بسم الله الرحمن الرحيم

هناك اختلاف في فهم فتوى سيدنا الخوئي قدس سره المذكورة في منهاج الصالحين؛ حيث إن الأغلب من أهل الفضل يفهمون أن سيدنا الخوئي قدس سره يفتي بثبوت الخمس في بيت السكنى ما لم يسكنه المالك بحيث لو استغرق البناء سنة أو سنتين وجب خمس جميع المواد التي اشترها أو بُني بها البيت مع تخميس الأرض أيضاً.

وهناك فهم آخر وهو أن منظور سيدنا الخوئي قدس سره في هذه المسألة المذكورة في منهاج الصالحين إلى المجتمع العراقي قبل أربعين سنة أو أكثر حيث إن المتعارف في المجتمع العراقي آنذاك هو أن يسكن المتزوج في بيت والده وإن كان له عيال، فلذلك لا يرى المجتمع العراقي آنذاك أن رب الأسرة إذا لم يهيء له منزلاً مستقلاً لأسرته فإنه مقصر في حق عياله وملوم من قبل المجتمع، بل يرى أنه جارٍ على وفق ما هو المتعارف في مجتمعهن وأما في زماننا هذا حيث إن عدم إعداد رب الأسرة منزلاً مستقلاً لأسرته مع قدرته على ذلك مما يُعد تقصيراً في حق الأسرة ويوقع رب الأسرة موقع الملامة من قبل المجتمع، فاللائق بحاله والمناسب لشأنه أن يقوم بإعداد بيت السكنى سواء كان إعداده خلال سنة واحدة أم عدة سنوات على نحو التدريج، ففي مثل الذين لا يقدرون على إعداد بيت السكنى إلا بشكل تدريجي إما لعدم القدرة المادية على بناء المنزل دفعة واحدة أو اقتضاء أمور البناء المتعارفة التدرج في البناء، فإنهم لا يجب عليهم الخمس في دار السكنى.

فلأجل هذا الاختلاف في فهم كلام سيدنا الخوئي قدس سره على المكلف أن يرجع إلى من يطمئن له في فهم فتوى سيدنا الخوئي قدس سره، فإذا اطمأن بالفهم الثاني وهو عدم وجوب الخمس فيمن يكون إعداد بيت السكنى أمراً ضروريا له اجتماعياً فليس عليه شيء وأما إذا اطمأن إلى من يتبنى الفهم الأول وهو وجوب الخمس فحينئذٍ يمكن أن يتخلص من هذه المشكلة بالرجوع إلى الحاكم الشرعي الذي يقوم بمداورة الخمس معه ونقله إلى ذمته، فيصبح الخمس ديناً مقسطاً عليه بأقساط ضئيلة على مدى سنين طويلة بحيث لا يقع في حرج وكلفة نتيجة إخراج الخمس فعلاً الذي يؤثر على مسيرة البناء.