دماً عبيطاً وحصل تغير في الجو، فهذا التغير الكوني في الأجواء عامل من عوامل ابهام الشخص الذي احتز الرأس الشريف وإن كان الجميع من الشمر وخالد بن سنان وسنان بن أنس قد اشتركوا في قتله بشكل مباشر.
والعامل الآخر الذي أوجب هذا الإختلاف هو المباهاة؛ حيث إن هؤلاء كانوا من اجل التقرب إلى يزيد بن معاوية والحصول على جائزته ادعى كل منهم أنه هو الذي احتز الرأس الشريف لتحصيل تلك الجائزة المذخورة لهذه الجريمة، فنتيجة هذا العامل الآخر حصل تردد أو إبهام.
إلا أنه قد ورد التعبير عن قاتل الحسين عليه الصلاة والسلام من أنه الشمر أو أنه خالد بن سنان أو أنه سنان بن أنس في الروايات الشريفة، ولعل مقصودها أن الجميع قد شارك في قتله وأنهم جميعاً شاركوا في القيام بهذه الجريمة.
وأما الفلم الإيراني فلا يعتمد عليه لأن هذا ليس كلاماً لعالم وإنما هو اختيار لمجموعة من الممثلين لبعض هذه الأحداث، وهذا لا يعني أن ما ذكر في الفلم هو كلام العلماء الأعلام فإن المشهور في المقاتل هو أن الذي احتز الرأس الشريف هو الشمر بن ذي الجوشن.
السيد منير الخباز
أرسل استفسارك