رمز الكرامة: الدّين أم الأنسانية؟؟
أم رضا - أستراليا- مدينة برزبن - 08/12/2014م
السلام عليكم سيدنا العزيز

أطال الله في عمركم وجعلكم لنا أباً فاضلاً وذخراً

في حياتنا الدينيه والدنيويه يارب العالمين بحق محمد وآل محمد...

رسالتي تتعلق بموضوع الليلة الرابعة من شهر محرم الحرام وهو رمز الكرامة: الدين أم الأنسانية؟؟

لدي في هذه الرساله فقرتين: الفقره الأولى عباره عن أستفسارات أما الفقره الثانيه فهي قصه لتجربتي وتجربة بعض صديقاتي مع أشخاص من الديانات الأخرى غير الكاتبين في دول الغرب...

تطرقتم مولانا عن موضوع عدم وجود حكم مُطلق بنجاسة الكافر من غير الأديان السماوية

وأن النجس ليس النجاسة المادية وإنما النجاسة أو القذارة الروحية قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

المحاضرة أكثر من رائعة وكنت أتمنى لو سمعتُ هذه المحاضره منذو زمنٍ بعيد. كمغتربين في دول الغرب نلاقي صعوبات في التعامل مع الأشخاص من الديانات الأخرى غير الكتابيين كالهندوسية والبوذية والسيخ والملحدين بالرغم من أنهم أُناس محترمين ويحترموننا كمسلمين لكن للأسف بسبب المحاذير الشرعيه من ناحية الطهاره والنجاسه وخصوصاً أن مكان الأغتراب الذي نعيش فيه لاتتوقف عنه الأمطار معنى ذالك أن هناك رطوبة في الأغلب...

وأنا من مُقلدين السيد الخوئي قدس سره الشريف ولكن كنتُ دائماً أتسأل لماذا هذا الحكم بالنجاسة على غير الكتابي؟؟؟ أو هل هي كما قال السيد محمد فضل الله قدس سره الشريف بطهارة الأنسان من كل الديانات وأن نجاسة الكافر غير الكتابي هي النجاسة أو القذارة الروحية وليست المادية وذالك لكرامة بني آدم بمضمون الأية الشريفة {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} والتي أفتتحتم بها محاضرتكم المباركة.

مع أحترامي الشديد لرأي كلاً من المرجعين، ولكن أنا أميل بشدة لرأي سماحة السيد محمد فضل الله قُدس سره الشريف.. وبالطبع الميل والموافقة لرأي سماحته لايعني التطبيق لعدم مرجعيتي له..

من تجربتي الخاصه مع أحدى زميلاتي في مجال العمل كمُدّرسة في مدرسة أسلامية ولدينا مختلف الديانات المسلمين والمسيحين والهندوس والبوذيين والملحدين وقد جمعتني علاقة قوية بأحدى زميلاتي لكنها هندوسيه كانت دائماً تحب مسك يدي عندما كنا نتجول في ساحة المدرسة واليد تعرق بعد فترة كنت قلقه كثيراً وأحياناً كنت أتحاشى أياً من زميلاتي غير المسلمات من غير الكتابيات لمسي برطوبة لكي لاتتنجس ملابسي وذالك ماتتطلبهُ الطهارة للصلاة... كان مكان العمل بالنسبة لي متعب لأنني لم أكن مرتاحه خصوصاً عندما نكون في غرفة المعلمين وتأتي فرصة وجبة الغداء كانوا جميع الزملاء والزميلات يستخدمن الصحون لوضع وجبة غدائهم عليها ومن ثم يقوموا بغسلها بأنفسهم وكنت لاأستطيع أستخدام تلك الصحون أو الملاعق بعدها أولمس حنفية المغسلة...

وبحكم العمل في مدرسة أسلاميه صديقتي الهندوسية تعرف الأكل الحلال وشروطه وكانت تلح بأستمرار للمجئ لبيتها وكنت أختلق الأعذار وكانت تقول لي سوف أطبخ لكِ أكلاً حلالاً..

كنت أشعر بالأسى لعدم مقدرتي لتلبية دعوتها أو عدم مقدرتي لدعوتها لبيتي... وصديقتي الهندوسية فطرتها سليمه أشعر بقابليتها لأن تكون مسلمه لأنها تحب كل شئ يفعله المسلمين في المدرسة من كلمة أن شاء الله التي كانت على الدوم ترددها من أعماق قلبها إلى طلبها يوم من الأيام لأقامة الأذان والأقامة في أذن طفلها الرضيع رجاءً منها للبركة..

أما تجربة صديقتي مع صديقتها البوذيه كانت تجربتها في مجال الدراسه، كانت تتزاحم مع صديقتي المسلمة لتغسل الصحون عندما ينتهون من وجبة الغداء أو العشاء في غرفة الأستراحة للطلاب وهنا بعض الأحيان صديقتي تظطر للذهاب للمنزل لتغيري ملابسها للصلاة لأنها تعرضت للبل وطالما تعرضت صديقتي للأحراج من قبل صديقتها البوذيه التي لأتأكل إلا الخضار أو الأشياء النباتية عندما تعرض عليها مشاركتها في الطعام وترفض أن تأكل صديقتي معها من دون تقديم أية أسباب وكانت تقول لها صديقتها البوذية أنتِ لاتريدين الأكل من طعامي؟؟؟ فتشعر صديقتي بالأحراج وتختلق الأعذار هي أيضاً.. إضافه أن صديقتي في أغلب الأحيان تستخدم المناديل لفتح الدولايب التي في المطبخ لرؤيتها بملامسة صديقتها البوذية لهم ببل...

في كلا الحالتين قصتي وقصة صديقتي يُعتبر نوع من أنواع الجهاد بالنسبة لنا ولانعرف السبب لماذا الحكم بنجاستهم فهم بشر لايمكن أن نعاملهم كما نتعامل مع نجاسة البول وغيره من النجاسات المعروفة لدينا نحن المسلمين. كنت أشعر بالأسى عندما أنظر إليهم ويجول بخاطري أن هؤلاء نجسين بنظر غالبية الفقهاء..

كيف لهؤلاء أن يعتنقوا الأسلام أو يحبوه إذا لم يتخالطوا معنا في حياتنا وشاركونا في مناسباتنا؟؟؟ هذه المحاذير الشرعيه تعتبر حواجز بيننا وبينهم في حين لانجد هذه الحواجز عند أخواننا السنه الذين يختلطون معهم ويتبادلون الزيارات ويدعوهم للأسلام والغالبيه تستجيب ويعتنقون المذهب السني...

طالما أثارت هذه المحاذير تساؤلاتنا أنا وصديقاتي في بلاد المهجر وكنا نتمنى أن نجلس مع أحد العلماء نتناقش معه بهذا الشأن... إلى أن أستمعتُ إلى محاضراتكم حفظكم الله وكانت مثل الماء البارد على قلوبنا... لهذا أطلتُ الحديث في هذه الرساله فهي حُمّالة حيرة وتساؤلات دامت لسنوات عديده...

في الخلاصة سؤالي كيف نحكم بطهارتهم ومرجعنا الذي نقلده يقول بنجاستهم؟ هل يجوز لنا أن نعاملهم بأنهم طاهرين بناءً على هذه المحاضره وهو التفسير بالنجاسة والقذارة الروحيه وليست المادية؟؟؟

وبما أن بعض طلبة السيد الخوئي قُدس سره الشريف ناقشوه في هذا الموضوع لماذا لم يتغير الحكم للتسهيل على المؤمنين في حياتهم خصوصاً لهؤلاء الذين يختلطون بغيرهم من الديانات الأخرى...

معذرةً للأطاله سيدنا ولكنني أحببتُ أن أُشارك بقصتي هذه لعل غيري يستفيد منها...

نتطلع دوماً للأجابة الشافية فأنتم حجج الله على هذه الأرض.

نسألكم الدعاء وبراءة الذمة...
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا كانت المكلف مقلدا لمن يفتي بطهارة كل إنسان مهما كان دينه أو مذهبه، فمقتضى ذلك أن يبني على طهارة من يتصل بهم ويختلط بهم من غير أهل الكتاب من الكفار.

وأما إذا كان مقلداً لمن يفتي بنجاسة الكفار من غير أهل الكتاب كما هو المعروف بين علماء الإمامية فحينئذ يجب على من يلامس جسد كافر من غير أهل الكتاب برطوبة مسرية تطهير موضع الملامسة إلا إذا كان التطهير حرجياً فيسقط وجوبه ولكن متى ما ارتفع الحرج وجب التطهير،.

وليس للمكلف أن يعدل عن العمل بفتوى مرجعه الجامع للشرائط بمجرد عدم استحسانه للفتوى بنجاسة الكافر من غير أهل الكتاب بلحاظ أن الفقهاء عندما يفتون بالنجاسة لا تقتصر فتواهم على الإعتماد على الآية المباركة وهي قوله عز وجل ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ حتى يقال بأن النجاسة في الآية إنما هي النجاسة الباطنية وليست النجاسة البدنية، بل هناك عدة روايات صحيحة يعتمد عليها المعروف من فقهائنا في الذهاب إلى الفتوى بنجاسة الكافر من غير أهل الكتاب.

السيد منير الخباز
أرسل استفسارك